أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال محمدعلي الشريف - الشهداء يعودون هذا الأسبوع














المزيد.....

الشهداء يعودون هذا الأسبوع


كمال محمدعلي الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا عنوان احدى القصص القصيرة للكاتب الجزائري اليساري المعروف الطاهر وطار والمنشورة في مجموعة قصصية تحمل نفس العنوان. تتحدث القصة عن استلام العم العابد بن مسعود رسالة من ولده الشهيد مصطفى الذي استشهد ابان مقاومة الشعب الجزائري للاحتلال الفرنسي، تخبره ان ولده وكل شهداء القرية سيعودون هذا الاسبوع ، فتقوم قيامة مجتمع القرية ولا تقعد.. لأن عودة الشهداء معناه فضح زيف كل المدعين الذين ركبوا حصان الثورة كي يصلوا الى مراكزهم وستنكشف حقيقة مَن قالوا أنهم دافعوا ببسالة عن وطنهم وأستلموا أرفع المناصب وأرقى الوظائف بعد الثورة ، فالشهيد يعرف حتما من الذي جاهد ومن الذي خان .. من الذي صمد وضحى ومن الذي خان وهرب.!!
واليوم ونحن نعيش ذكرى مرور خمسة سنوات على سقوط صنم العراق ورمز عبوديته لنظام دام اكثر من أربعين عاما من الاضطهاد والقتل والتشريد. قتلا امتد على طول وعرض مساحة هذا البلد الجريح ففاضت ارضه بالمقابر الجماعية والقبور المجهولة عند سواتر الحدود الشرقية او في فيافي الصحراء الغربية او في جبال كردستان القصية، فامتلأت ارضه بالشهداء.والان ماذا لوعاد شهداؤنا هذا الاسبوع؟؟؟؟؟؟؟؟
اذا عاد شهداؤنا هذا الاسبوع سيتوارى حتما الكثير من الوجوه التي تملأ شاشات تلفازنا يوميا وعبر العشرات من الفضائيات الوطنية واللاوطنية والتي تندد بالاحتلال وتشيد بالمقاومة والجهاد والنضال الى أخره من المفردات التي تصدع رؤوسنا يوميا دون طائل او جدوى فاذا بدأت قوات الاحتلال بسحب بعض قواتها توسلوا بها ان تبقى والا سيتحول العراق الى اكبر مكصب طائفي في التاريخ!!!، او خلق البعض الاخر مشكلة ما ليناطح صخرة الاحتلال وقرونه من طين!! فيجدها الاحتلال ذريعة لتجميد سحب القوات بل وحتى زيادتها !!.
اذا عاد شهداؤنا هذا الاسبوع سيتوارى ادعياء الدين ومرتدي العمائم ..اسودها وابيضها ..وسيتوارى واضعي الكوفية.. ازرقها واسودها واحمرها.. ولابسي السدارة والكشيدة بما تعرفوه من الوانها.. وستغلق ابواب الكثير من المرجعيات المزيفة .. حيِّها وميِّتها.. وستفرغ المساجد والحسينيات والمراقد والمقامات.. الا ثلَّة منهم!!!.
اذا عاد شهداؤنا هذا الاسبوع سيتوارى لصوص قوت الشعب ودوائه.. ومهربي النفط ومشتقاته.. وستختفي ( الارنب والبطة)* من شوارع البصرة وستتوارى (الجمرة وانفلونزا الطيور)* من شوارع مدن العراق الاخرى..لكني لا ادري ما الذي سيفعله الملثمون والمقنعون بلثامهم واقنعتهم لأن الشهداء يعرفون قتلتهم ووشاتهم فردا".. فردا""؟؟؟.
اذا عاد شهداؤنا هذا الاسبوع سيلقف الكثيرون صور شهاداتهم الملونة والمؤطرة باجمل الاطارات وينقلبون على اعقابهم خاسئين ، وستخلوالمعاهد والجامعات وقبة البرلمان ودواوين الحكومة الا قليلا" منهم!!!.
واخيرا".. اذا عاد شهداؤنا هذا الاسبوع سيبحثون في ازقة الفقراء ومساكن الطين المنتشرة على طول العراق.. سيبحثون عن اولئك الفقراء المعدمين ليأخذوهم في مسيرة عظمى نحو بغداد زاحفين ينشدون ذاك العراقي الشريف والبروليتاري النزيه .. ابوتحسين.. ليقبلوا تلك اليد الطاهرة التي ذهبت لتصفع وجوه الطغاة الذين اذلَّوا الشعب والوطن عندما تسابق اللصوص ليسرقوه.. وليطبعوا قبلة الوفاء على تلك الشفاه التي نطقت بكلمة لا زال يتردد صداها عبر الزمان ((لو تدرون هذا شسوى بينه.. هذا جوَّع شعب كامل.. هذا شرَّد شعب كامل..)).
لكن خوفنا يكمن في ان لا نستطيع لقاء شهدائنا قبل ان تسحقنا عجلات قطار جيوش المليشيات سنيَّها وشيعيَّها.. يمينها ويسارها..سريَّها وعلنيِّها .. كما سحقت العم العابد بطل قصتنا التي ابتدأنا بها المقال والسلام!!

*ملاحظة: الارنب والبطة والجمرة وانفلونزا الطيور..هي مصطلحات حوسمية تطلق على بعض انواع السيارات في العراق!!!







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة.. يوميات مدينة


المزيد.....




- وفاة الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري عن عمر يناهز 82 عامًا ...
- تايلاند تحتفل بـ-مو دينغ-: أصغر فرس نهر قزم يشعل الأجواء في ...
- هل تقبل -قسد- باندماج كامل في الجيش السوري أم تخاطر بمواجهة ...
- السبب وراء تفجّر المواجهات المسلحة بين الدروز والبدو في السو ...
- ما وراء الخبر.. دمشق و-قسد- تباطؤ في تنفيذ اتفاق مارس
- الاحتلال ينقذ متعاونين بعد تفجير منزل جنوب القطاع
- تحقيق للشيوخ الأميركي: انهيار أمني وإخفاقات لا تغتفر وراء مح ...
- هل انتهى عهد رمز القوة البحرية الروسية -الأدميرال كوزنيتسوف- ...
- رفيق القائد الضيف يكشف تفاصيل جديدة عن حياته ومسيرته
- الاتحاد الأوروبي يطالب الصين بإجراءات مناخية أكثر طموحا


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال محمدعلي الشريف - الشهداء يعودون هذا الأسبوع