أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير بولص أبراهيم - أ ُحجية الصمت














المزيد.....

أ ُحجية الصمت


أمير بولص أبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 04:05
المحور: الادب والفن
    



تلاشت أ ٌحجية ألصمت مع قدوم ألليل و قصص الرجال أضحت كثيرة في زمن السقام و تراخت جدائل النساء على أكتافهن ليصبحن شبيهات الحبال يُنشر عليهن غسيل أشباه ألأيام ألمغلفة بالخيال .. ومع سكون هدير الحياة ليلا ً..تتكرر حكاية المرأة ووليدها على لسان الجد الذي تجمع حوله الأحفاد على ضوء خافت لمصباح زيتي هَرُمَ من كثرة استعماله لمعاصرتهِ أزمان ٍ شتى ليصل في آخر ألمطاف زمن العلم والتقنية باسطاً ضيائه ُ المريض المصفر على جدران الغرفة الهزيلة بأثاثها والملطخ سقفها بأنفاس رطبة مفتقدة ً ضيائها العصري ...تململ الجد في مكانه ِ ليسرد تلك الحكاية...
*أخذت المرأة الشابة التي بدأت ملامح ُ وجهها تضمحل بسبب الخوف من شيء ما ... مكانا ً لها تحت أحد جدران المنزل الداخلية لتستمتع بدفء أشعة الشمس المشرقة ببطء في ذلك الصباح الشتوي..يمتص ُ ثوبها الأسود حرارة تلك ألأشعة بحيث تتسرب الحرارة إلى داخل جسدها الثلاثيني الضائع الملامح بين هموم الحياة وبين أعمال ألمنزل...
كانت تُغمض عينيها لتأخذها إغفاءة ممزوجة بقصص الذكريات المتسربلة ببقايا ألأيام الحلوة في طفولتها وصباها ...
كان الجد يسرد القصة وكأنه ُ يرتل ترتيله نثرية وكان الجميع مصغين إليه لدرجة ألبله والتيتم بقصته...
*كان للمرأة طفلاً وليدا ً يجثو في حضنها ساعة جلوسها تلك يتفحص ُ خديها الصامتين بأطراف أصابعهِ الطرية وبحركة ماكرة تسللت أصابعه إلى أزرار ثوبها العلوية الثلاث ..يفُك ُ الزر ألأول ثم ببطء يفك الزر الثاني وهو يسترق النظر إليها متوجسا ً..ليهم ُ بحركة شديدة الحذر بفك الزر... ليلمس بأطراف أصابعه مابين نهديها المسجونين ليلصق راحة يده بصدرها..تشعر هي بانتعاشة فقدتها بفقدان أبيه حيث خرج ولم يعد في أحداث غريبة وقعت له سمعتها من الناس.... تمادى الطفل في لمستهِ باحثا ً عن مصدر غذائه ..وما أن بدأ بلمس حلمة أحد النهدين حتى جَفَلت هي من لمسته لتنهره ُ على ذلك..
_ أبعد يديك ِ عني فقد جَفت نهداي ..وأ ُحرِقَ حليبي على صفحات الحروب اللعينة ..وعندما انتظرت ُ المطر ليطفئ النار..كان المطر نفسه ُ يحترق بأرواح المغادرون منا وهو في طريقه إلى ألأرض ..
أقفلت أزرار ثوبها كمن يقفل نوافذ تأريخ ٍ بأكمله ِ وكمن يسدل ُ ستاراً على شيء لايريده ُ أن يخرج إلى ألضوء المنكسر وإلى ضجيج الحياة المتهدج
زَمجر الوليد بالبكاء متألما ً من جوعه ِ..مَطَ شفتيه ِ على ملوحة َ قطرات من دمعها ..تحننت عليه ِ..فتحت أزرار ثوبها لتنسل أصابعها تدريجياً وبحذر إلى حلمتي نهديها..تعصرهما الواحدة بعد ألأخرى متخيلة ً صراخا ً صادرا ً منهما..
**كفى إيلامنا فقد جفت منابعنا وتشققت حوافنا وحتى لو بَقيَ في نهديك ِ قطرة أو قطرتين من الحليب لجفتا وهما في طريقهما الى الخارج....
سحبت يدها بخجل بينما كانت عينا الوليد تراقب ُ حركاتها وهو متلهف ٌ ليضع شفتيه على نهديها ويحتضن بهما إحدى الحلمتين ليشبع جوعه ِ...
مضى زمن قصير وهما على تلك الحالة..هي تبكي والوليد يراقبها إلى أن شاركها البكاء ..شعرت بعدها بخيط من البرد يسري في جسدها وإن ما اكتسبته ُ من دفء الشمس بدأ ينفذ جسدها المتقوقع على جسد أصغر منه ..لتنحسر الشمس عن المكان وليزحف مارد لظل بارد يغطيهما وهما في وضع غريب ..كأنها تعيد وليدها إلى أحشائها لتحميه من زمن ألسقام ومن أحجية ألصمت ألتي تلقى على مسامع البشر ......






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير بولص أبراهيم - أ ُحجية الصمت