أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم كطافة - خواء المستنقع














المزيد.....

خواء المستنقع


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 706 - 2004 / 1 / 7 - 03:34
المحور: الادب والفن
    


كنت ابحث عن من يجعلني احتمل وجودي. قصدت الصحفي، الذي يأكل لقمته من ورق جريدة لا يؤمن بصاحبها. كان عائداً للتو من جولة تغطية احداث مؤتمر الأرض. انتظرت طويلاً،  ليفرغ من حمامه الساخن الذي سيقشط به ما تبقى من غازات العادم التي ملئت اجواء قاعة المؤتمر. كنت أسمعه يدندن بأغنية (حبيبي خذني الى البراري البعيدة..). ولأني عائد لتوي من تلك البراري، لويت بوزي وخرجت.
همت على وجهي ثانية في دروب الضباب باحثاَ عن صديقي الرسام.. علني اجده على تقشفه، وزهده بملامح أصحاب الجرائد.. وجدته كعادته، منكفئاً في مرسمه وسط اكوام القمامة وملابس مستعملة وبقايا قناني كحول.. بدأ بسؤالي:
ـ كنت تبحث عني.
ـ نعم.
ـ إدخل إذن؟
ـ إلى أين؟
ـ إدخل في لوحتي الجديدة.
ـ وهل ستخرجني منها؟
ـ من يدخل اللوحة لا يخرج منها.
ـ لكني لا ابحث عن من يريني سجني من الخارج.
ـ إذن لا مكان لك في لوحتي.
طردني من مرسمه.
ـ كما ترى يا صديقي، لقد نفذت بقايا خمر البارحة.. واللوحة لم تكتمل بعد.. إخرج من صومعتي.
قصدت الشاعر الذي لم يجد جريدة يأكل منها. كان يوزع على المارة نسخاً من ديوانه الاخير، وعلى كل نسخة يتفضل أحد المارة بقبولها، كان يضع إمضاءه تحت كلمات الاهداء.. بادرته مستبشراً:
ـ أخيراً وجدت من لم يتلوث بخواء المستنقع.
رفع بصره لي، هش وباش من فرط المفاجأة، ودعاني الى الجلوس معه على الرصيف، سئلني ووميض عدم التصديق مازال يتناوب عينيه:
ـ أكيد انك قرأت ديواني الاخير..
ـ لم أقرأ دواوينك..
أنتفض فجأة ووقف، كأنه يدعوني للخروج من بيته:
ـ إذن أنت لا تهمني.
ـ لكنك تهمني..
ـ كيف لم تقرأ ديواناً لي وتقول أني اهمك..
ـ أبحث عندك عن ما يجعلني احتمل خواء المستنقع.
ـ خذ ديواني إذن.
ـ وماذا سأجد به؟
ـ ستجد آخر صرعة حداثوية.
ـ لكني لا ابحث عن صرعات، لقد صرعني المستنقع
ـ أنت قديم إذن.. إذهب وإبحت عن شعراء الفحولة..
لقد طردني من الرصيف..
7/1/2004



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نريد..؟


المزيد.....




- فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد ...
- نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
- الحرب والغرب، والثقافة
- -الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي ...
- مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب يكشف عن حالة نجله ب ...
- تابع الحلقة الجديدة 28 .. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 ...
- تابع عرض مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 مترجمة عبر ترددات القن ...
- عقب فيديو الصفعة المثير للجدل..عمرو دياب يعرّض ليلى علوي لمو ...
- مترجمة وكاملة.. المؤسس عثمان الحلقة 164 بجودة HD على قناة ال ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم كطافة - خواء المستنقع