أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر - الليبرالية البرجوازية الفلسطينية افلاس من الوطنية















المزيد.....

الليبرالية البرجوازية الفلسطينية افلاس من الوطنية


خالد عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 11:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


تسود مجتمعنا الفلسطيني ليبرالية فكرية ونهجية في مختلف المجالات والمستويات لوطنيةوالديموقراطية وحتى النقابية المطلبية , وفي ظل شيوع هذه الليبرالية في المجتمع الفلسطيني فقد لحقت اثارها المخربة معظم نواحي الحياة الفلسطينية الى درجة انه لم يعد هناك من مقدس في الرؤيا الليبرالية الفلسطينية , واخطر ما في هذه الرؤيا مفهوم الوطنية , هذا المفهوم الذي لم يعد يتعدى كونه وجهة نظر حول كيفية العمل الوطني وكيفية تحقيق المطالب الوطنية .

وتعد المطالبة باعتماد الرؤية السياسية الجديدة ( ولسنا ندري من اين اتت جدتها ) التي تطرحها مجموعة من الاكاديميين الفلسطينيين علميا وسياسيا اخراخطار ابتكارات هذه الليبرالية , وهي في جوهرها ليست سوى محاولة لنقل الانتماء ( النضالي ) لهؤلاء من الولاء غير الفلسطيني للقومية العربية الى الولاء غير الفلسطيني للقومية الاسرائيلية . لكن ما يجب تذكير هؤلاء الليبراليين به ان اعاءهم جدة هذه الطرح ( ومعناها اللغوي السقوط ) ليست في الواقع بالحدتثة والجدة التي يدعونها , فلقد سبق لاجدادنا مباشرة بعد هزيمة 1948 وبعد تحسسهم لعدم جدية الدعاوي القومية العربية من اجل تحرير فلسطبن ان اقترحوا من باب النكاية وفش الخلق ان (يضع الفلسطينيون يدهم بيد اسرائيل ) , وهي الدعوى التي لم يكن لها ان تكون لو ان اجدادنا في ذلك الوقت كانوا يمتلكون المستوى المطلوب من الوعي الوطني والخبرة النضالية اللازمتين لقيادة المهمة الوطنية وترشيد المجتمع الفلسطيني حولها وتعبئته من اجلها وهو جهل كان يبقي مجتمعنا رهينته ايمانهم الشديد بوجود القومية العربية الواحدة ووحدة الامال والام في هذه القومية وعلى الاخص بصدد القضية الفلسطينية , وهو جهل حررتنا منه نسبيا مقولة الخصوصية الفلسطينية مفجر الثورة الفلسطينية والمحرر النسبي لها من وهم مقولة القومية العربية الواحدة , اس بلاء كل البرنامجية النضالية الوطنية والديموقراطية في المنطقة ,
أن تشريحا للغة ومفاهيم الليبرالية الفلسطينية والتعبيرات المستخدمة في هذه الدعوة تبين ان لا استقلالية متحققة لوعي هؤلاء حول طبيعتهم القومية وخصوصية مسار تطورها التاريخي وموقع الحلقة الاستعمارية الراهنة من مسار التطور هذا والاتجاه الارادي الذي يجب على المجتمع الفلسطيني ان يسلكه من اجل تصويب الوضع القومي الفلسطيني واستكماله مسار حركته نحو التطور والارتقاء الانساني على قدم المساواة مع باقي القوميات في العالم .
ليس ذلك فحسب بل إن الليبرالية الفلسطينية لا تدرك الطبيعة الاحلالية لخصوصية الاحتلال الصهيوني ( وهي الطبيعة المستعادة من الاشكال البدائية الاولى للصراعات القومية التي كان يجرى معها القضاء النهائي على المهزوم والحلول بصورة كاملة محله) وهي حالة احتلالية معمقة بتشدد ديني وادراك استغلالي مؤسسين على مقولات (1) استعادة الحق اليهودي(2) تحقيق النقاء والخلوص اليهودي (3)وتحقيق التفوق اليهودي عالميا . حيث تحققت المقولة الاولى بقيام دولة اسرائيل ويجري العمل الاسرائيلي الان على تحقيق استكمال بناء اسرائيل على ارض كل فلسطين استعدادا لبدء تحقيق المرحلة الثالثة وهي بناء اسرائيل الكبرى التي لن تكون حقيقتها سوى مركزاستعماري عالمي جديد مركزه الشرق الاوسط
أن الليبرالية الفلسطينية لا تعي ايضا تعددية وتنوعية حالات العدوان ولا تعددية وتنوعية اطراف ومستويات حالات الاعتداء على القومية الفلسطينية ولا تعددية وتنوعية البرامج المعادية التي تتعرض لتأثيراته الضارة المدمرة القومية الفلسطينية جراء ذلك , ففي حين قامت الصهيونية بتفكيك وحدة عناصر التكوين القومي الفلسطيني في القسم الفلسطيني المحتل 1948 وهدم هيكليته القومية والفصل بين الانسان ووطنه الى جانب تغيير الهوية الفلسطينية بالهوية الاسرائيلية لمن بقي في فلسطين , فان الاطراف الاخرى لعملية التقسيم عملت على اعتقال الشتات الفلسطيني وتغيير هويته القومية الفصل الجغرافي والسياسي عن الوطن واجبار هذا الشتات على الانخراط في برنامج هضم قومي ينتهي بالشتات الفلسطيني الى نسخ هويته القومية والولاء لهوية قومية جديدة .
ليس ذلك فحسب بل إن الليبرالية الفلسطينية لا تدرك الااساس السياسي للقضية الفلسطينية باعتبارها برنامجا له وظيفته الخاصة والفاعلة في الصراع العالمي بين المراكز الاستعمارية العالمية وبين هذه المراكز والواقع الاقليمي في المنطقة , فبريطانيا صاغت منظومة مترابطة عالميا من تركيبات موازين القوى المبنية على تحالفات وصراعات تتحكم من خلالها بريطانيا في التوجهات الاقليمية في حركة الصراع العالمي وفي توجه المراكز العالمية الاستعمارية للتواجد في المنطقة , فالقضية الفلسطينية هي توأم القضية الكردية وكذلك قضية بلوشستان , ولو تفحصنا موقع الاطراف الاقليمية من هذه القضايا لوجدنا طرابطا عالميا لمواقف وسعارات هذه الاطراف الاقليمية من هذه القضايا بحكم كونها مستفيدة من ديمومتها ولناخذ مثلا شعار الحفاظ على وحدة العراق الذي تتفق عليه وترفعه الاطراف الاقليمية فسنجد ان تركيا وايران والنظام العراقي وسوريا توظفه جميعا ضد مطلب التحرر الكردي واقامة دولة كردية مستقلة اما باقي انظمة المنطقة فانها تؤيد هذا الشعار من باب رفع شعار لفائدتها الخاصة في المقابل حيال قضية قومية اخرى وكذلك من باب تأثير مفهوم القومية العربية .
كذلك لا ترى الليبرالية الفلسطينية الالية السياسية للصراع السائد في المنطقة بين المراكز الاستعمارية العالمية حول تركيبة المنطقة الجيوسياسية حيث يسعى المركز الاوروبي الى الحفاظ على الصيغة القديمة التي رسخها في المنطقة إبان فترة سيطرته عليها في حين يسعى المركز الامريكي الى ترسيخ صيغة تركيبة جيوسياسية جديدة نرى بها موقعا لمطلب الدولة الفلسطينية والدولة الكردية , هذا الامر الذي يلقى معارضة شديدة من قبل الاطراف المستفيدة من تقسيم فلسطين وكردستان فتبدي فيما بينها تناغما وجهداعمليا شديدا يعيق الجهد الامريكي المبذول ويعيد توظيف اوضاع القوميات الكردية والفلسطينية ضد مطلب تحررها واستقلالها نفسه .
اننا لا نؤيد المسعى الامريكي لتنفيذ التركيبة الجيوسياسية الخاصة به في المنطقة لكننا نرى مرحلية الاستفادة من هذا الجهد الامريكي المبذول فوعيننا الوطني يفرض علينا ايجاد هامش الحركة الذي يسمح بالغاء التركيبة الجيوسياسية الاوروبية المتحققة ويمنع تحقق التركيبة الجيوسياسية الامريكية , فهل يصب مطلب الليبرالية الفلسطينية بهذا الاتجاه ام انه بتطرفه العاطفي الذي يلغي كل مقدس يتنقل الى هذا وذك الجانب بعيدا عن جانب الضرورة الوطنية .
تشير الليبرالية الفلسطينية الى المجتمع الفلسطيني بصيغة الشعب ومن الناحية الدعائية والتعبوية فان مفهوم الشعب هو طرف من نظام قومي تكون به الطبقات المحكومة هي الشعب فمن هو من وجهة نظر الليبرالية الفلسطينية النظام الذي يجب ان يكون تكوينه الطبقة السائدة والدولة البيروقراطية ؟ اليس هذا المفهوم للمجتمع الفلسطيني هو مفهوم اقرب للتعبير الوارد في قرار التقسيم الشهير رقم 181 الصادر عن مجلس امن هيئة الامم المتحدة عام 1947 الذي يشير للفلسطينيين بصيغة السكان , ان عدم ادراك الليبرالية الفلسطينية لواقع وصيغة تكوين مجتمعها منع عنها ادراك المحتوى الرئيسي لاتفاقات اوسلو وهي الاتفاقات التي اسست لانجازات فلسطينية رئيسية استطاعت الليبرالية الفلسطينية اجهاضها عبر معارضة تحققها وبصورة عملية ( نضالية) لم يستفد منه سوى اطراف التقسيم, بل بدلا من ذلك فان الليبرالية الفلسطينية جعلت من اتفاقات اوسلو مفجرا لكل انجازات الثورة الفلسطينية , سقطت معها انجازات وتضحيات مجتمعنا الفلسطيني لقمة صائغة بفم اطراف التقسيم حيث تراجع مستوى القضية الفلسطينية من واقع القضية المركزية الناظمة والمحركة لعوامل الصراع العالمي اقليميا الى مستوى ماذا نطعم اهل غزة اليوم وهل نسمح لهم باستخدام الكهرباء والوقود؟
من المعيب فعلا ان تاريخا من المعاناة الفلسطينية وتاريخا من الكفاح المسلح والانتفاضات لا يشكل بالنسبة لليبرالية الفلسطينية سوى دافعا للجهر بالجهل والدعوة الى نفض القدسية عن قضية القومية الفلسطينية والتناغم اللامقصود ربما مع اهداف العدوان على قوميتنا الفلسطينية بدلا من رفض قدسية الجهل والارتهان الى مفاهيم الوطنية القومية العربية الوهمية , اننا ندعوكم عوضا عن ذلك الى العودة للاهتمام بالجانب النظري المهمل من النشاط الوطني الفلسطيني وادراك الاساس الموضوعي للوجود الفلسطيني تاريخيا والية حركته والشروط التي احاطت بها وجدلية التاثير المتبادل بين نتائج الحركة القومية الفلسطينية الخاصة وموقعها في الصراع العالمي , وهكذا يمكن لنا ان نرى المؤشر التاريخي لأين يجب ألإتجاه بدلا من التحزر حول هذا الامر او العودة لما طرحه الجهل قبل سنين عديدة ...



#خالد_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر - الليبرالية البرجوازية الفلسطينية افلاس من الوطنية