أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وسف محسن - سؤال الثقافة في الدولة الوطنية














المزيد.....

سؤال الثقافة في الدولة الوطنية


وسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 10:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا حدث؟ لم يحدث سوى الخراب.
هكذا تبدو التعريفات والتصنيفات الايديولوجية التي تشكل حجر الزاوية في القوالب الثقافية الجاهزة للفكر القوماني العسكرتاري العربي وفي ادبيات الاصوليات الدينية وحتى في النصوص الهجائية اليسارية وقد تم الاخذ بهذه التعريفات في الثقافة التعبوية التداولية من دون التساؤل النقدي عن شروط انهيار الدولة التوتاليتارية العراقية وطبيعة التوسع الكولونيالي وخطابات الديمقراطية وحقوق الانسان والاقليات القومية والاثنية؟ او قوة الوعي بظاهرة الدولة الاستبدادية في عصر مابعد الحداثة؟
(1)
ان اعادة التفكير جذرياً بمسألة الدولة الوطنية العراقية منذ التأسيس وطرح المشكلة بشكل مختلف كلياً بعد كل ما حصل خلال حقبة تاريخية طويلة نسبياً وطبيعة التوسعات والاستقطابات التاريخية والتراجعات والانهيارات حتى ظهور صدام حسين والذي يعتبر الوريث الشرعي للدولة المركزية الاولى والتي تم تأسيس تأطيراتها الاولية وتصميمها وفق عصر الحداثة الاوروبية (الغاء الهويات الفرعية لصالح تمركز هوياتي عدم الاعتراف بالاشتراكات القومية والاثنية، الدمج القسري للجماعات البشرية) منذ ان تبلورت الدولة الوطنية 1921 تزامناً مع تطور البرجوازية الاوروبية وتحولها الى برجوازية كولونيالية. حيث ان هذه الدولة قامت على ترميم الطبقات القديمة والقوى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، متضامنة مع التركيبة السيوسولوجية للمجتمع العراقي وقد أدت دوراً وظائفياً بالغ الاهمية في الحقل التاريخي الثقافي مبلوراً لشبكة التصنيفات القومية في حقل السلطة السياسية وصور تركيبة للجماعات المكونة للمجتمع العراقي) وترسيم خطاب احادي يمتلك الحقيقة المطلقة في ذاته واقصاء الخطابات الاخرى. وقد كشفت هذه الدولة بوصفها انتاج المجال التاريخي للصراع والنفوذ عن حالة الانفصام القصوى حيث شكلت كليات ثقافية مركزية. اذ تم اقصاء وتفكيك الثقافات الوطنية العراقية، سواء كانت الثقافات الاسلامية التنورية التي تشكلت في نهايات القرن التاسع عشر او الثقافة العلمانية (الليبرالية والماركسية) او الثقافات القومية والاثنية.
وتم فرض ثقافة شوفينية، عدوانية، في مجال التداول الشعبوي، تتماثل في تجلياتها مع الرؤية الفاشية للتاريخ وتقنيات فهم العالم، و تم تكريس الذهنية الاستبدادية والفردية والحكم الكَلياني المطلقة داخل المتخيل الانتلجستي.
لذا فان الدولة الوطنية العراقية تكاد تكون تشكلت منذ البداية كحاضنة اولية معادية للثقافة بمعناها متعدد الهويات والافكار والرؤى، حيث تم تشكيل بنى كاملة من الاوهام والصور المزيفة وانماط التفكير ورؤى عن المجموعات الدينية والقومية الاخرى المهمشة عن حقل السلطة والثروة، و ان الفرد الذي يشتق هذه المشاعر عبر التقليد والتنشئ الاجتماعية قد يتخيل انها تشكل المعينات الحقيقية او مصدر الحقيقة ونقطة الارتكاز.
نصل الى نقطة التمفصل، اننا ننظر الى صدام حسين او الظاهرة (الصدامية) كظاهرة تاريخية تتميز بالفردانية لكونها استطاعت ان تدمج بين آليات الدولة الحديثة والموروثات الكلاسيكية للسلطة العربية الاستبدادية لكون صدام حسين نتاج موضوعي للمجتمعات العربية الاسلامية وتقوقعها وانغلاقها البنيوي ضمن الدائرة التيولوجية واشراطاتها وانحطاط البنى الثقافية والمعرفية، فقد تم تأسيس وجوده داخل النسيج التاريخي للثقافة العراقية المركزية ونظامها المعرفي والتي رسخت رؤيته للعالم الموضوعي.
حيث انه كان يشكل التهديد المستمر لوجودنا الموضوعي فهو يمثل ويناقض عالم متغير ومتحول لهيمنته على ممتلكات العراق المقدسة (الثروات، الارض، الجماعات البشرية، القوميات والثقافات المختلفة).
(2)
ان نهاية التاريخ لهذه الرؤيا الفاشية والقائمة داخل النظام الثقافي العراقي، يتطلب تحقيق قطيعة معرفية والانتقال من الثقافة المؤسساتية الى الثقافة اللامركزية وقراءة تاريخ المجتمع العراقي كجزء من التاريخ العالمي الكوني وليس بوصفه وحدات منفصلة، وانما كصيرورات تاريخية وتنمية الابحاث والدراسات التاريخية والاقتصادية والفلسفية لقراءة ما حدث واستيعابه وحصره واستخدام المنهجيات المعرفية الحديثة والمفاهيم والمقولات المعاصرة لقراءة واعادة قراءة التاريخ السياسي والثقافي ونقد الجذور النظرية والمعرفية للكتابات الفاشية والتي تم انتاجها داخل تمثيلات النظام الثقافي العراقي هو الدرس العلمي الموضوعي لنهاية شكل من اشكال الرؤية الفاشية المؤسسة..



#وسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وسف محسن - سؤال الثقافة في الدولة الوطنية