أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أسماء النقيب - مسلمي أمريكا ... والحياة في رمضان















المزيد.....

مسلمي أمريكا ... والحياة في رمضان


أسماء النقيب

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:36
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


على الرغم من الجفاف الاجتماعي، الذي تتسم به الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية بوجه عام، فإن مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية يحاولون كسر هذا الجفاف من خلال شهر رمضان الكريم بإحياء الروحانيات الرمضانية التي حملوها معهم من البلد الأصلي إلى بلد المهجر، فالشاهد للمسلمين هناك خلال رمضان يرى مدى التمسك بالعادات والتقاليد التي جلبوها معهم من موائد الإفطار الجماعي للجاليات المسلمة، إلى جانب إقامة الحفلات الرمضانية لقراءة التواشيح الدينية، والاهتمام بالخيمة الرمضانية والسهر بها حتى موعد السحور، فضلاً عن إعداد ما يسمى بالبرنامج اليومي خلال الشهر والذي يتم توزيعه مع حلول الشهر الكريم والعمل به منذ اللحظات الأولى للشهر ويتضمن برامج روحية وتثقيفية وترفيهية منها ما يقام قبل الإفطار أو بعده لانتظار صلاة التراويح، وقد انعكست هذه الأجواء الرمضانية بصور إيجابية على البيئة المحيطة هناك إذ تعتبر المناسبة الإسلامية الأشهر في الولايات المتحدة، فالإعلام الأمريكي ينشر كل عام مئات القصص الإيجابية التي تتناول مختلف جوانب حياة المسلمين المادية والروحانية خلال هذا الشهر المبارك، كما تبدي المؤسسات المدنية الأمريكية المختلفة كالمتاجر والمكتبات والمدارس مزيدًا من الاهتمام بشهر رمضان ومظاهر احتفال المسلمين به، حتى على المستوى السياسي اعتادت الحكومة الأمريكية على الاحتفال بشهر رمضان المبارك بطرق مختلفة وعلى مستويات عديدة في السنوات الأخيرة.
هذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا نشاط المسلمين الأمريكيين أنفسهم لعرض رمضان ومعانيه على أبناء الأديان الأخرى، والذي يتم من خلال أكثر من طريقه أهمها تشجيع المراكز والمؤسسات الإسلامية على النشاط للتواصل مع الإعلام الأمريكي المتشوق وعرض القصص الرمضانية عليه، وفتح المساجد لأبوابها خلال الشهر المبارك لأبناء الأديان الأخرى لزيارة المساجد والتعرف على الإسلام و من ناحية أخرى تقوم تلك المراكز الاسلامية بتنظيم برامج تعليمية لغير المسلمين من أجل تأليف قلوبهم نحو الإسلام، وكثيرًا ما تقيم إفطارًا جماعيًّا يشارك فيه غير المسلمين كنوع من الحوار والتواصل مع الآخرين ، وعلى ذلك بدأ الأمريكيون من غيرِ المسلمين في التعرف على الصيامِ والعبادات الإسلامية، الأمر الذي يُعطي صورة عن تقديم المسلمين الأمريكيين نموذجًا جيدًا للدين الإسلامي، وهو ما جعل الإسلام بالفعل الدين الأكثر انتشارًا ونموًا .
ومن ثم يستغل مسلمو أمريكا شهر رمضان لإقامة جسور مع غير المسلمين ، مما يؤكد أن رمضان يمثل فرصة هامة لتعبئة المسلمين في أمريكا لمواجهة التحيز ضدهم ولتوعية الآخرين بحقيقة دينهم وقضاياهم .
وبالاضافة الى ذلك ترتبط عدة مزايا هامة بالمسلمين في أمريكا خلال شهر رمضان الكريم ، أهمها ميزتين أساسيتين على الأقل أولها: ميزة غياب العادات وما يترتب عليها من إقامة العبادات على أساس من التفكير والاقتناع ، وثانيها: ميزة التخلص من مشاكل الأغلبية المسترخية. والمقصود بالميزة الأولى في هذا الاطار أن المسلمين الملتزمين دينيا - في الولايات المتحدة - يدفعهم إلى التزامهم هذا أمر واحد بالأساس هو إيمانهم بهذا الدين وبأهمية أنه يلعب دورا محوريا في حياتهم.
فبهجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة حيث يعيش حوالي 5 و10 مليون مسلم من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ نحو 300 مليون نسمة ، أي يمكنهم الذوبان في المحيط الأمريكي الكبير إذا أرادوا ، الا أن من يرتبطون بالإسلام بعد هجرتهم إلى هناك يفعلون ذلك بمحض إرادتهم ، ومن ثم تصبح الهجرة بالنسبة لهم بمثابة اختبار أو ميلاد جديد يختارون بعده الطريق الذين ينوون أن يسلكوه في الحياة.
