أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حسني - علمني














المزيد.....

علمني


صباح حسني

الحوار المتمدن-العدد: 2303 - 2008 / 6 / 5 - 08:46
المحور: الادب والفن
    


تَتَراقَصُ بينَ رُؤى عُمري
كلُّ الأشياء..!
تتَمايَلُ بينَ الريحِ الصافِرِ في غابَةِ سِحرٍ
وخَريرِ الماءْ
يأتيني صَوتٌ من عُمقِ النَبضِ الساكِنِ في صَدري
أعرِفُهُ..!
يزرعُني فوقَ فراشاتِ الحُلمِ
فأصيرُ ضِياءْ..
يحمِلُني في مَوكِبِ سَفَرٍ
فأسافِرُ..
كيّ يتلقّاني قَدَري بعدَ الصَبرِ الطاحِنِ
قِطَعاً..
أو أشلاءْ
يجمَعُني وَيُبعثِرُني ساعةَ ألقاهُ
فأحارُ..!
كيفَ يُعلّمُني مَوسوعاتِ الأسماءْ..؟
يحدِثُني عن أسماءٍ أخرى للأَشياءْ
عن اسمي..
عن عنواني..
عن وطني
أو عن مُدُنٍ سَكَنَتْني..
لم أعرف كيفَ أُغادِرُها هَرَباً مِن وَحْشَتِها
يكتبُني في سِفرِ الكَونِ على قافِيَةٍ.. شِعراً
وَيُصَيّرهُ ديواني.!
يرسمُني لوناً قُزحِيّاً
ويقولُ بأنّي في مَوسوعَتِهِ الكُبرى..
أرضاً، وَسماءْ
من مِنكُم يَعرِفُني.؟
أنثى طَحَنَتني أوجاعُ جِراحي.!
فتعلّمتُ جُنوني مِن مَوجِ البَحر
من تَعبي..
من أرَقي..
مِن أحزاني..
وإليكَ أنا.
خُذني من وجهي الـ راسِمَك هِلالاً
خُذني من جَسدي..
من أمكِنَتي
وارسم خارطتي بيديك كما تهوى
فكثيراً ما رَسَمَتْني الريحُ
دوائرَ.. ودوائِرْ.
وكثيراً ما نَفَثَتْني رائِحَةُ التَبْغِ
وكثيراً ما غَمّسْتُ جَناحَيَّ بقهوَةِ صُبحِك
ومسائك
وأنا أرسُمُكَ على صَفحَةِ عُمري
صِدقاً.. وَنَقاءْ..
لوناً يُشبِهُ لونَ النَصر.

أقسِمُ إنّي أحببتُكَ مُنذُ عَرفتُ الحُبْ.!
منذُ عَرفتُ بأنّي أُنثى..
منذُ عَرفتُ تَفاصيلَ التَكوين.
أسكَنتُكَ كُلَّ فُصولي
ومنَحتُكَ أوّلَ خَفقاتٍ أحسَستُ بِها
أعطيتُكَ مِن عُمري عُمراً آخرَ
كيّ تَبقى في مِرآتي
أعطيتُكَ قَلبي وَحَياتي..
وعرفتُ بأنّي أُنثى.

حُبّكَ أنطَقَ صَمتي وَسُكوني
انطقني..
قد كُنتُ أشارِفُ سَيدةً عَبَرَتْ طَوْقَ العُمر
كُنتُ الصَمّاءَ البَكماء
وَيومَ أتيتَ إليّ
رَقَصَت بين يَديكَ فَساتيني
حُمرَةُ وَجهي..
قُمصاني
ضَحِكت جُدرانُ البيتِ
نَطَقَت أشيائي الـ كانتْ مِن غَيركَ..
خرساء
فازرَعْني بين حُروفكَ فاصِلَةً..
أو شَرْطَةَ وَصْلٍ..
يا عُمري
تزدَحِمُ مساحاتُ الوَقتِ بينَ عُرَى كَفيّك
كُن لي دِفئاً أيام البَرد
أو ثَلجاً يوم يفور التنّور
وَيومَ يُعَرّيني الحُزن
كَنْ لي قُفّازاً وَرِداء..
يا عمري
أقسِمُ إنّي ما زلتُ هُنا
أتجَوَّلُ فَوقَ العُشبِ الأبيَضِ
هلْ تَدري منذُ مَتى.؟؟
منذُ أفاقَ الصَدرُ مِنَ الصَحوَةِ..
ما زلتُ أفتِشُ عَنك
أشعُرُ أنَّ الهذيانَ سَيعصِفُ بي
فازرَعْني في خَطِّ الكَفِّ بَنَفسَجَةً
وارسُمني فَوقَ جَبينِكَ لَحناً
أغنِيةً..
أو كَلمات..
أسألُكَ أيا عمري
باسمِ العِشقِ المَصلوبِ على جُدرانِ الغُربَةِ
والصَدَفاتْ
أن تَبقى قُربي..
ساعِدني..
بَدِدْ حُزني
كيّ أخرُجَ مِن بَوتقَةِ الصَمتْ
كيّ أرقُصَ بينَ جُنونِ الريحِ..
وبينَ صَفاءِ الماءْ
عَلّمني كَيفَ يَكونُ العِشقُ بِلا أنواءْ..
فأنا أتَعلّقُ حَدَّ الغَيمِ
وأنزُفُ حُبّاً.. عِشقاً.. شَوقاً
فتعالَ إليّ..
كيّ نَكسِرَ كُلّّ قَيودِ الحُزنْ
ونُحلّّقُ لا قَيداً يَأسُرنا
لا خَوفاً يُغْرِقُ بَعْدَكَ عُمري
في بَحرِ الصَمتْ
كيّ تبقى في الخارِطَةِ
المَجدولَةِ مِنكَ
أحلَى الأَسماءْ...

  

ص . ح



#صباح_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة ...ِنُواحُ ظِلّ


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حسني - علمني