نبيل الصوفي
الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 06:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قبل حوالي عاميين تقريبا خرج أحد مشايخ الجهل والنفاق مبشرا البشرية بأنه قد نجح في تطوير علاجا فعالا للإيدز وصرح حينها أنه لاينوي تسجيل علاجه في المنظمات العالمية المختصة خوفا من أن يسرقوا !! التركيبة السرية التي قال أنها من الطب النبوي (ربما الحبه السوداء الممزوجه بالعسل وبعضا من بول الإبل).
الشيخ إسمه عبدالمجيد الزنداني الذي فشل في دراسة الصيدلة في جامعة القاهرة وتركها في السنة الثانية, إلا أنه لايتردد في الإدعاء بأنه عالم فضاء وعالم جيولوجيا وأستاذ في علم الأجنة وفطحل زمانه في علوم الجينوم ومرجعية في الفلسفة. ومما يدعو للعجابة انه أستضيف في قنوات صراعات ديوك الجهل والتخلف العربية ليشرح اكتشافه المدوي وكيف انه استخدم طريقة علمية حديثة ليثبت فعالية علاجه.
و مع أن الشيخ الزنداني الذي يرأس جامعة الإيمان كان يخشى من الشركات الغربية أن تسرق الوصفة السرية لعلاجه, إلا أن الغريب أنه أعلن قبل أسبوعيين ( في مؤتمر طبي!!!) في صنعاء أن مختبرات المارينزالأمريكية ! (أكدت صحة العلاج) حسب قوله.
والغريب المحزن في نفس الوقت أنه رغم تشككيك مستشار أخصائي الإيدز في الجامعات العالمية و في منظمة الصحة العالمية في علاج الزنداني, إلا أن معظم تعليقات القراء في الشبكة كانت مؤيدة ومستبشرة بالإكتشاف الذي فتح الله به على الأمة الأسلامية, فقد وصفوه بالفتح والبركة ودعوا للشيخ بطول العمر و بمزيدا من الإكتشافات العلمية النبوية! خصوصا تلك التي تشفي من امراض الكفار. والمؤلم هنا هو أن مستخدمي الشبكة في الوطن العربي يفترض أن يكونوا أعلى من المستوى العام على الأقل من حيث التعليم و الثقافة, فإذا كان تفكيرهم على هذا النحو فما بالنا بالبقية!!
ولمن لايعرفه, الشيخ عبد المجيد الزنداني يعتبر باستحقاق احد اكبرالدجالين الإسلاموعربيين القرآنيين في العصر الحالي. فالرجل, بلحيته الطويلة المخضبة بالحنا, جمع ثروته ولمع شهرته عن طريق النفاق والدجل وتقديم التفسيرات المطاطية لمعاني القرآن. فهو يتفاخر أنه أحد مؤسسي هيئة ألإعجاز القرآني المشؤمة.
ولكني اشك ان القارىء لايعرف (المرض الفكري) المسمى بالشيخ الزنداني فقد كان ضيفا على قناة الجزيره (والتي لاعتبرها تختلف عن االزنداني نفسه كونها داء فكريا) لمرات عديدة:
فهو المشهور بفكرة الزوج فريند وفقا لنموذج(البوي فريند) في الغرب: http://www.66n.com/forums/showthread.php?p=9695
وهو ايضا دجال بمعنى الكلمة, حيث أدعى وبكل إستخفاف بعقول البشر بإن الجيولوجيون الروس سجلوا أصوات الأموات, وبالطبع فقد وجد آيات قرآنية واحاديث تبشر بذلك الإكتشاف. الربطة التالية تحوي محاضرة الزنداني والأصوات التي أدعى أنها عذاب القبر, مع أن الشئ الوحيد الذي وجدت فيه عذاب (للأحياء) عندما سمعت المحاضرة هو صوت الزنداني وصورته والدجل الذي يمارسه.
http://www.yemen-sound.com/vb/showthread.php?t=1136
والشيخ الجهباذ المتمرس في تضليل العقول وترويج الجهل هو إرهابيا ( ايضا بما تعنيه الكلمة!!) فهو في
قائمة ( الأمم المتحدة! ) للأشخص الداعمين للإرهاب:
http://www.un.org/News/Press/docs/2006/sc8785.doc.htm
حيث تعا ني حكومة الشاويش صالح في اليمن من ظغوط مستمرة من الولايات المتحدة الأمريكية لتسليمه الى العدالة.
و فضيلة العلامة منافق من درجة سوبر ستار! فهو دائما يتحرك في الإتجاه الذي تحرك فيه الرياح السياسية لحيته الطويلة بدليل:
- في إنتخابات 1993 عندما كان يمثل حزب الإصلاح الأصولي في مجلس رئاسة الجمهورية اليمنية, الموحدة حديثا آنذاك, كان حليفا لصالح و أشتهر وقتها بحكاية البيضة والصلصة (علبة الطماطم) حيث كان يخرج من جيبه بيضة وعلبة طماطم في بداية كل خطاب يلقيه ويذكر الناس بارتفاع الأسعار بعد قدوم الإشتراكيين الى السلطة.
- في حرب 1994 أو ما يسميه النظام بحرب الإنفصال, لم يتردد الزنداني عن إصدار فتوى بإن قتال الإشتراكيين واجب وفرض عين على كل مسلم ومسلمة فا ندفع الرجال يقاتلون الإشتراكيين الكفار وهرعن النساء الى التبرع بالحلي إنتصارا لدين الله وتجاوبا مع الشيخ الزنداني.
- ربما لو كان أستمر في موققه من الأشتراكيين لكانت نصف المصيبة, لكنه عندما تغيرت المعادلة السياسية في إنتخابات 1997 ولم يعد الشيخ في مجلس الرئاسة بل أصبح حليفا للأشتراكيين (كفار الأمس!) فوجدناه يلقي الخطب الرنانة عن فساد الرئيس صالح وحزبه الحاكم.
- بعد احداث 11 ايلول الإرهابية وجد الدجال نفسه مطلوبا للعدالة بسبب ضلوعه في الإرهاب, فما كان منه إلا أن يتحالف مع الرئيس صالح حتى لايسلمه إلى أمريكا, فرغم أنه الزعيم الروحي لحزب الإصالح المعارض ورئيس مجلس شوراه, إلا أنه لم يلقي ولو خطابا واحدا ولم يرى الجمهور ولو بيضة واحدة تخرج من جيبه مع أن الأسعار قد تضاعفت عشرات المرات في عهد حكم حزب الرئيس صالح.
ليس هذا فحسب, سأتيكم في مساهمة قادمة بخبر الزنداني وجامعة الإيمان التي يرأسها وكيف أسس هيئة الإعجاز القرآني ودوره في أسلمة المناهج التعايمية في اليمن.
بإختصار, اجزم بأن للزنداني دورا مهما في تكوين العقلية الإرهابية الفاسدة في اليمن خاصة وفي الوطن العربي عامة. والمحزن أن وسائل الإعلام القوموإسلامية لاتتردد في ان تكون منبرا لمثل ذلك الدجال ويمنعون إمرأة شجاعة مثل وفاء سلطان من مناقشة نصوص هي أصلا موجودة في قرآنهم وأحاديثهم!!
فا لنبتهل بقلوبنا الى آلهة اللات والعزى حتى تكثر فينا أمثال الشجاعة وفاء سلطان وتقلل من امثال الزنداني.
#نبيل_الصوفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