أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى طالب - - حين يصبح الغدر عبقرية -















المزيد.....

- حين يصبح الغدر عبقرية -


هدى طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 12:02
المحور: الادب والفن
    


أردت كعهدى بك أن تسىء إلى ، فاطرب وقر عينا فإلى تلك الغاية وفِقت.
أنت لاتعرف نفسك ياأنت ! ولذا تعتقد أنك ضحية ، وما أنت سوى الجلاد الذى يشد وثاقه حول رقاب ضحاياه .
هذا هو رأيى فيك بعدما خبرتك زمنًا طويلا .
ارتضيتك حبيبًا لى ، لما كنت تتظاهر به من دماثة الخلق وإنكار الذات ، ثم تكشف لى المستور رويدًا رويدًا ،
فإذا بى ألمس غلظتك وأتبين خداعك وغدرك .
كنت أراك موضع للثقة والدين ولكن تبدل بك الحال ووجدت أن من طباعك الغدر والوقيعة.
وعندما شعرت أننى كشفت حقيقتك الزائفة أردت أن تثأر منى ومن هؤلاء اللاتى أوقعهن حظهن العاثر فى حبك
كنت عظيمة الثقة بنفسى عندما جمعتنى بك الأقدار ، فأردت أن تسلبنى تلك الثقة.
طعنت فى تفكيرى وعقيدتى ،بل وفى خُلقى أيضًا حتى جعلتنى زرية أمام نفسى.
وهأنذا اليوم ، وأنا من إسارك طليقة ، لا أريد أن أتذكر تلك المطاعن الشخصية التى سددتها إلى
دون أن أذوب خجلا. يالها من عين ساخطة كنت بها إلى تنظر،
كنت تقول لى :أما زلت تبحثين عن ضالتك المنشودة ؟ ألم تجدينها بعد؟
لم يكن هذا صحيحا ..فأنا لم أكن أبحث عن شىء ولكنها الوحدة التى مزقت أوصالى ..
كنت أتنقل هنا وهناك لاللبحث عن ضالة ولكن ..... كنت أبحث عنك .. هل ستراني؟
هل سيكون لي شىء من اهتما مك ..هل ستغار علي؟
قل لي ماهى جريرتي إن كنت قد أذنبت؟
قلت لي يوما : كان إقدامي على الاقتران بحبك خطأ بينًا وحدثًا بالغ الجرأة وأنك تكون قد تسرعت فى البوح بمشاعرك نحوى ..
لعلك تعرف عني أني قادرة على إماطة اللثام عن كل غامض مستعص من الأمور ..
دعنى إذا أُلقي الضوء على هذا الأمر وأُدلي بالبيان الحاسم :
لقد اصطفيتني لحبك لأنك وجدت مني إنسانة ذات شخصية مميزة لم تعهدها في واحدة ممن عرفت،
ولربما اصطفيتني كذلك لإنك لمست في مطاعن ،ورأيت أن تشبع مني هوايتك فى تجريح الغيروالإساءة إليه..
إن نفسي لتكاد تذهب حسرات عندما أتذكر تلك الأنثى التي كنتها حينما عرفتك ..
انني يخيل إلي أنها كانت فريدة فى بابها مؤمنة بعبقريتها .فلم تدخر وسعا فى تحطيمها والقضاء عليها ..
كنت أحسب نفسي هانئة سعيدة ، بينما أنت تجهز علي بيد مقفزة بالحرير !
ياله من تناقض غريب ! لقد أحببتني إعجابا منك بشخصي وشدة ذكائي ،
والآن هاأنت اليوم عن تلك السيدة تبحث ألا إنه من العبث ياسيدى أن يبحث المرء فى تصرفاته
عن أى أثر للمنطق السليم أو صدى للغيرة على الحق، فأنت ككثير من الرجال عاثر الحظ شقي ،
أسير طيعة لشهواته وانفعالاته،رجل أتلفه واقعه المرير فآثر أن يصب نقمته
وكل ما امتلأت به نفسه من حقد على كل امرأة.
ستقول ان مابي الآن هو هوس وقتي اعتراني مؤخرًا.. وإن حملاتي هذه لاشك مرتجلة أشنها عليك
ردًا على تلك الكلمات التى أمطرتني بها كى أشفى غلتي بالثأر منك ..
لا وألف لا.. كنت أنتشي بإطرائك الرقيق وهأنذا أعترف لك ، بما أنك تضطرني إلى دفاع أخيروتجبرنى على أن استخدم
كل مافى جعبتي من سلاح بأن هذه العبارة كاذبة ..إنها أكذوبة سقتها عن عمد وقصد ،
فقد أحببت أن أبدو نحوك نبيلة أعفو عن الكثير من حماقاتك نحوي،
وماكنت على صواب فيما قصدت فالنفاق يتلف كل انتاج فكري، وكا ن جديرًا بي ألا تأخذني هوادة أو شفقة
فى وصف هذا الغول المخيف الذى هو أنت ..
