أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي الجزيري - ثقافة البلاط














المزيد.....

ثقافة البلاط


علي الجزيري

الحوار المتمدن-العدد: 705 - 2004 / 1 / 6 - 04:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كال (نضال الماغوط) ـ احد التلاميذ النجباء لطيب الذكر كارل ماركس ـ تهما ما انزل الله بها من سلطان بحق قادة الحركة التحررية الكردية في كردستان العراق، على صدر صحيفة(صوت الشعب),صحيفة الحزب الشيوعي السوري(جماعة وصال بكداش)،العدد 58 (1581 )، السبت 19 نيسان 2003 م،ناهيك عن أنصارالمجتمع المدني وحقوق الإنسان، الذين لم يسلموا بدورهم من سهامه المسمومة،لأنهم- وعلى حد زعمه ـ يسعون لـ : "تلميع صورة أمريكا القذرة"!...

وصب المذكور جام غضبه على القيادة الكردية بشكل خاص،متهما إياها بالعمالة لأمريكا ،وبذلك أعاد صاحبنا اجترار ذات التهم التي كانت ماكنة إعلام النظام العراقي المقبور تسوقه كماركة مسجلة باستمرار .

والاشكال ـ بقناعتي ـ يكمن هاهنا في ذهنية بعض المثقفين و السياسيين العرب، من أمثال الماغوط ، الذين تشكل ثقافتهم إما اجترارا لثقافة رجل الشارع البائسة ،وهذا قد يحمد عقباه ،أو تعد إعادة انتاج لثقافة السلطة بعينها ، بعد أن غدا هؤلاء بمثابة العصا الغليظة في يدها ،ولم يعودوا قادرين على تناول القضايا إلا بعينها وبالتالي يصعب عليهم الانخراط في حوار منطقي مثمر مع الآخر، وهذالا يحمد عقباه طبعا.

ما من شك أن شفافية عالم اليوم لم تعد تحتمل الماكياجات،فأمثال الماغوط،ممن يتهمون القادة الكرد تارة بالعمالة وتارة بنعوت تشمئز لها الأبدان،دون أن ترف لهم جفن، مسكونون ـ من دون شك ـ بنظرية المؤامرة ،لان تحليلاتهم تندرج في الحصيلة النهائية في سياق جعجعة ثلة من المستخفين والحانقين غير القادرة على قراءة الأحداث إلا بعين آسرها.

جدير بنا ، كي لا نطيل الحديث ، الإشارة إلى أن صاحبنا من دعاة الماركسية أو هكذا يدعي ، فالمسكين ماركس قد أبتلي حقا بأمثاله ، ممن أداروا ظهرهم للمضطهدين ولم يكترثوا لصيحات استغاثتهم ،وظلوا يكيلون بمكيالين . ففي الوقت الذي كانوا فيه يتظاهرون أمام الملأ بالتضامن مع حركات التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية،  غضوا الطرف عن الأنظمة التي مارست شتى صنوف القهر في حق الكرد وأعمتهم البصيرة عن رؤية شعبنا وهو يحمل صليب آلامه منذ عقود. وليتهم  تذكروا  قولة ماركس الشهيرة ، قبل أن يتبجحوا بأمميتهم  المزيفة:«كي تختبر أممية الإنكليزي ، فكلمه عن المسألة الايرلندية» . أجل ، عليك أن تدغدغ المناطق الحساسة في جسدهم ، حينئذ ، ستكتشف روحهم القبلية غير المصقولة من دون رتوش.

وفي وسعي القول بان هذه (الثقافة الوظيفية) التي واظب أمثال  الماغوط   على ترويجها هي ثقافة مضللة على أقل تقدير ، لأنها تقدم صورة  مشوهة وخادعةعما يجري هنا وهناك ، ففي الوقت الذي   تستر فيه عورات الظالمين بورقة التوت، تحمل المظلومين تبعات ما يجري ، وهذا خروج عن جادة الصواب بعينه، لأننا لو احتكمنا لمعيار الماغوط في تصنيف الناس إلى مقدسين ومدنسين،لكان موقع قائد الثورة العربية الكبرى (الشريف حسين) بين صفوف المدنسين من عملاء الإنكليز بكل تأكيد .

ويروي (هشام شرابي) كيف طالت جاهلية المنطق المعوج هذا احد ابرز رواد النهضة (اعني عبد الرحمن الكواكبي) حين اتهم قبل مائة عام بالعمالة للانكليز من قبل المحكمة العثمانية في حلب ،والتي حكمت عليه يومها بالاعدام ، ففر على اثره الى مصر. ولعمري أن الإصرار علىترويج هذه الديماغوجية المتسربلة تارة بمسوح الدين وتارة بمسوح الماركسية ،سيجهض فرص اللحاق بركب العصر بكل تأكيد.

فتخوين الآخرين واستعارة النعوت السوقية بغية النيل من سمعة المناضلين الشرفاء، تعيد الى الذاكرة أبواق عصور الانحطاط ، حين كان أمثال الماغوط يروجون لثقافة البلاط ، ويخلطون بين الثوابت والمتغيرات ، كسلوك مميز في الارتزاق السياسي ونسج الخزعبلات.

12/12/2003



#علي_الجزيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي الجزيري - ثقافة البلاط