أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد هاشم - بغداد في عيون الهايكو / الحمار فقط يعرف الحقيقة















المزيد.....

بغداد في عيون الهايكو / الحمار فقط يعرف الحقيقة


أحمد هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 07:04
المحور: الادب والفن
    



أفكرُ بين الموتى
كشاعر، لستُ أقل
من نبي

سوف ينهضون
على الأقل
بين أوراقي

عتمة
اقرأ على ضوء شمعة
ابنتي تغني

الدخان يتصاعد
هناك
الولد في طريقه إلى المدرسة

سيارة تفجرت
سائق التكسي نقلني –
بلا مقابل

الدبابة الأمريكية تمضي
بعكس الطريق- شجرة
تنمو بإنتظام

قذيفة أخرى
صديقي قال
نخبك


أباتشي تطارد عيني
طفل
تطارد النجوم


ولد مزقته مفخخة
أم –
تعد الطعام

عاشق مزقته مفخخة
المعشوقة -
قبالة المرآة

ولاحالة إنفلونزا الطيور
في بغداد، لا أحد يأكله –
يعشقون الحياة

جائع فوق بحر
نفط ، يكتب –
أجمل القصائد

سكران جالس
على بحر نفط ، يفكر –
في سارتر

شيخ جالس
على بحر نفط –
ما رأه في حياته!

عائلة جالسة
على بحر نفط –
البيت عتمة

عاشق يكتب رسالة
قذيفة- فارزة
ليس نقطة

قُطعت الكهرباء
مازلت أفكر –
في أصدار مجموعتي الشعرية


سبعة ينامون في غرفة
ثمة فسحة كبيرة –
لكتاب

ذكريات العشاق غسلت
بالدم، هذا حسن أم سيء –
لا أعرف؟!

غفوة الظهيرة
تجهيزات حرب، لعبة طفل وكتاب –
في رأسي

صباح بلا تفجيرات
أفكر في الأمس –
أحول التفكير في الغد

عاصفة رملية
تساقط المطر –
ولا ماء في الحنفية

مقهى الشابندر مهدد بالتفجير
احتسي الشاي،
أحمد سعداوي يقرأ قصائدة

مقهى الشابندر مهدد بالتفجير
أحمد عبد الحسين يتأمل اللوحات –
رياض شايع يقلب كتابا إشتراه توا

الشيعي حذر من وصول الكرخ
السني حذر من وصول الرصافة –
السياسيون يقولون: لا توجد حرب أهلية!!


ناظم العبيدي دعاني لمشاركة عشاءه
هو في الكرخ، أنا في الرصافة –
عبر الهاتف

قابلني ناظم العبيدي في منطقة محايدة
ليهديني: الطائر والجمجمة –
روايته

أقليات تتسلم رسائل
أرحلو أو الموت –
السياسيون يقولون: لا توجد حرب أهلية!!!

أقليات شيعية وسنية
يتبادلا سكناهم مؤقتا–
ثمة أمل

غبار في كل مكان
لا أحد يبالي بشيء –
عدا التلفاز

عاصفة رملية
لا أستطيع تمييز الوقت –
ساعتي عاطلة

في بغداد
أبحث على شبكة الأنترنيت
عن أخبار – بغداد

الإشارة الضوئية عاطلة،
بلا مقابل
سكران ينظم السير

ولا تفجير هذا الصباح
مطر غزير، رعد –
الأطفال خائفون


في الصباح ،
لابد من سماع الأخبار وإلا –
اقضي النهار عماذا أتكلم؟!

في الصباح،
لابد من سماع الأخبار –
لتغسل أخبار الأمس الفاسدة

قهوة الصباح
يختلف طعمها في فمي
كل يوم – الأخبار ذاتها

قُطعت الكهرباء
بأخر عود ثقاب –
أبحث عن كأسي

قُطعت الكهرباء
أبنتي تبكي، خائفة -
صوت أباتشي

بعد الثامنة مساء
فقط، الدبابة الأمريكية في الشارع –
السكران خائف ان يغني

أثناء أرتفاع كأسي
قُطعت الكهرباء،
أبدا، لن يُخطيء فمي

سيارة تفجرت بالقرب مني
بعثتُ إيميلا الى سوزن، في، مات –
محاولة لتنفس



استيقظت لأرى
قبل تفجير أيُ مفخخة –
أشعة الشمس

الرابعة صباحاً ومازالت الكهرباء!
الجميع نيام –
أحتفل بالقرأة

الخامسة صباحا ومازالت الكهرباء!!
فنجان قهوة، القلم والورقة –
ولا هايكو في رأسي

الخامسة والنصف صباحا ومازالت الكهرباء!!!
أخي أمجد أستيقظ لصلاة –
أحولُ النوم

مطر غزير والمجاري غير صالحة
الفرصة الوحيدة لأولاد الحي –
لسباحة

منعني الشاب من دخول اتحاد الأدباء
- -إنتظر.. اجتماع خاص،
كانو يأكلون الدجاج مع البرياني

في نادي الأدباء حانتان
واحدة لضيوف وأخرى للأدباء –
الجميع يهذي

صديقي لايجيد القرأة والكتابة
يسكر على السطح ويصغي إلى –
فيروز



حكومة تتكيء على الطوائف
ماذا بعد عشرين عام ؟
شيء ما يذكرني بلبنان!

سيزرعون في بغداد
مليون شتلة ونصف مليون نخلة
لعيد الشجرة – لايوجد ماء

السندباد جاء إلى مدينته
تذكر كل شيء عدا –
المنطقة الخضراء

هل تعرف مَ بجانبي
وأنا أكتب الآن – مسدس،
Glock Made in Austria

بضعة أيام لم أخرج من البيت
بغداد محطمة –
في التلفاز

سوف أكتب الكثير من الهايكو
هذه اليلة،
لو توقف القتال

يتكلمون عن السنة والشيعة
ولا أحد يتكلم عن العراقيين –
جذور هذه الأرض

يفكرون كسنة وشيعة
ولا أحد يفكر كبابلي –
بذرة هذه الأرض



لأولى حبيباتي
ستة أطفال، أحمد –
أكبرهم

نمتُ بعد سكر ثقيل
مازالت قنينتي ملأى –
حلمتُ

نصف سكران منطرحا
أتأمل السقف، سيارة تفجرت –
في رأسي

بسبب التفجير تحطم الزجاج
صاحب البيت يفكر في إصلاحة –
وبناء طابق آخر

إعلان: سوف يُقطع الماء لمدة 12 ساعة،
تناولت سبع وجبات طعام –
الحنفية تصفر

الارهابيون يقتلون العراقيين كل يوم
أكراد العراق يحتجون لأجل –
أكراد تركيا

تحتاج كفيل اذا كنت عراقيا
أما غير العراقي –
حر، يتسكع في كردستان العراق!!

نقطة تفتيش في كل شارع
يبحثون عن الديناميت والكحول –
الكحول لا تفجر الجوامع


يبحثون عن الإرهابيين والسكارى
السكران لايستطيع القتال –
لأنه سكران

التكفيريون يدعون الدفاع عن الله
الله ليس بحاجة لدفاع –
هذا ما قاله لسكران

الفضائيات أكثر من الإرهابيين
كلهم يحبون الوطن –
ولا واحد يقول الحقيقة

رأيتُ، قرابة 50 ضحية
في إنفجار – 22
ما أعلنوه في التلفاز

أقسمتُ مع نفسي:
بعد كل كأس ، أكتب هايكو –
غيرتُ رأيي، بعد كل بطل

غدأ، يبدأ التوقيت الصيفي
أرتبكت –
ساعة المفخخة

اليوم يبدأ التوقيت الصيفي
تفجرت المفخخة –
بعد وصول التلاميذ إلى بيوتهم

بغتة ً، توقفت العاصفة
خطأ –
فجر القنبلة على نفسه

أفكر في كلمة [إنتحار]
لإحتياجات العائلة
زوجتي طلبة بعض المال

الأطفال يرقصون على الموسيقى
أحدق عبر النافذة وأرقص لوحدي –
في الغرفة المجاورة

رفعتُ كأسي
رأيتُ بغداد وملبورن –
أدركتُ انني ممزق

سوف أحتسي القنينة بمفردي
الذي يشاركني –
أم زوجته ماتت

كل عراقي لديه بطاقة تموينية
سكنة المربع الأخضر يحملون –
أكثر من جواز سفر

اذا أخطأت وقدت سيارتك
بإتجاه الأمريكان، تُضرب.
اذا أخطأوا وقادوا الدبابة بإتجاهك –
تُضرب أيضا

القصف في أي لحظة، في أي مكان
احضن أطفالي وأنام –
قال صديقي

أنظر ....
هذه ديمقراطية امريكا لنا –
قال صديقي

الإنتحاري أشار الى الجندي الأمريكي
- OK ب:
قال صديقي!

الأوباتشي تدور حول المدينة
سوف يحدث تفجير –
قال صديقي

حدث تفجير بعد ساعات
طرق الباب وقال:
أما قلت لك !

الأمريكان أخرجوا من السجون
1200 أرهابيا
أما قلت لك !!

بغتة، طارت العصافير
أبنتي خائفة تشير إلى –
الأوباتشي

أوباتشي تدور حول المدينة
طيور تدور حول بيتنا –
أفكر في معاني بغداد

غرقت الشمس خلف الأفق
لا أستطيع التمييز –
بين الأوباتشي والطير

أوباتشي
مزقت –
وجه القمر

قُطعت الكهرباء
ولاشمعة –
لقضاء الحاجة


الشمس تمر كل يوم
لكنها، ليس مثلما كانت –
في الطفولة

أكثر من شهرين في بغداد
لم أرى –
فراشة

عتمة
النملة فقط –
تعرف الطريق

أفكر في أخطائي الكثيرة
زوجتي قالت –
ثمة مولود قادم

الأحزاب تكذب على الشعب
الحمار فقط –
يعرف الحقيقة

حارة في بغداد، باردة في ملبورن
أنا العاشق –
بينهما

ينتظرون القائد الجديد
في حانة فقيرة –
حمورابي جالس

يتكلمون عن مستقبل بغداد
سكران أتكلم معهم عن –
ماضي بغداد


جارنا قتل في الكرخ
غدا مدعو لحفل زفاف –
ثمة مولود سموه [حسينا]

أكثر من شهرين في بغداد
شهدتُ: عرسين وثلاثة مواليد –
مآتم لاتحصى

الكل يعتقد
هو الجدير بقيادة البلاد،
المشكلة – أنا أجدرهم!

يدي في طريقها إلى الكأس
أخي في طريقه إلى الجامع
البلاد في طريقها إلى...؟!

أنفض ملابسي من غبار العاصفة
الجندي الأمريكي يفكر في –
حبيبته في أمريكا

الدود أكتسح فطيرة الجندي
يبتسم ويفكر في –
غداء جورج دبليو بوش

أمريكان يقتلون العراقيين
عرب يقتلون العراقيين
عراقيون يقتلون العراقيين –
أفكر في واجبات الله

لا أحد يريد الأستقرار في العراق
عدا –
جدتي

دموع جدتي
تبشر –
بإبتسامة

الأوراق تلوح، مر طير
الأوراق تتساقط –
مرت أوباتشي

نستطيع ان نحصي الجثث
ولكن، لانستطيع ان نحصي –
المفخخات

لم يبقَ من الزهور
لكي نلوح –
إلى الجندي الأمريكي

ثمة أزهار قليلة
إلى –
حبيباتنا

الأشجار فقط
تعرف عدد –
الضحايا

الأشجار فقط
تعرف عدد –
قبلات العشاق

الكلب غير
مبال –
لبندقية المحتل

اليوميات تشغل المجندة الأمريكية
أكثر من نفط –
تحت قدميها

البيت الأبيض يكره كل شيء أسود
عدا –
النفط

الدبابة الأمريكية
لاتعكس –
أشعة الشمس

السماء ملأى بالطيور
أبنتي تزرع القبلات على وجهي –
أيقظتني

الأحلام واردة في العراق
اذا كنت سكرانا مع –
صديق طيب

لو أستطيع التسكع بلا خوف
بعد رحيل أشعة الشمس –
لأكملت قصيدتي

خوفا من الطرقات
سوف أبحث عن أحلامي –
في رأسي

التفجيرات ما توقفت طوال اليوم
سببٌ –
لكي أسكر

أيقظتني ضحكات الأطفال
سببٌ آخر –
لإستئناف السكر

العصافير تأكل في بغداد
كما في أي مكان في العالم –
من يدي




[email protected]
بغداد 7- 2- 2006 - 26- 4- 2006

[ في إحساس ما، الشاعر في حرب أبدا؛ برغم ان هذه ليست تزكيتي أنا فقط لهيرقراطيس. ثمة تحريض أكثر لأثر رومانسي باق ٍ عندما يكون الشاعر
بنفسه في عالم أقل جمالا. وعليه، هذا دليل لرعب حرب يمزق حياة بغداد؛
بسياق يومي مشذب بلهو حزين، حساس، حميمي، فاجع. هنا بغداد بين
القنابل وأسرار قنينة نبيذ.
ضيافة رغم الحرب وهنا
أحمد هاشم، شاعر في
ملبورن، شاعر في بغداد
الشاعر في الحرب يحمي
نداءه الباطني بالهايكو ]

كلمة الشاعر
الأسترالي كريس
همنزلي لطبعة
الأنكليزية




#أحمد_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال لي : سركون بولص
- أفواه


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد هاشم - بغداد في عيون الهايكو / الحمار فقط يعرف الحقيقة