أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - قلب يسوع......














المزيد.....

قلب يسوع......


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 09:38
المحور: الادب والفن
    


يا سيدي .....
تطربنا موسيقى كلماتك المعزية.... لكن تتلعثم مداركنا في سبر غورها...
يبهرنا فجر قدومك الجميل...لكن تعجز حواسنا على ملامسة خيوطه وأنواره ...
يروقنا سحر ليلك الهادئ....لكن لا تذوب قلوبنا مع نور قمره البهي.....
لأننا نتجاهل فيك الممسوح بزيت الرب، و نريدك فقط ماردا يملئ سلالنا و أكياسنا بما يفيض عن حاجاتنا و يزيد ، وجبارا ينتقم لشرفنا و يبيد خصومنا ....و يعيد لنا ملكا ضائعا و حقا مغتصبا....
لا نريدك "مسيا" يضيء هيكل قلوبنا، و لا كاهنا عظيما ينير مسالك حياتنا، و لا بركة في غرة أعيادنا وأعراسنا....
ولهذا يعوزنا عزاؤك ومجدك .... فلا مياه تروي غليلنا... و لا خبزا يسكن جوعنا ....ولا بلسما يشفي كلومنا ....و لا جليسا يبدد وحشتنا و كآبتنا....
نريد منك عجيبة كل يوم ، لا لمجدك أنت يا سيد الكينونة، بل لذواتنا الواهنة....
نريدك ماردا....ماردا فقط، نخرجه من القمقم متى شئنا في أوقات خصاصنا لنملي عليه رغباتنا وحاجاتنا....ولهذا لا تكتحل عيوننا بإطلالة صباحاتك المجيدة ... ولهذا تعجز شفاهنا على ترديد أنشودتك الخالدة... على إيقاعاتك الرفيعة الفريدة.....فلا نشبع من عزائك الدافئ، ولا نتزود من بركاتك، ولا تلمس أيادينا كنوزك الجميلة التي لا تصدأ ..... وما أن تمد يدك لنا في الغروب حتى ننساك عند الشروق، وفي هذا ضعفنا وكسلنا، ولن نطلبك ثانية إلا في أسقامنا وآلامنا....بيد أنك تدعونا كل يوم على باب هيكلك لحضور قداسك، والجلوس على مائدتك، و الارتواء من ينبوعك، ونحن نطلب منك ما يلبي جشعنا ويشبع غرورنا، ورغم ذلك تمسح على رؤوسنا برفق متناه ....وتلمس أيادينا الضعيفة بعطف الأمهات...
ما أروعك ....
***********
على قمم عديدة رفعنا لك صليبا ....وشيدت سواعدنا دورا لترديد كلماتك ووصاياك، وعلى جدرانها و تحت أسقفها أرخنا لذكراك العبقة ... فرسمنا لك العشاء الأخير.... و الجثسمانية ....
طريق الآلام...والمجدلية....
تلة الجلجثة... و وجهك اللامع كقمر نيسان وأنت متوج في كامل بهائك ومجدك .....
وقبل هذا، دخولك أورشليم كملك مظفر غانم ، و هتاف الجموع لك "هوشعنا " ....."هوشعنا" .....لابن داوود....
ومهما فعلناه لتكريمك فإننا لا نرى شعلتك الوهاجة المضيئة ولا تطأ أقدامنا درج هيكلك العظيم .... و لا نتقن فن الصلاة كما أتقنتها أنت بشاعريتك العجيبة المذهلة...." فرب صلاة هادئة نابعة من سكون الليل تبثها قلوب كسيرة وجيعة، خير من تراتيل من نصبوا أنفسهم حماة للشريعة ...وبطونهم ملأى بخيرات المستضعفين و قوت الكادحين "....فمن غيرك يا سيدي علمنا بأن الصلاة ليست سلاسل تكبلنا فتدمينا، و أثقالا نحملها فتوجعنا، و كلمات نرتلها ونعيدها ....بل حنين دافئ و شوق جارف و مشاعر طليقة رقيقة، ترفرف في عوالمك الفاتنة ...ثم تعود لذواتنا الأرضية لتزرع فيها بذور ملكوتك لتنبت على جوانبها حبا و عطاء و جمالا ....
