أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة طلفاح - ثورة التغيير














المزيد.....

ثورة التغيير


أسامة طلفاح

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعيش أمتنا العربية مرحلة من مراحل "الانحطاط"، بشتى أنواعه و أشكاله، و لعلّ أبرز هذه الأشكال و الألوان التي نعيشها اليوم في الوسط العربي، هي مرحلة الانحطاط الفكري، برغم الوجوه الكثيرة و الشخوص المثيرة التي تتبنى عمليات الإصلاح في الوسط العربي و خصوصاً من منحى الثقافة و الفكر و العلوم.

فباتت عمليات الإصلاح العربية المتنوعة – عمليات إصلاح مستوردة بالكامل دون اللجوء إلى تدقيق و تمحيص الأمور، التي تتماشى معنا كعالمٍ ليس كالعالم الآخر، الذي بهرنا بما لديه، فأصبحنا تماماً أمة تبعية بحتة، تتبنى مفهوم التقليد الأعمى، غير المدروس، مما أدى بنا الحال، إلى ما نحن عليه اليوم.

فلم نلحظ و للأسف الشديد منذ عقود طالت أي تقدم في أي مرحلة من مراحل الحياة التي يعيشها المواطن العربي أو الحكومات العربية على حدٍ سواء، " تقدم ملموس" مقارنة مع العالم الآخر، الذي بهرنا بما لديه، بصرف النظر عن مضمون تلك الانجازات التي يقدمها و قدمها للعالم، و بصرف النظر أيضاً عن مكنون الإيجابيات و السلبيات لتلك المنجزات التي شاهدناها و نشاهدها في كلّ لحظة من العالم الآخر، إلا أننا لم نسأل أنفسنا يوماً : لماذا تقدم العالم الآخر، و لا زلنا نقف عند نقاط تعجب!! و إشارات توقف و استفهام، أكل عليها الدهرُ و شرب؟.

لا يختلف وضعنا العربي اليوم عمّا عاشته أوروبا ضمن حقبةٍ من الزمن وصفت "بالعصور المظلمة" مع الاختلاف نوعاً ما في سبب التسمية.

تواجدت في تلك الحقبة التي عاشها الأوروبيون أسبابٌ لقيامِ ثورة جذرية في التغيير أدت إلى التحول و الدخول إلى عصر التنوير؛ فالفقر والجهل والظلم الذي عاشته أوروبا آنذاك، صارت محفّزا لخلق حالة من الوعي والنضج الفكري التي خُلقت من رحم الظلام، فكان أول ما بدأ به الأوربيون من ثورة في مجالات المعرفة و العلوم و الثقافة، و لم تكن البداية بثورات عسكرية أو سياسية، لأن المعرفة و الثقافة و الوعي هي اللبنة الأساسية في رقي و تقدم الشعوب؛ فتميزت أوروبا عن غيرها من الأمم بالمعرفة و التقدم العلمي غير المسبوق، و دافعت الشعوب عن حقّها و صوتها و رأيها، إلى أن وصلت إلى أوج ازدهارها ورقيها من خلال عنفوان الشباب المخلص لأمته ووطنه، الذي كان له الدور الأكبر في تأجيج مشاعر التغيير و المعرفة و الحقّ في نفوس الناس، من أجل الخروج بتلك الثورة الرائعة .

و لا بدّ لنا ، أن نذكر "فولتير" و " جان جاك روسّو" و غيرهم من الأدباء و الكتاب و المفكرين الأوروبيين، ممن كان لهم الدور الكبير في عملية التغيير التي جرت في تلك الحقبة من تاريخ أوروبا.

في خضمّ ما تعيشه أمتنا العربية اليوم من ظلم و ظلمات، لا بدّ لنا أن نغيّر كي نعمل سوية على رفعة و رقي بيتنا العربي الجميل ـ لا بدّ لنا أن نعمل بعنفوان الشباب؛ لنكون سنابل قمح تنسّمت في ربوع أمتنا، و لنجيد استخدام العقل لا النقل في قضايانا.

لا بدّ لنا أن نصل إلى مرحلة استرداد الوعي، و أن نعمل على تغيير الفكر و تغيير الصورة القديمة التي وقفنا عندها و بمحاذاتها و لم نحرك ساكنا بعدها و تغنينا بها ليس إلا، و لم نفكر إلا بمسميات النصر الذي نريده على طبق ٍ من فضة بدون عمل و جهد و علم .

إن أردنا العزة فلا نملك الآن إلا القيام بتلك الثورة الإنتاجية العلمية، الفكرية، الثقافية لتكون لنا كلمتنا العليا ذات الصدى العميق في عقول و رؤوس العالم أجمع بدءا ً من عقولنا نحنْ .

نحنُ جيلٌ بات يؤمن بالتغيير، من أجل النهوض بوطنه و أمته و شعبه، و سيبقى من حقنا أن نُغير.

ثورتنا، هي ثورة التغيير الفكرية، لتستمر المسيرة من بعدها .. .
ثورة شباب، عشق أمته فأراد أن يكون.


أسامه طلفاح










ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - كول و هولوكوست- غزة


المزيد.....




- ضربات إسرائيلية على دمشق.. ماذا قال وزير خارجية أمريكا؟
- الجيش الإسرائيلي: مئات الدروز عبروا من مرتفعات الجولان إلى س ...
- بعد استهداف دمشق.. لماذا تنفذ إسرائيل ضربات في سوريا الآن؟
- السويداء.. الداخلية السورية ويوسف جربوع يُعلنان التوصل لوقف ...
- لحظة قصف هيئة الأركان وقصر الشعب الرئاسي في دمشق
- خطوة لاقت ترحيبًا أميركيًا.. مصرف لبنان يحظر التعامل مع -الق ...
- خامنئي يتّهم إسرائيل بمحاولة إسقاط النظام الإيراني عبر هجمات ...
- تونس: كارثة بيئية في خليج المنستير.. نفوق كائنات بحرية وتغي ...
- اتفاق جديد في السويداء وإسرائيل تقصف مواقع سيادية بدمشق
- غارات إسرائيلية تستهدف مقر الأركان العامة في دمشق والأوضاع ا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة طلفاح - ثورة التغيير