أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هادي أ. عيد - العرب والهوية في زمن العولمة: 10 ملاحظات














المزيد.....

العرب والهوية في زمن العولمة: 10 ملاحظات


هادي أ. عيد

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العرب والهوية في زمن العولمة : 10 ملاحظات.
1- مشكلة الهوية ليست خاصة بالعرب كما يحلو للكثير من مثقفينا أن يصوروا الأمر لنا. لقد برزت إشكالية الهوية بشكل أكثر حدة وإلحاحا في زمن العولمة الراهنة حيث جرى تعميم، وأحيانا فرض, نموذج تقني ونظم اتصالات ونموذج حضاري ( أمريكي خصوصا ) مما أحدث ردود فعل دفاعية على المستوى الكوني، طاولت جميع الثقافات، وارتكاسا إلى مايظن أنه النواة الفريدة والثابتة في كل ثقافة من هذه الثقافات.
2- ينبغي التمييز بين الهوية وخطاب الهوية. هناك تاريخ عربي مشترك وثقافة عربية مشتركة لاشك فيهما. هذا واقع لايمكن إنكاره لكن خطاب الهوية كان دائما خطابا سلطويا يجير لخدمة مشروع سياسي خاص سواء من قبل أصحاب السلطات أو من قبل المعارضات التي تسعى للحلول محلها. لاحظ دموية الصراع بين الأنظمة المسماة قومية وبين الإسلاميين في الوقت الذي يدعي كل منهما تمثيل نفس الهوية أو بتعبير أدق نفس الجماعة ونفس التاريخ.
3- إن الهوية العربية لاتتقلص إلى الدين وان كان الدين أحد عناصرها ، إسلاما كان أو مسيحية أو يهودية أو غير ذلك. إذا كانت الهوية نتاج جميع نشاطا ت الإنسان وتجارب الحياة فان تقليصها إلى الدين يصبح أمرا اعتباطيا وغير واقعي.
4- إن الهوية العربية ليست ماضيا وان لعب الماضي ولا يزال دورا في تحديدها. تقليصها إلى الماضي يعني الحكم عليها بالموت المحتم سواء وعى ذلك دعاة هذا الاتجاه أم لم يعوه.
5- أن الهوية العربية ليست اللغة العربية وان كانت هذه أحد أعمدتها الرئيسية. إذا كان صحيحا أن لاهوية بدون لغة إلا أن كل محاولة لتخشيب هذه اللغة وتقديسها لايمكن إلا أن تؤدي إلى موتها. إن المثقف العربي لايتكلم لغته اليوم إلا عبر لغة أخرى وهو كما يقول رشيد الضعيف يكتب لكي يترجم وذلك لأن اللغة العربية حاليا لم تعد تنتج أفكارا ولا مصطلحات ذات قيمة، ليس لقصور في بنيتها بل لأن مجتمعاتنا لم تعد تنتج شيئا. لذلك إن تقزيم الهوية العربية إلى اللغة هو انتحار في ظل ظروفنا الراهنة. ثم إن هناك لغات أخرى في فضائنا العربي يجب الاعتراف بها وتنميتها كجزء من هويتنا الواسعة.
6- انه لا وجود لعقل عربي (كما يدعي الجابري) بمعنى الجوهر الثابت والذي منه تنبع الأعراض أو الأصل الذي تنحدر منه النسخ . إن الفكر العربي، قديما كان أو حديثا أو معاصرا، هو فكر متعدد ومتناقض وهو يخضع لقانون التطور عاكسا بذلك حركة الحياة وتطورها.
7- إن الذات العربية ليست موحدة، لابل انه لاوجود فعليا لهذه الذات. إنها هدف يجب العمل على تحقيقه ككيان سياسي يشارك المواطن فعليا في بنائه. نشدد هنا على البناء لكي نقول انه كيان أو نموذج لايمكن استيراده جاهزا clés en main)) لامن ماض بائد ولا من ثقافة أخرى. هذا لايمنع استيحاء جوانب من الماضي ولا الأخذ عن الآخر غربا كان أو شرقا شريطة أن يتم ذلك بشكل مستقل وخلاق.
8- إن الهوية في بلادنا المسماة عربية تكون عربية أو لاتكون. نسارع إلى القول إن عروبة الهوية كما نراها ليست اتنية ولا عروبة دم ، إنها ليست حتى إيديولوجيا القومية العربية كما عرفناها بل هي ثقافة منفتحة لاتستبعد عرقا ولا دينا ولا اتجاها فلسفيا أو أخلاقيا. هكذا يكون الفلاسفة، الملحدون منهم والمؤمنون، وكذلك الصوفيون وكل المفكرين الذين استبعدهم التاريخ الثقافي الرسمي، الديني أو القومي، جزءا لايتجزأ من هذه الثقافة وعنصرا من عناصر تكوين الهوية.
9- إن البديل عن العروبة الثقافية كما حددناها هو الارتداد إلى ماقبل الثقافة أي إلى طائفة أو عرق مزعوم أو قبيلة أو منطقة الخ.. هذه العصبيات المتخلفة جرت على العرب تقاتلا وتذابحا وهم لازالوا يدفعون ثمنها دما وبؤسا وفقرا وضعفا مما جعلهم أضحوكة هذا العصر. إن المجتمعات العربية لايمكنها النهوض طالما ظلت مشدودة إلى هذه العصبيات.
10- إن ماسبق يقودنا إلى القول إن الهوية العربية هي مشاركة العرب في إنتاج وجودهم ومساهمتهم في بناء التراث العالمي والحضارة العالمية. انه لامعنى للحديث عن خصوصية عربية أو صينية أو فارسية الخ، بل هناك طرق ومسالك مختلفة للمشاركة في الفكر البشري والحضارة الإنسانية عموما. إننا إن لم نع هذا الأمر سنظل كعرب نعيش نوعا من انفصام الشخصية : سيبقى جسدنا معلقا بالغرب وروحنا مشدودة إلى الماضي على حد تعبير أدونيس.
>.( محمود درويش في رثاء ادوار سعيد)



#هادي_أ._عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول رسالة الشيوعي الاصلاحي محمد علي مقلد الى البيك التقدمي ا ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هادي أ. عيد - العرب والهوية في زمن العولمة: 10 ملاحظات