أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رائد جرار - العراق ما بين الإنفصاليين والوطنيين















المزيد.....

العراق ما بين الإنفصاليين والوطنيين


رائد جرار

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 09:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


برغم المحاولات الأميركية تصوير الصراع العراقي ـــ العراقي المتنامي كصراع أزلي مبني على أحقاد مذهبية وعرقية، وبأن قوات الاحتلال موجودة في العراق لتحمي الأكراد من العرب تارة، والشيعة من السنّة تارة، والسنّة من الشيعة تارة أخرى، أظهرت الأحداث الأخيرة في البصرة أن الأسباب الحقيقية من وراء الاقتتال الداخلي في العراق سياسية واقتصادية، لا دينية أو مذهبية أو قومية. يحتدم هذا الصراع السياسي والاقتصادي في أروقة الحكومة العراقية منذ سنوات، فهناك قوى سنية وشيعية وعلمانية ومسيحية تسيطر على السلطة التشريعية المنتخبة، وقوى أخرى سنية وشيعية وكردية تسيطر على السلطة التنفيذية غير المنتخَبة.
تتبنّى السلطتان برامج وأهداف مختلفة ومتعارضة، فالسلطة التشريعية معارضة لتقسيم العراق إلى أقاليم ذات أساس عرقي وطائفي، بينما تدعم الأحزاب المشاركة في السلطة التنفيذية قانون الأقاليم وتوصيات بايدن ـــ براونباك. وكذلك تدعم السلطة التنفيذية قانون النفط والغاز الذي يخصخص الموارد البترولية في العراق إلى فترة تصل إلى 37 سنة، ويسمح للأقاليم والمحافظات ببيع مواردها الطبيعية من غير العودة للحكومة المركزية، فاتحاً الأبواب لتقسيم العراق اقتصادياً، بينما تعارضه السلطة التشريعية بشدّة، وتراه تهديداً لسيادة العراق ولوحدة أراضيه. وأخيراً وليس آخراً، تعارض السلطة التنفيذية أيّ مخطط يتضمن انسحاب قوات الاحتلال الأجنبي أو يعرقل تدريب القوات المسلحة العراقية على أيدي القوات الأجنبية، بينما ترى السلطة التشريعية الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال مطلباً شعبياً مشروعاً، وحاجة ملحّة لبدء مسيرة الإعمار والمصالحة، وبناء الدولة والقوات المسلّحة غير الطائفية.
وتظهر عديد استطلاعات الرأي التي أُجريت في العراق خلال السنوات الماضية، أنّ السلطة التشريعية هي الأقرب لمطالب أغلبية الشعب العراقي، إلا أنّ السياسة الأميركيّة في العراق كانت ولا تزال مبنية على الدعم الكامل للأحزاب الخمسة الحاكمة للسلطة التنفيذية. عمليات البصرة الأخيرة كانت شاهداً عملياً على هذا الصدع السياسي بين العراقيّين، وعلى الدور الأميركي المنحاز. فالانتخابات المرتقبة لمجالس المحافظات، كانت العامل الرئيسي الذي دفع حزبي المجلس الأعلى والدعوة الإسلاميين (من السلطة التنفيذية) للهجوم على معاقل التيار الصدري وحزب الفضيلة (من السلطة التشريعية). فقد أُقرّ قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم في التاسع عشر من آذار المنصرم، بعد محاولات عديدة للسلطة التنفيذية لتأجيل القانون أو إلغائه خلال العامين السابقين.
ويرى العديد من المراقبين والقادة العراقيين القانون المذكور مصيرياً ومحدداً لمستقبل العراق، فإذا فازت القوى الوطنية العراقية بانتخابات المحافظات الجنوبية مثلاً، ستقرّر كلّ من هذه المحافظات البقاء كمحافظة تابعة للحكومة المركزية في بغداد، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. أمّا إذا تمكنت القوى الانفصالية الشيعية من الفوز في ثلاث من المحافظات الجنوبية أو أكثر، فستتاح لها الفرصة القانونية لتكوين «شيعستان»: إقليم جنوبي له حكومته وقواته الأمنية واستقلاله السياسي، بالطريقة نفسها التي يتمتع فيها إقليم «كردستان» باستقلالية شبه كاملة عن حكومة بغداد.
