أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نير نادر - مهرجان الافلام الوثائقي بتل ابيب ...مقاعد غير مريحة














المزيد.....

مهرجان الافلام الوثائقي بتل ابيب ...مقاعد غير مريحة


نير نادر

الحوار المتمدن-العدد: 135 - 2002 / 5 / 19 - 08:58
المحور: الادب والفن
    




في ظل الايام العصيبة التي نمر بها تحول المهرجان الى ساحة صراع بين العناصر المختلفة التي تشارك في تنظيمه وتمويله. فالمهرجان والمشاركون فيه بقوا مع دعم المؤسسة الاسرائيلية لهم، مع قائمة طويلة من المدعوين الذين الغوا مشاركتهم، مع تصريحات احتجاجية اطلقها الاشخاص الذين حاولوا اللعب على الحبلين: فمن جهة ارادوا الظهور بمظهر النقديين على اسرائيل، ومن جهة ثانية ارادوا مواصلة الحصول على دعمها المالي.


نير نادر


في غمرة النقد العالمي الذي تتعرض له اسرائيل على ممارساتها في المناطق المحتلة، والمطالبة المتزايدة بمقاطعة وطرد اسرائيل من مؤسسات رسمية دولية، وثقافية ايضا، افتتح في اواسط نيسان (ابريل) مهرجان السينما الوثائقية "دوك افيف"، في "سينماتك تل ابيب"، المقر الثابت لعقد المهرجان سنويا.

على المنصة انتصب وزير الثقافة الاسرائيلي، متان فلنائي، وافتتح المهرجان في 17/4 بخطاب شبيه جدا بمخاطبة الضابط الصارم لجنوده الجدد. بين المستمعين الذين تأذوا لسماع خطاب الوزير الاسرائيلي، كان جورج خليفة، مدير "مركز الاعلام الحديث الفلسطيني" في جامعة القدس. في الوقت الذي كان فيه العدوان الاسرائيلي على الضفة الغربية يدخل مراحله الاخيرة، لاحظ خليفة فجأة ان خطاب وزير الثقافة الاسرائيلي يركز على ان المهرجان اسرائيلي رسمي. وليس هذا فحسب، بل اجتهد من خلال نبرة خطابه العسكرية لتذكير الناسين بانه، أي فلنائي، كان حتى اربع سنوات خلت قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي وكان يطمع بمنصب رئيس هيئة الاركان.

كان واضحا ان خليفة غير مرتاح في جلسته، وكان ينوي الانصراف. ولكن فجأة تذكر انه لم يكن مدعوا كضيف للمهرجان، بل هو عضو في طاقم حكام المهرجان. في ظل الايام العصيبة التي نمر بها تحول المهرجان الى ساحة صراع بين العناصر المختلفة التي تشارك في تنظيمه وتمويله. رؤوس الاموال ومدراء مهرجانات دولية مختلفة ومخرجون محليون وممثلون عن السلطة الفلسطينية، كلهم دخلوا في حمى نفض علاقتهم بالمهرجان الذي يرتبط كل واحد منهم به بطريقة خاصة.

ويبدو ان مقعد خليفة لم يكن المقعد الوحيد غير المريح في القاعة. فمنذ لحظة افتتاح المهرجان تحركت عدة شخصيات في كراسيها تعبيرا عن عدم الارتياح. في ظل الوضع السياسي الراهن حاول كل مخرج ان يسجل اعتراضه على المهرجان الاسرائيلي من خلال القاء خطاب قبل عرض فيلمه. المخرج آفي مغربي كان الاول الذي صرح قبل عرض فيلمه بانه يعارض سياسة اسرائيل.