وفى ذكر الأذى الذى لحقني على يديك!! هل حقًا كنت وفيًا؟ وقد عرفت قبل أن أهجرك بمدة أنك تخليت عن وفائك لي
وحدت عن الطريق السوي .. ولكنى الآن أُحاسب نفسي.. لِم أضفيت عليك على حسابى ثوب الرجل الفاضل بين الناس؟
وهل كنت حقًا متواضعًا؟ بينماالغطرسة الشديدة والرغبة الملحة فى حب التسلط تفسران معظم تصرفاتك ..
وهل أنت حقًا ذكى؟نعم كثيرًا من الناس يعتقدون اليوم أنك ذكي تفهم حقيقة الأشياء ،
ولكن هل تدري السبب ؟السبب هو أنى صغتك وصقلتك ولأنك اكتسبت مني فى خلال سنوات قليلة ماكنت تفتقر إليه
من فكرومعانٍ وألفاظ ،وها أنت ذا إلى اليوم ، وبعد هذا الفراق تحيا بروح قبستها منى، ربما ظننت أن
ماأقول هو ضرب من الغرور يتملكنى ، كلا ياسيدى فما هو بغرور،وإنما هو واقع الاعتداد بالنفس والثقة بها ،
فقد أصبحت فى حاجة ماسة إلى أن أردد دائمًا بيني وبين نفسي أنى عارفة بقدري ومكانتي ، كبيرة الثقة بنفسي ،
حتى أستطيع البرء من وطأة تأثيرك الفتاك الذى عصف بهذه الثقة .لا أريد أن أفند تصرفاتك ، فهذا يصل بك إلى ماترمي إليه ،
فضلا عما يسببه لي من آلام وأحزان أنا في غنى عنها ، لكن لى كلمة أخرى أود أن أسر بها إليك :
تقول للبعض أنى أضحك ساخرة كلما وجدت الناس تتحدث عن قوتك وشجاعتك ، بينما أنا لم أرى فى حياتي
من هو أضعف منك، لاشك فى أنك تعنى بهذه العبارة مهاجمتي فى موضعين مختلفين تتعمد الخلط بينهما،
ولا أحسبك على حق فيما قصدت ، فما يتصل بعلاقتى بك لايعنى سوانا،ومع ذلك فأنا الآن أشاطرك الرأى فى اننى كنت فى صراعي
معك ضعيفة متخاذلة ، وماكان ذلك إلا من قبيل الإشفاق والرحمة.. لايخلصان دائمًا من الجبن والطراوة ،
كما أنك تعمدت أن تتجاهل أن الإنسان ربما كان ضعيفًا فى حياته اليومية،
ومع ذلك يخلق انتاجًا فكريًا قويًا ، وغالبًا مايكون ضعفه هذا سببًا فى قوة نشاطه العقلي وضخامته .
هذا مايراه الناس في ، وتأكد ياأنت أنه الواقع الذى لامراء فيه .
كلما أمعنت فى التأمل والتفكير أرى أنك وإن كنت قد سببت لى الكثير من المتاعب والآلام،
فلربما كان على عند هدأتي وسكون ثائرتى أن أحمدك على هذه المتاعب والآلام ، فإنى مدينة لكيدك
وكراهيتك لي بشطر كبير مما استطعت أن أصل إليه اليوم .
أنت هدام قبل كل شىء ياأنت ، وهذا هو اللون الذى اتخذه الحقد فى نفسك .
فلأنك شقى تكره السعادة ، ولأنك لاتقدر المتعة تزدر النعمة ..
قد جعل منك الحقد رقيب منطلق نفاذ كالأشعة التى تبرز للمرء داخل كتلة من الصلب ذرات الشوائب
التى تنال من متانته .وهكذا أنت ، تصوب إلى المرء سهمك فينطلق إلى أضعف نقطة فيه..
إنها لموهبة عظيمة ياأنت ..ولكنها موهبة غير حميدة ، لأنك تنسى أن لكل مادة جوهرها الثابت ،
وأن كتلة الصلب بالرغم مما يغشاها من شوائب تغالب الدهر !
نعم إن مواطن الضعف فى نفسى تلك التي ترشدني إليها بهذه القسوة كائنة فى بالفعل وأنا بها عليمة ،
لأنى أراها وأحس بها ، لكنها غارقة فى كتلة ثقيلة منيعة ليس فى مقدور الطاقة البشرية أن تحطمها ،
ولقد فشلت فى ذلك محاولاتي..
عرفت مؤخرًا أنك تقول : أى رجل هذا الذى يستطيع أن يكون معك سعيدًا
ألا فاعلم أني مثلك ماعرفت الحب إلا منذ أن فارقتني ، أنعم به فى رعاية رجل طيب القلب حنون ،
وأنى تذوقت طعم الراحة أخيرًا .إننى لأرى ابتسامتك الساخرة وأنت تقول :
حسنًا ، ولكن مارأيه هو ؟ آه لو رأيته لحظة واحدة لآمنت بأنه سعيد موفق ،
إذ ليس الرجال كلهم على شاكلتك لايحيون إلا على أنقاض نسائهم ، ... ... ...تُرى من تُحطم الآن ؟!



#هدى_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى طالب - - حين يصبح الغدر عبقرية -