ما أروعك ....
***********
ما أشبه الأمس باليوم ....
فما زلت حتى الساعة تقصد البحيرات و ضفاف الأنهار لتبحث عن صيادين جدد يحولون شباكهم نحو القلوب ....وتطوف بين الأزقة و الدروب لعلك تجدا عشارا يحمل الكلمة....و تبحث عن خاطئات لتصهرهن بنور قدسك ونار كلماتك ليحملن الكرازة و القداسة ...و عن مرضى تشفي أسقامهم وعللهم ...و تبحث أيضا بين عابري السبيل عن أسخريوطي ليسلمك من جديد مقابل قطع من الفضة...... وهناك بيننا من ينال شرف حمل ثقل الصليب عنك تماما كما فعل سمعان القيراواني على طريق الآلام.... فنصلبك من جديد....ويتمزق ستار هيكلنا...وتظلم سمائنا و تبرق وترعد...فتتمخض الأرض بموتاها.....ثم نتعمد بدمائك....
فتظهر لنا في واضحة أحلامنا كائنا نورانيا كاملا ممجدا.... فنسجد تحت قدميك و نقبل يدك المثقوبة نادمين جاهشين ......
ما أروعك....
***********
لقد كنت يا سيدي فارسا ليس كسائر الفرسان، ومحاربا لم تشهد ساحات الحروب مثيلا له، فتكسرت حراب الأباطرة وسيوف القياصرة تحت قدميك ...و سحقت بنعليك شياطين أفكارهم.. و أخرجت منهم الخبث العالق في قلوبهم، فانضم العديد منهم إلى معسكرك ليحملوا معك الكلمة إلى فارس والهند وروما و الإسكندرية... و إلى كل أقاصي المعمورة .....فانتصرت عليهم بقوة الروح، لا ببطش الجبابرة القساة الذين يقيمون ممالكهم على أكوام من الجماجم و أنهارا من الدماء ....
فكانت مملكتك بحق سيدة الممالك ...وكنت فيها الملك الخالد المتوج الذي لا نهاية لملكه، لأنك توجت كل واحد من أفراد شعبك بدل أن تسخرهم لخدمتك كما فعل حكام الأرض، و أجلستهم جميعا في ديوانك العامر و أقمت لهم المآدب و المجالس، و كنت أنت فيهم الخادم الغاسل لهم الأرجل و الأيدي، فسكبت لهم من معتق خمرتك ...و ناولتهم من خيرة طعامك... ثم اتكأت معهم لتحدثهم بأمثالك ...
ما أروعك.....
***********
ما أروعك، يا رئيس السلام ......
يا سيد المرنمين...
يا قلبا يفيض حبا و عطاء .....
يا سيد الشعراء.....
يا يســــــوعي...



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفخ الايراني المحكم و نهاية أمريكا.
- حكم الاعدام بسيف آل سعود.....
- الوهابية والأزهر و الارهاب.
- الوهابية نكبة على البشرية.
- قبل محاسبة فرنسا على ماضيها الاستعماري يجب تجريم جنرلات الجز ...
- الوزيرة المغربية و حكايتها مع آذان الفجر.
- الارهاب ملة واحدة.
- على هامش القمة العربية العشرين بدمشق
- شعوب شمال أفريقية والشرق الأوسط .
- قرضاوي الجزيرة يصف البابا بنيديكتوس بالمستفز و العدواني....
- مشروع تشييد كنائس بالسعودية
- -كلوديا-، زوجة بيلاطس البنطي
- شذرات من وحي الإرهاب.
- كنيسة بقطر…هللويا..
- المسيح الدجال إحدى علامات الساعة الكبرى.
- الدكتورة وفاء سلطان و أنفلونزا الإسلام
- زيارة الرئيس مبارك للسعودية، أية آفاق؟؟
- الموت للدانمرك ...
- أما آن لهذا العالم أن يكسر سيف عكرمة؟؟
- واشنطن لا تقيم خطورة النظام السعودي كما ينبغي


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - قلب يسوع......