البادئة بسلسلة التصريحات التي تسابق عليها المخرجون، كانت المخرجة اسنات طرابلسي التي شارك احد افلامها في المهرجان. وكانت طرابلسي قد شاركت قبل عامين في اخراج مهرجان افلام من اجل حقوق الانسان. وكان المفروض ان تقدم الافلام في تل ابيب وحيفا والقدس ورام الله. غير ان المهرجان واجه معارضة من طلاب جامعة بير زيت، وكانت هذه المعارضة نذيرا بقدوم الانتفاضة التي عكست رفض الفلسطينيين للعيش تحت مظلة الاحتلال حتى لو غير وجهه.

المخرج السويدي بيتر تروبيورنسون اعلن الغاء مشاركته في المهرجان في اللحظة الاخيرة. ولكن بعد ان اوضحت له مديرة المهرجان الاسرائيلية، ايلانا تسور، ان ذلك غير ممكن حسب قوانين المهرجان، قرر ان يقرأ تصريحا سياسيا قبل عرض فيلمه. ادارة المهرجان وافقت في البداية على هذا الشرط، وبالفعل قدم المخرج تصريحا ايد فيه نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال. في اعقاب ذلك اعترض مدير ادارة صندوق "بايس" (اليانصيب)، ابراهام كاتس عوز، واعلن ان مؤسسته ستلغي دعمها للمهرجان، الامر الذي ادى بادارة المهرجان لوقف عروض الفيلم السويدي كيلا تخسر الدعم المالي.

الفضيحة المذكورة كانت واحدة من الفضائح التي ميزت المهرجان هذا العام. بعض المدعوين الغوا مشاركتهم، احتجاجا على سياسة اسرائيل. احد الذين جاؤوا رغم الاوضاع، كان مدير مهرجان الافلام في مدينة مارسي الفرنسية، لورين غناسيه. وقد ابدى غناسيه حماسة لمشاهدة فيلم انتجه طالب في كلية الدراسات السينمائية التابعة للمدرسة الدينية في القدس "معاليه"، والذي حظي بالجائزة الاولى في مسابقة الافلام التي يعدها الطلبة. وبعد ان صفق المخرج للفيلم علم ان الكلية المذكورة لها علاقات وطيدة بالمستوطنات، فغيّر موقفه وعبر عن اشمئزازه من الفيلم.

الوضع المحرج الذي دخله المهرجان يعكس التغييرات التي حصلت في وجهة نظر الرأي العام العالمي تجاه اسرائيل في السنة الاخيرة. في السنة الماضية عقد المهرجان بعد اشهر قليلة من اندلاع الانتفاضة، ولكنه مر دون فضائح كبيرة. الطرف الوحيد الذي قرر مقاطعة المهرجان لاسباب مبدئية كان طاقم "فيديو 48" الذي قرر عدم اشراك فيلمه الوثائقي "صفيح ورخام".

ان الشرق الاوسط الجديد لم يعد جديدا. ولكن ادارة المهرجان التي تصورت انها لا تزال تعيش في اوهام اوسلو، سعت لارضاء الجميع. ولكن هذا العام ليس بالامكان ارضاء الجميع. فالمهرجان والمشاركون فيه بقوا مع دعم المؤسسة الاسرائيلية لهم، مع قائمة طويلة من المدعوين الذين الغوا مشاركتهم، مع تصريحات احتجاجية اطلقها الاشخاص الذين حاولوا اللعب على الحبلين: فمن جهة ارادوا الظهور بمظهر النقديين على اسرائيل، ومن جهة ثانية ارادوا مواصلة الحصول على دعمها المالي.

وماذا عن جورج خليفة؟ هو ايضا اعطى تصريحا، كتبه في نفس اللحظة، وفيه فسر ان خضوعه للحصار في رام الله لمدة 17 يوما منعه من ان يعرف انه قادم الى مهرجان اسرائيلي رسمي. من المؤكد انه نجح باقناع نفسه بهذا التفسير.

Al sabar 152 May 2002






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الفنان الاسرائيلي التقدمي مئير غال
- الفيلم الوثائقي الملتزم حول احداث سياتل ضد العولمة


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نير نادر - مهرجان الافلام الوثائقي بتل ابيب ...مقاعد غير مريحة