هادي الناصر
الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 02:18
المحور:
حقوق الانسان
اما آن لنا ان نستريح..؟ اما آن لنا ان نضمد جراحاتنا ونرتق شقوق ذواتنا ويقبل بعضنا الاخر..؟
اما آن لنا ان نسير في شوارع مدننا، دون هاجس الرعب المهيمن في النفوس..؟ اما آن لنا ان نستنشق نفساً من عبير انسانيتنا ، بعد هذا العناء الطويل..؟
تلك اسئلة المحنة التي غادرتها الاجوبة..!!
وتلك هي المحنة الحقيقة التي تلازم الانسان العراقي.!! فعبر عقود من تاريخ العنف والاضطهاد والانتهاكات الخارقة التي تواترت لتصب ويلاتها ،وجام غضبها على رؤوسنا، نحن البسطاء ،الوقود المستديم لمثل هكذا تسميات ،اختزلت تاريخ العنف لنكون الاوائل بمهارة قل نظيرها.!! والان ، وبعد انقضاء خمس سنوات من سقوط تلك الافكار المهيمنة والظالمة تنبلج اسئلة كبيرة وكثيرة يطرحها المواطن البسيط، وتعج بها الفضائيات باستطلاعاتها اليومية ،لنرى عشرات الالاف من العوائل المهجرة!! ونرى الخدمات وصلت الى ادنى حد لها.. ونرى ايضا ، ظهور عصابات ومافيات تعبث بمقدرات الشعب، ونرى ونرى ونرى ،فسادا اداريا يفصح عن ارقام سرقات لم تحدث في تاريخ البشرية لهول حجمها..! نرى القتل على كلمة يخطها صحفي، نرى ابناء قائمة انتخابية يتقاتلون بوحشية لا تصدق !! ونرى من يدافع بلسان بارد عن من يقتل المواطنين من دون حسرة او زفرة آه.!
ونسمع وسمع، والقول يهز الضمير الانساني..! اية مفارقة تاريخية نعيش..؟ فعلا لا اجوبة..!؟ فبعد انحسار الظاهرة الظلامية والتكفيرية وتطلع المواطن الى افق رحب يستطيع من خلاله البداية لبناء كيانه ،تبرز ظاهرة اخرى ،واخرى والدرب طويل بوجود هذه الظواهر!!.
فما هي المعالجة وما هو المطلوب الان من المواطن العراقي؟
ببساطة نقول ان تطبيق القانون وفق الدستور العراقي بحاجة الى عدالة وحزم وجرأة تلغي الاستثناءات، فالقانون يجب ان يطبق على الجميع، مع انتهاج لغة الحوار بين السياسيين للوصول الى الهدف الاسمى لتحقيق مصالح المواطنين، بعد ان تجاوز العراق محنة خطيرة طارئة اسمها الطائفية، وباعتقادي ان الركون الى تجربة كردستان في التعايش والبناء ونبذ كل الصراعات هي الهاجس الاسمى لما نريد لهذا الوطن.
هي هواجس ومجرد احلام لمواطن عراقي يضعها امام رجالات البلد، ويحلم انا تحقق!!.
#هادي_الناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