أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد جواد فارس - النمور الامريكية الورقية بين فكي المقاومة العراقية الباسلة














المزيد.....

النمور الامريكية الورقية بين فكي المقاومة العراقية الباسلة


محمد جواد فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 09:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لوعدنا قليلا الى الوراء حتى أواخر الخمسينيات من القرن الماضي عندما اشتد الصراع الصيني – السوفيتي ، حينها جرى نقاش بين الزعمين نيكتا خروشيف و ماوتسي تونغ حول موقفهما من الامبريالية الامريكية حيث تحدث ماو الى خروشوف وقال له " هل تعلم أيها الرفيق أن الامبريالية هي نمر من ورق ، فرد عليه خروشيف ولكن اسنانه نووية ".
يمكن ان نستقرأ ، من هذا الحديث، كون الامبريالية لن تتورع في أستخدام أسلحة الدمار الشامل للقضاء على الانسانية جمعاء ، وما سيبقى من الحضارة الانسانية سيضمحل رويدا رويدا امام وحشية الامبريالية الامريكية التي تسعى جاهدة للحفاظ على النظام الراسمالي الناهب لثروات الشعوب كي تزداد الدول الغنية غنى والدول الفقيرة فقرا ، ومن اجل قمع كل حركات التحرر، وهذا يبدوا واضحا بشكل جلي من خلال الدمار الذي حل بالعراق والذي طال حتى التراث التاريخي ، حيث سرقت الاف القطع الاثرية الدالة على عمق حضارة وتاريخ العراق واستخدمت قنابل محرمة دوليا مثل قنابل النابالم وذخائر فوسفورية بيضاء وذخائر اليورانيوم المنضب والقنابل العنقودية .
ولم تكتف وحوش الاحتلال بذلك بل قاموا باعتقال الاف الشباب و الشيوخ والنساء وحتى الطفولة البريئة لم تسلم منهم وقاموا بتعذيب السجناء بطريقة تقشعر لها الابدان وقد اثارت ممارساتهم الهمجية هذه استياء واستنكار كل شرفاء العالم وأحراره ،وما جرى في سجن ابو غريب وبوكا والمطار امثال حية على جرائم المحتل الذي يختبئ وراء يافطة حقوق الانسان . اضف الى ذلك الهجمات الوحشية على المدن والتهجير المستمر للسكان حيث قدر عدد الذين هجروا داخل البلد مليون وتسعمائة الف ، اما خارج الوطن بلغت مليون ومئتا الف الى بلدان الجوار ومصر . كما عمد المحتل الى قطع الكهرباء والمياه والغذاء والدواء وقصفت كل المدن العراقية بطريقة عشوائية همجية فبلغت نسبة الوفيات جراء ذلك العدوان الوحشي الى حد يثير الرعب و القلق حيث استشهد اكثرمن مليون عراقي، دفعوا ثمن اطماع الدول الاستعمارية.
وقد كشفت ما تسمى بلجنة النزاهة العراقية حجم الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ووزاراتها كالمالية والتجارة والدفاع والبنك المركزي العراقي ، فابرمت عقود وهمية وبددت رواتب الدولة على اعضاء المليشيات التابعة للاحزاب الحاكمة والتي جاءت مع المحتل والتي تعمل جاهدة لابقاء حليفها المتمثل بالمحتل الامريكي لحمايتهم من غضب الشعب وثاره بعد رحيله .
وقد سبق لكبير مفتشي الحكومة الامريكية ديفد ووكر ، ان شبه الولايات المتحدة الامريكية بروما القديمة قبل ان تحترق وتنهار ، وقد حذر بلاده من هذا الانهيار واكد على ان امريكا اليوم تقف على منصة المحرقة نتيجة للسياسات المتهورة والممارسات التي لا تطاق التي تقوم بها الادارة الامريكية والتي تسببت بعجز كبير في الميزانية الامريكية مما ادى الى نقص في المبالغ المرصودة للرعاية الصحية الامريكية بسبب الالتزمات العسكرية الخارجية .
واكد ووكر في تقرير نشرته صحيفة فانيشال تايمز البريطانية على التشابه الكبير بين الوضع الراهن لامريكا والثقة المفرطة بالنفس والمبالغة في نشر القوات الامريكية في الاراضي الاجنبية والافراط في انفاق المال من قبل الحكومة المركزية . وهكذا أثخن الاقتصاد الاميركي بالجراح بسبب الحروب المتعددة مما اضطر بوش ان يطالب بزيادة المبلغ المرصود للحرب مما شكل ثقل كبير على المواطن الامريكي الذي سيضطر الى دفع مبلغ للضرائب ، لذلك نسمع اليوم الكثير من الاصوات الامريكية تطالب بالانسحاب الامريكي من العراق وافغانستان.
غير ان الدعم، الذي يقدم للاقتصاد الامريكي من قبل حكام الخليج حين استقبلوا بوش القاتل بحفاوة كبيرة وطأطؤا له رؤوسهم وجعلو منها بساطا يدوسه السيد بوش . فقد ساهموا في تقديم الدعم لهذا الاقتصاد ولهذه الحروب على منطقتنا العربية وكما برهن بوش واعوانه في الخليج على صلة القربى الكبيرة بين رقصة القرود ورقصة السيف التي رقصوها على انغام طلقات النار التي تصوب تجاه ابنائنا في العراق وفلسطين ثم احتسوا بعدها نخب الدم العربي المراق واعلنوا نصرهم العظيم الذي حققوه ضد الانسانية وضد الحضارة .
بوش الذي ذاع صيته في الصحافة ونعت بالكذاب الكبير لا زال مصرا على انكار هزيمته في العراق ،غير ان عدد القتلى من جنوده ومرتزقته المتزايد يوما بعد يوم و الامراض التفسية والجسدية و العاهات الدائمة التي مني بها عدد غير قليل من جنوده العائدين من العراق تدحض ادعائه وتبرهن هزيمته النكراء وتؤكد ان امام بوش طريق واحد للخروج من وحل الهزيمة الذي يقع فيه ،الا وهو الرضوخ لمطالب المقاومة الوطنية العراقية من اجل بناء عراق حر وذو سيادة بدون قواعد عسكرية ، ومن ثم البدء ببناء مما هدمه العدوان.
ومما له دلالة اعلان كولن باول وزير الخارجية السابق " ان الجيش العامل اصبح منهارا تقريبا "،وقال قائد سابق للكونغرس الامريكي بان أي محاولة اخرى لامريكا على مجابهة ازمة ثانية في العالم ستكون فاشلة . وهذا يعني ان الدرس العراقي بات يؤرق الساسة الامريكان متذكرين ما جرى لهم في فيتنام واليوم في بلاد الرافدين .
فحقا انكم نمور من ورق امام الشعوب التواقة للحرية والتقدم والسلام . فالشعوب هي الاقوى فهي صاحبة القضية العادلة ،التي سوف تنتصر لامحال وستهزم النمور الورقية تجر اذيال الخيبة .
لابد ان ترتفع اصواتنا لتزمجر حان الوقت لرحيل المحتل مع كلابه المسعورة قبل ان تحرقهم نيران المقاومة الوطنية العراقية .
صح قول الشاعر :

يا ظلام السجن خيم اننا نهوى الظلام
ليس بعد الليل الا فجر مجد يتسامى



#محمد_جواد_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم المثقفون في عراق الاحتلال
- فرج الله الحلو – فهد – سلام عادل – شهدي عطية – عبد الخالق مح ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد جواد فارس - النمور الامريكية الورقية بين فكي المقاومة العراقية الباسلة