أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبيد ولد إميجن - توسلات المستمعين لم تشفع في استمرارية إذاعة المواطنة














المزيد.....

توسلات المستمعين لم تشفع في استمرارية إذاعة المواطنة


عبيد ولد إميجن
(Oubeid Imijine)


الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 10:56
المحور: المجتمع المدني
    


أخيرا ستطلق حكومة ولد الواقف، رصاصة الرحمة على جسد إذاعة المواطنة وذلك في مشهد مهيب يحضره أصفياء وأصدقاء الفساد الإداري والمالي والمنتدبون عنهم من كل حدب وصوب، وفي الحقيقة القاطعة لن يحضر الجنازة أصحاب المأتم الحقيقيون الذين ساكنتهم برامج وحوارات المحطة غير المعهودة في تاريخ الإعلام الموريتاني المسلوق من أخمص قدميه إلى قمة رأسه.
في مخططات هؤلاء المساكين المغلوبين على أمرهم يبدوا أن النهاية كانت متوقعةً، لذلك لم يفاجئهم أمر الحل أو التوقيف لكن ما ليس متوقعا من قبل المراقبين هو غياب الإرادة التي تمثلها رئاسة الدولة من حيث نجدة هذه المحطة الوطنية بامتياز، التي تشهد تكالبا غير مسبوق عليها من قبل المستفيدين من الحسابات السرية والاعتبارات الضيقة والتأويلات النشاز.
و لقد تضاربت الأنباء حول من يملك القرار الأخير في توقيف محطة المواطنة؟؛ أهي الحكومة؟ والتي لم يمض على تعيينها الزمن الطويل حتى تتمكن من دراسة واستقصاء جدوائية محطة إذاعية بهذا الحجم وتلك الأهمية، أم أن القرار من توقيع الإذاعة الوطنية؟ إن كان القرار متخذا من لدن الحكومة فتلك طامة كبرى فالمفروض هو تعزيز قدرات المحطة لا إلغاؤها نهائيا، وإن كان للإذاعة الوطنية ضلع أو وشاية في رفيقة دربها التي قاسمتها السراء والضراء، فتلك رزية ما بعدها رزية؛ إذ تدين الإذاعة الوطنية للمحطة بالكثير من الإنجازات الفنية وعلى جميع الصعد، وإن كان الاثنان معا هما من عملا على استصدار قرار التوقيف والإغلاق والمنع فتلك لعمري مكيدة مدبرة من أجل وأد حرية التعبير بعد أن بدت بشائر تلوح على ولوجها، إذن يبدوا الأمر بالغ الخطورة حين يرتاب المتابعون لهذا الشأن في سلامة إجراءاته؛ ذلك أن إسكات المنابر الحرة لم يعد مقبولا في دولة تنشد القانون و تنظر لقيام المؤسسات، ولئن تسنى لي كمستمع، يومها، إلهاء الحراس والدخول إلى محفل الجنازة قبل إطلاق الرصاصة الأخيرة على محبوبتنا لانتهزت الفرصة السانحة عبر ميكرفون المحطة لتقديم ما يلزم الحاضرين من جلد للذات، ولأشهدت خلق السماوات والأرض على عفن التابوت وقذارة حامليه وليوارى أنطوان لحد خلف ساتره .
وللأمانة فإن التفرد الذي حافظت عليه هذه المحطة هو الذي يدفعنا للذود عنها، لاسيما وأنها بنت طيلة بثها رصيدا معتبرا في حقل التميز الإذاعي بشبه المنطقة، حيث أشادت بذلك كل التقارير والاستطلاعات المجرات حول تجربة المحطة، والتي كانت مزيجا بين الجرأة في تناول القضايا المسكوت عنها أصلا كالرق ومسألة الإرث الإنساني، والفساد وبين السبق في طرق وتحليل القضايا المهمة شعبيا عبر تامين الآراء المختلفة وفي إشراك المستمع في تمحيص المادة المقدمة إليه، في حين كانت القنوات الإذاعية الوطنية تتسابق لاجترار آيات المديح والتفخيم، والزعيق الغنائي الهابط، و لاستعراض عظات وحكم لا تقدم شعبا ولا تحترم رأيا، وبصفة عامة كانت المحطة تصنع رأيا عاما حول آمال وآلام المواطنين المعدمين، و تشارك في ترسيخ قيم المدنية في قلوب وعقول شرائح عريضة من شعبنا كانت بالأمس القريب لا تقيم وزنا، ولا اعتبارا لهذا الوطن السليب وهو في أيدي الوثنين وعبدة الطاغوت، في حين كانت القنوات الإعلامية الوطنية الأخرى تشارك سفاهة في هدر الإمكانات والموارد من أجل (خاطر) عشرات البرامج اللقيطة و العجفاء.
لقد غدا توقيف المحطة أمراً محتوما ابتداء من ليل الخميس الموافق للثاني عشر من الشهر الجاري، وعلى ذلك فليعر كل مستمع آذانه للقادم إليه في جوف الحوت، والدعوة مفتوحة لأصحاب البطون الملآ من أجل حضور جنازة محطة المواطنة.
و الآن، يجدر بنا أن نكرس جهودنا من جديد للجوهري من الأشياء، على الأقل للبقاء حتى لا نمنع من الوجود.
صحفي مستقل – وناشط جمعوي موريتاني



#عبيد_ولد_إميجن (هاشتاغ)       Oubeid_Imijine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النشيد الوطني الموريتاني بين إملاءات الماضي ومواكبة التجديد


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبيد ولد إميجن - توسلات المستمعين لم تشفع في استمرارية إذاعة المواطنة