حوار بين بنت ريم الرياشي والشيخ أحمد ياسين

قاسم بلال

الحوار المتمدن-العدد: 720 - 2004 / 1 / 21 - 07:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بشرى سارة أيها المسلمون في جميع أنحاء المعمورة، فقد ظهر لكم على شاشات التلفزيون الزعيم الخالد الشيخ أحمد ياسين وزف لكم نبأ " التطور الجديد في مقاومة العدو" وهو إرسال جسد نسائي طري إلى طاحونة الموت. ولم لا فالإسلام ساوى بين المرأة والرجل.

بعد حوالي خمسة عشر عاماً من الآن ستبدأ بنت الراحلة ريم الرياشي بطرح الأسئلة. في ذلك التاريخ سيكون الشيخ أحمد ياسين أمير المؤمنين في إمارة فلسطين الإسلامية. النقية من كل مسيحي ويهودي. وسيكون الحوار التالي بينها وبين أمير المؤمنين.

بنت ريم   : لم أرسلت والدتي إلى الموت؟
الشيخ ياسين : لتساهم في الجهاد ضد الكفار، فالجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة.
بنت ريم  : هي أول امرأة من حماس. فلماذا هي بالذات ولم تكن حفيدتك مكانها.
الشيخ ياسين : حفيدتي كانت تنتظر الدور، لكن إرادة الله جعلتها في آخر القائمة.
بنت ريم  : لماذا إرادة الله جعلتها في آخر القائمة ولم تضع حفيدتك في أولها.
الشيخ ياسين : سؤالك فيه تشكيك بالإرادة الإلهية. وقد يخرجك من الإيمان.
بنت ريم  : كيف استطعت أن تحشو عقلها بأفكارك الهرمة.
الشيخ ياسين : إني ألمح في كلامك بداية على طريق الزندقة. إنها ذهبت إلى الجنة.
بنت ريم  : لقد اطلعت على الدين الإسلامي ولم أجد للمرأة مكاناً في الجنة. فمعظم سكانها من 
  الذكور بدليل توفر الحور العين والخمر والعسل الخ... كما أن معظم سكان جهنم من  
  النساء كما يقول السلف الصالح.
الشيخ ياسين : ألم أقل لك أنك على طريق الزندقة. بل أكثر من ذلك إنك أصبحت الآن مرتدة، ويجب  
  إقامة حد الردة عليك.

في عام 2020 أصدر أمير المؤمنين الشيخ أحمد ياسين أمراً بإقامة حد الردة على بنت ريم الرياشي. على أن يتم التنفيذ أمام جامع غزة الكبير وسيحضره ولي عهد أمير المؤمنين الشيخ ياسر عرفات ورئيس شرطته جبريل الرجوب وأركان الإمارة ومنهم مفتي الديار الفلسطينية صائب عريقات ( الذي أشهر إسلامه عام 2005) وكذلك الحاجة حنان عشراوي مسؤولة الحشمة والعفاف النسائي في الإمارة.

وقفت بنت ريم الرياشي على المقصلة مبتسمة. نزعت حجابها الذي ألزموها بارتدائه، جملت نفسها وكأنها ذاهبة إلى عرسها. صاح جمهور المسلمين الله أكبر. زنديقة. مرتدة. هيا اقتلوها.
قالت لهم بنت ريم الرياشي: أقسم بعقل الإنسان وبخالقه العظيم أنكم بعد زمن قصير ستصبحون مستحاثات أثرية. مكانكم المتاحف التي تروي قصة النشوء، بعد  أن يكون أعداؤكم قد دمروا أقصاكم وكعبتكم.
احتقن الحشد. هجموا على جسدها الغض. مزقوه شر تمزيق.
بعد بضع سنوات نمت شجرة أمام جامع غزة الكبير. سماها السكان شجرة بنت الرياشي. كبرت الشجرة حتى ظللت أرض فلسطين كلها بما فيها قبر الراحل أبو مازن.

قاسم بلال – دمشق
15/01/2003

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل