أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم طلاع - الثأر من التاريخ














المزيد.....

الثأر من التاريخ


قاسم طلاع

الحوار المتمدن-العدد: 716 - 2004 / 1 / 17 - 05:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قد يتفق البعض معي ، بأن النظم السياسية في العالم ـ الثالث والرابع ـ لا زالت تتنكر وترفض كل قرارات المنظمات الدولية التي تضمن حقوق الإنسان ، ولا أعتقد أن ما أصدره مجلس الحكم في العراق قضية غريبة عن واقعنا الذي نعيشه منذ أكثر من خمسة وثلاثين سنة ، هذا الواقع الذي هو بقايا إرث خلفه لنا نظام فاشي لا زلنا نتعثر به . وإذا كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد رفض أي شكل من التميز بين فرد وآخر ، فإن الإسلام السياسي  ( له حضور كبير في مجلس الحكم العراقي ) يملك إرثا يشهد له التاريخ بالتنكر لمثل هذه الحقوق ، والموقف العدائي لها ، الذي ترجم علي ذلك الورق الأصفر ( الفتوة ) ، وهكذا فعل هذا الإسلام السياسي عندما أعلنت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 قرارا بمساواة المرأة مع الرجل ( قانون الأحوال الشخصية ) ، والوقوف ضده واعتباره بدعة ، وليس هذا فقط ، وإنما وقف ضد كل إجراء كانت تقوم به الثورة لمساعدة الفقراء ولا يمكن أن نغض النظر أو نتناسى موقفه الرافض لقانون الإصلاح الزراعي الذي صدر في تلك الفترة وتلك الفتوة الدينية التي نصت على " أن الشيوعية كفر وإلحاد وما علينا إلا ..... " هذا النص الذي أجاز لقوى الظلام عام 1963 بالقيام بمجزرة كبيرة راح ضحيتها آلاف من الشعب العراقي بحجة انتمائهم أو تأييدهم للحزب الشيوعي العراقي .
أن تمرير مثل هذه العملية التي ألغت قانونا شرع قبل أكثر من اربعين سنة ، وقام بها السيد عبد العزيز الحكيم ، الذي كان يتولى رئاسة مجلس الحكم ، لا يمكن تفسيرها ، إلا لكونها عملية ثأر تاريخية وتصفية حساب يرجع عهدها إلى بدايات ثورة الرابع عشر من تموز عام  1958 .

لقد كان مـن المفروض من أعضاء مجلس الحكم ، الذين شارك أكثر أعضائه في مؤتمر لندن وصلاح الدين ، والذي أقر العمل بالنظام الديمقراطي بعد سقوط الفاشية في العراق ، مناقشة مثل هذه القرارات والموافقة عليها أما جماعيا أو بالأكثرية على ألا تقل عن ثلثين من أعضاء المجلس ( وهذا نظام متبع في أكثر النظم الديمقراطية ... ونحن ننشد الديمقراطية ..! ) ، إلا أن الواقع والشواهد قد عكست لنا انطباعا ، بأن بعض من أعضاء مجلس الحكم يريدون بلورة مفهوم النخب الديمقراطية ، إذا صح هذا التعبير ، للاستحواذ على السلطة ، كما حدث لثورة الشعب الإيراني ضد الشاه .

إن مثل هذه المحاولات لا تؤدي سوى إجهاض الجنين الديمقراطي الذي بدأ ينمو في رحم بغداد . وهذا ما تريده " النخب الديمقراطية " . إلا إنهم تناسوا ، متعمدين في ذلك أم لا ، بأن القلاع التي كانت رموزها تثير الرعب في نفوس الشعب العراقي قد انهارت وأصبحت فعل من أفعال الماضي وأن أي عملية استحواذ مبرمجة لكسب السلطة ستجابه بالرفض . فالشارع مفتوح على مصراعيه أمام الشعب العراقي ومسيرة الاحتجاج التي قادتها منظمات النساء دليل واضح قدم إلى هؤلاء الذين يريدون اغتيال الحرية ومصادرة الرأي الآخر وإلغاء المجتمع المدني المنشود .
وأخيرا تحية وتقدير للمرأة العراقية في موقفها الرافض لمثل هذا الفرار .  



#قاسم_طلاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم طلاع - الثأر من التاريخ