أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الحمد - رهان التنوير رهان المستقبل














المزيد.....

رهان التنوير رهان المستقبل


سعيد الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2316 - 2008 / 6 / 18 - 11:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا‮ ‬يخفي‮ ‬بعض الأصدقاء والمعارف استغرابهم وحيرتهم من تفاؤلنا الكبير على الرغم من مواجهتنا لسلسلة من الشكاوى الكيدية والدعاوى والاستدعاءات ما بين النيابة والمحاكم،‮ ‬ناهيكم عن التهديدات والتشنيعات والتعريض بسمعتنا بشكل فج وممجوج،‮ ‬المعلن منها والمبطن والتي‮ ‬يمارسها صبية‮ »‬الماضوية الإخوانية‮« ‬وخفافيش الظلام ممن اعتادوا الاحتماء والاختباء خلف أسماء مستعارة ووهمية تروجها لهم مواقع مدفوعة الثمن،‮ ‬مفضوحة الولاء شعارها الأثير‮ »‬اشتم واستلم‮«.‬ ولعلنا لا نذيع سراً‮ ‬اذا ما أعلنا هنا أن تفاؤل التنويريين في‮ ‬بلادنا وفي‮ ‬المنطقة لا‮ ‬ينطلق من فراغ،‮ ‬وليس معلقاً‮ ‬بأذيال الهواء بقدر ما هو نابع من حتميات التاريخ ومتأسس على المستقبل وللمستقبل‮.‬ فإيماننا راسخ ومتجذر بأن المستقبل لمشروع التنوير مهما بلغ‮ ‬طوفان الماضوية الإخوانية الانتهازية‮.‬ ومن‮ ‬يراهن على المستقبل لا‮ ‬يفقد الأمل،‮ ‬ولا‮ ‬يخبو تفاؤله ولا تنقطع أنفاسه؛ فقد علمتنا تجربة التنوير وسيرته في‮ ‬أوروبا أن انتصار التنويريين،‮ ‬وفكر التنوير،‮ ‬وثقافة الأنوار،‮ ‬لم تتحقق ولم تنجز الا بعد مضي‮ ‬نحو مئتي‮ ‬عام على أقل تقدير،‮ ‬حتى استطاع مشروع التنوير أن‮ ‬يقضي‮ ‬قضاءً‮ ‬مبرماً‮ ‬على الماضوية الثيوقراطية‮.. ‬وهي‮ ‬تجربة لنا فيها عبرة ودروس،‮ ‬فلولا التفاؤل بالمستقبل لما استطاعت سلسلة من كواكب التنوير أن تواصل المشوار الصعب بلا انقطاع،‮ ‬في‮ ‬زمن صعب وقاسٍ‮ ‬دون أن تتخاذل أجيال من التنويرين عن مواصلة رسالتها بدأب ونكران ذات‮.‬ التنوير عملية طويلة‮.. ‬لا تقاس بفترة زمنية محددة،‮ ‬وهكذا نلاحظ أنها لم تبدأ بـ‮ »‬كانط‮« ‬و»ديكارت‮« ‬ولم تتوقف عند سبينوزا أو هوبز،‮ ‬ولم تنقطع برحيل لوك،‮ ‬فاستمراريتها في‮ ‬تصاعد فكر الأنوار،‮ ‬وتطوير فكرة التنوير واغنائها،‮ ‬ورفدها بالأفكار المدنية هو الذي‮ ‬جعل الوعي‮ ‬العام الأوروبي‮ ‬يقترب منها أكثر فأكثر ثم‮ ‬يقتنع بها اقتناعاً‮ ‬راسخاً‮ ‬لدرجة الدفاع عنها،‮ ‬والمطالبة بأن‮ ‬يكون التنوير بديلاً‮ ‬للمشروع الماضوي‮ ‬الثيوقراطي‮ ‬الأوروبي‮ ‬الذي‮ ‬ظل رازحاً‮ ‬على صدره قروناً‮ ‬طويلة‮.‬ فالتنوير ليس قفزاً‮ ‬في‮ ‬الهواء،‮ ‬وليس حرقاً‮ ‬للمراحل،‮ ‬وانما هو مشروع‮ ‬يراهن على المستقبل،‮ ‬والحفر للمستقبل لا‮ ‬ينتهي‮ ‬غداً‮ ‬الساعة السادسة‮.‬ التنوير مشروع وطن،‮ ‬وليس مشروعاً‮ ‬أنانياً‮ ‬مغلقاً‮ ‬على مجموعة أفراد‮ ‬يلهثون للاستحواذ على المناصب،‮ ‬وحصد المكاسب الخاصة،‮ ‬ومضاعفة الغنائم الشخصية لينتهي‮ ‬عند هذه الحدود الضيقة‮.‬ فعندما أطلق‮ »‬كانط‮« ‬عبارته الشهيرة‮ »‬تجاسر على استخدام عقلك أيها الإنسان‮« ‬وعندما ردد سبينوزا عبارته الدالة والموحية‮ »‬إذا وقعت الواقعة لا تبكي‮ ‬ولا تضحك ولكن فكر‮« ‬وعندما قال هيغل بعمق عميق‮ »‬لا بد من كسر الجوزة لتعرف ما بداخلها‮« ‬لم‮ ‬يكن ذلك نزوة أفراد‮ ‬يبحثون عن الأموال والمناصب والجاه والنفوذ بل كانت مقولاتهم بداية البشارة لتحولات العقل الذي‮ ‬لا‮ ‬يعرف الكلل ولا الملل ولا العطل،‮ ‬ولا‮ ‬يكف عن طرح أسئلة التحول والتغيير،‮ ‬ذلك التحول الذي‮ ‬يرعب‮ »‬الماضويين الانتهازيين‮« ‬ويهز عرش إخوانياتهم‮.. ‬لذلك؛ فعدوهم اللدود هذا العقل عندما‮ ‬يفكر،‮ ‬وأخوف ما‮ ‬يخافون من‮ »‬الجوزة عندما تنكسر‮«..!!‬ فما بين العقل وهو‮ ‬يفكر،‮ ‬والجوزة وهي‮ ‬تنكسر،‮ ‬تنفضح السيرة،‮ ‬وتنقطع المسيرة للماضوية الإخوانية الانتهازية،‮ ‬ويضع الماضوي‮ ‬يده على خنجره أو سكينه تماماً‮ ‬كما فعل ذلك الفاشي‮ ‬ذات‮ ‬يوم أسود في‮ ‬تاريخ الإنسانية،‮ ‬التي‮ ‬لم تكف عن التفكير ولم تتوقف ذهنيتها عن‮ »‬كسر الجوزة‮«.‬ هذه حقيقة الحقائق التي‮ ‬يؤمن بها التنويريون الذين أعلوا من شأن العقل،‮ ‬وطالبوه وحرضوه على أن‮ ‬يفكر ويفكر،‮ ‬ثم بعدها بمحض خياره وبإرادة قراره‮ ‬يتخذ الموقف الحر المستقل،‮ ‬ويبدع مستقبله كما‮ ‬يريد ويبغي،‮ ‬فشعار التنويريين هو صيحة‮ »‬كانط‮« ‬أيها الإنسان تجاسر على استخدام عقلك‮.‬




#سعيد_الحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خياران لا ثالث لهما‮.. ‬دولة دينية أم دولة مدنية
- أسئلتنا إلى النيابة
- حزب الله‮.. ‬سقط القناع عن القناع
- وهم‮ »‬الاعتدال‮«.. ‬الإخوان المسلمو ...
- باتيل ورولينغ‮.. ‬امرأتان في‮ ‬زمن ا ...
- السباحة ضد التيار
- لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين
- من مروة التركية إلى نورية الكويتية
- الإخوان وجهازهم السري‮..
- نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام
- خسارة على التسامح
- ضد المرأة‮.. ‬أم ضد الاصلاح؟
- ديمقراطية بلا حداثة .. أضغاث احلام
- حوار أديان أم حوار أفكار؟
- كرامتي في دوري و مساواتي
- في إيران , اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة


المزيد.....




- رحيم صفوي: سيتبلور شرق أوسط كبير محوره الثورة الإسلامية وجبه ...
- صحف إسرائيلية: الوكالات الأمنية فقدت السيطرة على المتطرفين ا ...
- آخر 4 بقوا بالمدينة.. جورج قسطنطين يسعى لإعادة الحياة للمجتم ...
- مفتي القاعدة السابق: أميركا حاولت اختطاف بن لادن والتنظيم سع ...
- الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى قاعة احتفالات استعمارية بإقا ...
- سموتريتش: إذا قدمنا تنازلات مقابل الأسرى سيضع ذلك اليهود في ...
- فوز زهران ممداني يكشف الوجه القبيح لمعاداة الإسلام في الولاي ...
- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الحمد - رهان التنوير رهان المستقبل