أما الميزة الإيجابية الثانية فهي التخلص من عيوب العيش وسط الأغلبية المسترخية ، بمعنى أن أية مجموعة دينية أو عرقية إذا مثلت أغلبية في المحيط الذي تعيش فيه ، فإنها تشعر - في العادة وبمرور الزمن – بالاسترخاء ، وتصبح أقل حرصا على الدفاع عن هويتها وحقوقها وأقل شعورا بالتهديدات التي تتعرض لها هذه الهوية . أما بالنسبة للمسلمين في الولايات المتحدة فهم على عكس ذلك، فهم يعيشون كأقلية وسط مجتمع كبير متعدد الديانات، الأمر الذي يمثل دافعا قويا ومستمرا لهم للبحث عن مصادر الحفاظ على هويتهم وحقوقهم الدينية لحمايتها والبناء عليها، ولعل احياء شهر رمضان الفضيل يعد بحق من أبرز هذه المصادر.
وبالنظر الى هذا العام بالتحديد ، نجد ثمة مهمة مزدوجة لرمضان في أمريكا ، حيث يعقد مسلمو أمريكا أمال عديدة على شهر رمضان المبارك للقيام بوظيفتين أساسيتين يحتاج لهما مسلمو أمريكا بوضوح خلال الفترة الراهنة الصعبة ، الوظيفة الأولى داخلية ترتبط بنشر فكر إسلامي أمريكي جديد أنضجته تجربة ما بعد أحداث سبتمبر 2001 يمكن تسميته بفكر الثبات والمصابرة ، أما الحاجة الثانية فهي اغتنام ما يوفره الشهر الكريم من فرص أمام مسلمي أمريكا لتوعية أبناء الأديان الأخرى بالإسلام وبقضايا المسلمين.
والتعويل على شهر رمضان المبارك للقيام بالوظيفتين الهامتين السابقتين يعود لأسباب عديدة على رأسها طبيعة الشهر المبارك كأكبر فرصة روحية ومعنوية واجتماعية يوفرها الإسلام للمؤمنين به لتجميعهم وتعبئتهم دينيا ودنيويا، فتجمع المسلمين الاجتماعي والديني في مئات المساجد الأمريكية على مدى ثلاثين يوم وليلة كاملة يعد فرصة طبيعية سنوية لا مثيل لها لتوعية المسلمين بقضاياهم وتعبئتهم حولها . وبالنسبة لنشر فكر الثبات والمصابرة فهو يرتبط بأفكار معينة انتشرت بشكل واسع وتلقائي في الأوساط المسلمة الأمريكية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي تركز بشكل عام على إعداد المسلمين فكريا ومعنويا لسير طريق طويل وشاق لإثبات وجودهم في الولايات المتحدة وللحصول على حقوقهم كاملة أسوة بالأقليات الدينية والعرقية الأخرى.
وسبب انتشار الفكر الجديد هو أن الجيل الحالي من مسلمي أمريكا لم يتعرض لفترة ضغوط سياسية وإعلامية واجتماعية طويلة وقاسية مثل ما تعرض المسلمون له منذ أحداث سبتمبر 2001، الأمر الذي أوجد حاجة عامة للبحث عن
فكر جديد قادر على استيعاب الأزمة الطويلة والمستمرة وعلى إعداد المسلمين للتعامل معها بثبات، ونجد أن فكر الثبات والمصابرة يدورحول خبرة الأقليات الأمريكية الإثنية المختلفة في الثبات على حقوقها وهويتها والدفاع عن حرياتها التي يكفلها الدستور الأمريكي وعدم التراجع أمام الضغوط التي واجهتها، كما يتميز الفكر الجديد بإيجابيته وفاعليته وسعيه إلى تغيير الواقع السلبي إلى آخر إيجابي وعدم الاستسلام للضغوط الظالمة أو الذوبان في بوتقتها. ومن جانب آخر يركز الفكر الجديد في أدواته على توعية المسلمين بأساليب التفاعل الإعلامي والسياسي والديني الإيجابي مع الشعب الأمريكي، وعلى النظر إلى المحنة الحالية على أنها جزء لا يتجزأ من قدرهم في الولايات المتحدة واختبار سوف يقدمون على مواجهته بشجاعة .
عموما يأتي شهر رمضان وفكر الثبات والمصابرة يمر بمراحل انتشاره الأساسية، وقد يستغل المسلمون الأمريكيون وقادتهم الشهر الكريم لنشر الفكر الجديد وتعبئة المسلمين عن طريقه لكي يساعدهم بدوره على تخطي المحنة الحالية.
أما الوظيفة الثانية فهي قديمة ومكملة للوظيفة السابقة يقوم بها المسلمون في أمريكا بشكل طبيعي وناجح منذ سنوات وقد لا يعي بأبعادها الكثيرون، وهي النشاط في عرض الإسلام وقضاياه على الرأي العام الأمريكي خلال الشهر الكريم، والذي يمتلك بريقه الخاص في مجتمع معاصر كالمجتمع الأمريكي يعاني من طغيان جوانب الحياة المادية على جوانبها المعنوية والروحانية .
وبذلك يمثل شهر رمضان لكثير من الأمريكيين مصدر إعجاب خاص لدروسه الروحانية العديدة كقدرته على تغيير نظام حياة المؤمنين به بشكل كامل تقريبا لمدة شهر كامل ومواجهة عجلة الحياة المادية التي يكاد يستحيل تحديها بالولايات المتحدة الأمريكية ، هذا إضافة إلى حثه على التحكم في النفس والبحث عن معاني روحانية أسمى من المادة وكونه فرصة لاختلاء الإنسان مع ربه للعبادة وللتقرب من مجتمعة بالإعمال الاجتماعية والخيرية المفيدة.



#أسماء_النقيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أسماء النقيب - مسلمي أمريكا ... والحياة في رمضان