دفع الخوف من خسارة معظم المحافظات الجنوبية المجلس الأعلى وحزب الدعوة للعمل بسرعة على التحضير للانتخابات، فور إقرار قانون مجالس المحافظات. ولكن بدلاً من التنافس على كسب ودّ الشعب بتحسين الواقع المتردّي للخدمات، أو وضع الإعلانات في الشوارع، اختار الحزبان الشيعيان الحاكمان، بدعم أميركي وبريطاني، إرسال خمسين ألف جندي إلى البصرة خلال الأيام التي تلت إقرار قانون المحافظات، وبدأت هذه القوات يوم الرابع والعشرين من آذار هجوماً على البصرة لقتل خصومهم السياسيين من أحزاب شيعية وطنية معارضة للتقسيم.
أمّا داخل الحكومة العراقية، فالوضع كان متوقّعاً: أيّدت الأحزاب الخمسة السنية والشيعية والكردية في السلطة التنفيذية الهجوم، وتبعها بعض قادة العشائر السنية والشيعية. وعارضت الهجوم معظم الأحزاب السنية والشيعية وغيرها في اللجنة التشريعية، وتبعها عدد من العشائر السنية والشيعية، وحتى بعض التجمعات خارج العملية السياسية، كهيئة علماء المسلمين والمجلس التركماني الشيعي وغيرهما.
جاء إعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من البصرة أن التيار الصدري وجيش المهدي أخطر وأسوأ من القاعدة مفاجأة للبعض، لأن رئيس الوزراء الشيعي قد عدّ مقتدى الصدر، الشيعي أيضاً، أخطر من تنظيم القاعدة السني. إلا أن التصريحات لم تأت بجديد للعراقيين الذين يتفهمون مخاوف المالكي. فالقاعدة تنظيم سني يعمل على إنشاء «سنستان»: دولة انفصالية سنية في وسط العراق وغربه، يطلق عليها مقاتلو التنظيم اسم «دولة العراق الإسلامية».
القاعدة وبعض الميليشيات السنية الانفصالية لا تمثّل أي تهديد لـ«شيعستان» المالكي والحكيم، ولكن الصدر والفضيلة هما التهديد الحقيقي لـ«أجندة» الانفصال الجنوبية. فلا غرابة في أن يرى المالكي أبناء البصرة من الصدريين أخطر من القاعدة.
العراق بحاجة إلى مصالحة وطنية سياسية تنهي العنف والاقتتال الداخلي العراقي، ولكن مصالحة كهذه غدت مستحيلة بسبب الدور الأممي والأميركي والبريطاني والإيراني الداعم للأقلية الحاكمة ضد الأغلبية المقهورة. المصالحة بين التيارات الانفصالية في السلطة التنفيذية والقوى الوطنية في السلطة التشريعية ممكنة، والتوصل إلى حلول وسطى للقضايا الخلافية ممكن. على سبيل المثال لا الحصر، قد يتفق كلا الجانبين (الانفصاليون والوطنيون) على شكل جديد من أشكال الفدرالية، يضمن الاستقلالية الإدارية ويحافظ على وحدة العراق السياسية والاقتصادية، من غير تقطيع أوصال نسيجه الاجتماعي. ولكن التوصل إلى هذا الاتفاق مستحيل بسبب التدخل الأجنبي الذي لا يعطي للتيارات المدعومة من قبله أي سبب للمساومة والتوصل إلى حلول.
العراق بحاجة إلى المساعدة، ولو بكلمة حق. وأكبر مساعدة ليست دعم الشيعة أو السنة أو الأكراد أو المسيحيين، وليست عقد مؤتمرات للمصالحة الدينية والعقائدية، وليست حتى دعم الوطنيين أو الانفصاليين، بل المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الدعم الأجنبي للأحزاب الخمسة في السلطة التنفيذية على حساب باقي الشعب العراقي، والإيمان بقدرة العراقيين، كل العراقيين، على بدء مسيرة الإعمار والمصالحة الداخلية، اعتماداً على أنفسهم حالما يعود البلد لأهله



#رائد_جرار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رائد جرار - العراق ما بين الإنفصاليين والوطنيين