ضرورات المراجعة

عمران ألعبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 07:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعيدا عن كل ماقيل عن الازمة التي نشأت في الفترة الاخيرة والتي مازالت لم تنته بعد والتي ستظل اثارها واضحة على المستوى الامني لفترة طويلة وعلى المستوى السياسي لفترة اطول وبعيدا عن طروحات اطرافها وبعيدا عن اسباب الازمة ومبررات الاصطدام بين اطرافها لان الازمة نفسها تحتمل الكثير من ( القيل والقال) لاسباب تتعلق بتوقيت العملية العسكرية وحجمها ومكانها والذي يتيح الكثير من التأويلات ويترك الفرص للاطراف المعنية لسوق ارائهم في الاتجاهات التي يرغبونها ولكن رغم ذلك يمكن تسجيل بعض تلك النقاط واهمها ذلك الحديث الذي تكرر كثيرا عن جهوزية القوات الامنية العراقية والذي يحتاج على مايبدو الى الكثير من المراجعة ليس على مستوى العدد والعدة طبعا وانما المؤشر يقول ان مراجعة ضرورية لابد ان تحدث على مستوى تقييم مدى الولاء الحقيقي لبعض الاشخاص الامنيين في وحداتهم بالرغم من اننا نجزم ان هنالك صعوبة في استقراء دواخل الاشخاص ولكن تجربة مثل هذه لابد انها افرزت للقيادات بعض المؤشرات الواضحة عن مدى حقيقة ذلك الولاء او زيفه ، اما الافراز الثاني الذي افرزته العملية العسكرية التي بدأت في البصرة وانتشرت في اجزاء من مدن الجنوب والوسط كان يتمثل في ضرورة معالجة الازمات والاشكالات وحالات الانفلات الامني قبل استفحالها ، ان ماحصل في البصرة هو نتيجة حتمية لتراكمات ليست وليدة الساعة بل تمتد إلى سنوات سابقة كان علاجها يتم عبر مصالحات وتهدئات تخفي تحتها النار التي يمكن ان تندلع في أية لحظة .
ان العلاج الذي يتم عبر تضميد الجراحات دون المرور على أسبابها الحقيقية كان عاملا أساسيا لتردي الأوضاع في البصرة وانتشار الجريمة المنظمة وغير المنظمة ، إننا تطرقنا كثيرا إلى سياسة التأجيل التي تطغى على الساحة السياسية العراقية وفي طريقة التعامل مع الكثير من القضايا المهمة والحساسة بل والمصيرية والتي من نتائجها ان المشكلة تتناسل لتصبح مجموعة مشاكل تلتقي عليها مجموعة اطراف ، ان السياسة العراقية يجب ان تتجه الى طريقة مواجهة الازمات وايجاد الحلول لها بعيدا عن سياسة التأجيل وليست بالضرورة ان تكون المواجهة عسكرية بل المواجهة بالصراحة مع الذات ومع الاخر الذي يشكل جزءا من الازمة ، ان السياسة الخجولة وسياسة تطييب الخواطر والتي تبتعد عن الواقع ستوقعنا في مشاكل اكثر وان الصراحة مع الاخر والمكاشفة لايعني انك تضمر للمقابل الكراهية مطلقا بقدر تعلق الامر بوطن وشعب يريد ان ينتهي من الازمات المتلاحقة .
اننا لانريد ان نفتح الجراحات اكثر من هذا ولكن ماينبغي قوله ان مراجعة سريعة لابد ان تحدث .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل