لعنة ماركيز هل هي لعنة حقا

رسمية محيبس زاير

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 11:06
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

رواية لعنة ماركيز لمولفها ضياء الجبيلي من الروايات الواقعية تتحدث عن حقبة مهمة من حياتنا السياسية فاغلب احداث الرواية تتحدث عن ممارسات السلطةتجاه شريحة واسعة من ابناء الشعب العراقي ابن الحكم البعثي المنهاروهي تروي القمع النفسي والجسدي الذي يمارس بحق هذه الشريحة المثقفةالواعية من الشباب الذين تجمعوا بلا سابق انذار جمعهم هاجس التوق الى ثقافة ومجتمع راقييحرص على انسانية الانسان ويوفر حاجاته الضروريةانها رواية تصنع احداثها على يد ابطالهاحيث لا وجود لبطولة فردية وانما هي بطولة جماعيةيتساوى ابطالها وهم الرواة الحقيقيون لهابالاحداث والكوارث والعنفالذي تمارسه سلطة جائرة تختفي حتى لا تكاد تبين وتمارس عنفها وبطشهاعلى هذة المجموعة من الشباب الذين يجمعهم هاجس القبائة والمتابعة لكل ما يكتبه ماركيز الكاتب الكولومبي الذائع الصيتوهي تبدا بلعبة ذكية من الكاتب في العثور على مخطوطة لها مواصفات غريبة لانها كتبت بحروف اجنبية لا يستطيع احد ان يجزماهي انكليزية ام لغة اخرى مستفيدا من خبرته في الحاسوب فالراوي موظف يعمل في دائرة بريد تعرضت شان دوائر الدولة لعمليات تخريب وسلب ونهبطالت اجهزة الدولةفي الاحداث التي اعقبت سقوط النظام في التاسع من نيسان حيث عثر على هذه المخطوطة الغامضة وحاول فك شيفرتها فتبين انها رواية جماعية كتبها مجموعة من الشباب كل فصل كتب من قبل احد افراد هذه الشلة التي اتخذت من احد المقاهي المسمى الترف وهي اشارة لواقع مفقود فاغلب شخصيات الرواية هم من المسحوقين الذين يعيشون على هامش الحياة في مجتمع تسلطي غاب ابطاله الحقيقيون وبرز على السطح هذه المجموعة الغريبة التي يمارس افرادها سلوكا هو اقرب الى الجنون فقد تحول هولاء الى مجانين يمارسون سلوكا منحرفا وشاذا اغلب الاحيان رواية كتب على ابطالها الموت والجنون في حلقة متشابكة لكن لماذا ماركيز بالذات وما سر لعنته وهل يعكس الضمون عنوان الرواية
ام ان التسمية اتت لاعجاب كاتبها كروائي شاب بهذا الكاتب العالمي الشهير وقدرته على اضفاء طابع السحر والعجائبية على كائناته مع ان ضياء الجبيلي لم يعمد الىواقعية سحرية ولا رسم لابطاله صفات خيالية كالتي يسبغها عليهم ماركيزوهل نجح في اعطاء روايته خصوصية عراقيةتلتصق بالواقع حتى تكاد ان تكون صورة منه
هذا ما نحاول دراسته في الحلقة القادمة..

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل