أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد حمودي ربيعه - حلم الأنصار















المزيد.....

حلم الأنصار


أحمد حمودي ربيعه

الحوار المتمدن-العدد: 694 - 2003 / 12 / 26 - 06:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الأنصار الشيوعيون، تلك الصفحة المشرقة في تاريخ الشيوعيين العراقيين والحركة الوطنية العراقية، أولئك الذين افلتوا من قبضة الإرهاب الفاشي   ليتنادوا لنداء الشعب والحزب والوطن للنضال ضد الديكتاتورية وكل وجوه سياستها المقيتة ومن اجل وطن يرسم الابتسامة للأطفال ويمنح الكرامة للإنسان العراقي.
وقواعد الأنصار الشيوعيون العراقيون عينة صادقة للمجتمع العراقي بكل تفاصليه وأطيافه القومية والدينية وشرائحها الاجتماعية والثقافية. ومشروع الأنصار بكل طموحاته الثورية وحتى ’الرومانسية ’منها كان مشروع يستمد  واقعيته من الحياة وسعى لاعادة الوجه المشرق للحزب الشيوعي العراقي بعد حاول البعث كسر شوكته تحت قبضة الإرهاب.
بدأت مجا ميع الأنصار من خارج الوطن تلتحق بقاعدة بهدنان نهاية عام 1979 بعد آن استطاعت بعض مجا ميع الشيوعيين الناجين من الحملة التي آخذت أوج مدياتها في تلك الفترة من الالتحاق بمناطق الحدود العراقية – الإيرانية وتأسيس نواة قاعدة في سوران.

كان شتاء 1979- 1980 قاسيا ولم تشهد كردستان هذه الكمية الكبيرة من الثلوج المتساقطة لفترة طويلة, وبلغ عدد الانصار الواصلين إلى قاعدة بهدنان الواقعة في كلي كوماته والذي يقسمه نهر صغير إلى جانبين أحدهما عراقي تتواجد فيه مجاميع من قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني وفي وقتها كانت محسوبة على حزب الشعب والجانب الآخر كان تركي وبمعنى آخر يقع كلي كوماته على الخط الحدودي الأحمر والمنقط بين تركيا والعراق وهو كلي محصن جدا بسبب ارتفاع القمم حوله وبسبب مسا قطه القائمة وضيق واديه مما يصعب قصفه بالمدفعية العراقية بما فيها مدفعية الهاون. مع حلول راس السنة في بلغ عدد الأنصار المتواجدين في قاعدة بهدنان في حدود  60 نصير غالبيتهم من المناطق العربية بقومياتهم وأطيافهم المختلفة واللذين لم يكونوا يعرفون جغرافية المنطقة ولا لغتها مع العلم انه مع نهاية تلك السنة توجهت مجموعة من الأنصار لتؤسس وتستقر في قاعدة جديدة في مناطق أربيل سميت قاعدة كوستة , وفي بداية قاعدة بهدنان كانت هناك قاعة واحدة سميت فيما بعد فصيل المقر  ومن ثم جرى الشروع ببناء قاعة ثانية سميت فيما بعد فصيل الإدارة ويضطر معظم الأنصار للنوم على الجنب لضيق المكان ويقتسم معظم الأحيان كل اثنين بطانية واحدة وأذا صادف أن قضيت ليلتك جنب النصير عمودي وهذا ما كان من حظ الواصلين الجدد فأنها ستكون ليلة لا تحسد عليها بسبب الرفس  والحركة التي يمتاز بها عمودي ( عمودي، شاب التحق بالأنصار ولم يكن قد بلغ سن الرشد وهو من أبويين شيوعيين من عائلة بحر العلوم المعروفة من كر بلاء، وعمودي لم يكن شيوعي وانما صديق للحزب وحصل على عضوية الحزب فيما بعد وفي الأنصار وحين حصل على العضوية اعترف مازحا انه اضطر إلى ( الكذب الأبيض) بتكبير عمره بسبب حماسه للحصول على عضوية الحزب ويسمى عمودي أيضا وللمزحة بطفل المعجزة وترتبط باسمه مجموعة كبيرة من المفارقات والمزح التي كانت تحصل أو يقوم هو بها تلك الأيام والتي كانت غالبا ما تشيع جو طيب من المرح والسرور) , على مستوي التسليح لم يكن الوضع أفضل ولم يزد عدد قطع السلاح عن 15 قطعة كلاشنكوف مع مخزن واحد وفي افضل الأحوال مخزنين للعتاد واضطر الأنصار في الأشهر الأولى للقيام بواجبات الحراسة باستخدام البفر ( بالعربي الطبر ) الذي كان يستخدم لتحطيب الأشجار أو التورداس ( آلة أشبه بالمجل حادة كالسكين ولكنها مستقية ومعقوفة في نهايتها بزاوية قائمة تستخدم لتنظيف سيقان الأشجار المقطوعة من الأغصان الصغيرة) ولم يتواجد لدى الأنصار أي سلاح متوسط أو ثقيل ماعدا دوشكا قديمة عند قوات الديمقراطي والذين لم يكن وضعهم التسلحي بحال افضل ألا قليل, ولم يكن الوضع التمويني افضل حالا فالوجبة الأساسية للغداء وللعشاء هي كمية محدودة ومحسوبة بدقة  من البرغل وفي الصباح يقتصر الفطور على خمسة جوزات غير قابلة للاستبدال ومحظوظ من يحصل على جميعها سليمة ولم يصيب العفن بعض منها إضافة لخبزة صغيرة يسعي كل نصير للاحتفاظ ببقاياها رغم تحولها إلى آلة جارحة بعد خروجها من الفرن بوقت قصير والذي كان يقف عليه النصير ابو حيدر وهو كان عامل حدادة من البصرة إضافة لكونه مسرحي, تجهزات اللحم عبارة عن بزن واحد ( عنز) يذبح مرة واحدة في الأسبوع وكان الشهيد البطل الدكتور عادل يحتار في القسمة العادلة لهذه الكمية القليلة بين هذا العدد, وكان الشهيد البطل الدكتور عادل والذي بكت حتى صخور كردستان لاستشهاده هو الطبيب الوحيد في القاعدة ولم تكن لديه أي أجهزة طبية عدا سماعة ومحرار وعلبة أدوات تشريح بسيطة التي  يستخدمها طلبة الثانويات، إضافة لبعض الأدوية البسيطة والتي هي عبارة عن بعض المسكنات وقد اضطر الدكتور عادل في شتاء تلك السنة أن يقطع احد الأصابع الوسطى من احد أرجل النصير أبو محمد ( من الموصل) التي كان قد تجمد رجلاه عند ذهابه لاحد القرى الكردية التركية للبحث عن مواد التموين للأنصار وكان يرافقه رفيقه خليل ابو شوارب ( شيوعي من الطائفة الايزيدية وسمي بهذا اللقب لكثافة شواربه المعقوفة أو كان يلقب بالطويل لطوله الفارع مثل شجرة السبندار الجملية في كردستان) وقد آبى خليل هذا أن يترك رفيقه المتجمد وسط ركام الثلوج, فحمله هو وسلاحه على ظهره, رابطا مصيره وحياته بمصير رفيقه المتجمد القدمين وليصل به بعد ساعات عدة الى احد القرى التركية الآمنة ولينقذ حياة النصير أبو محمد الذي واجه هذا المصير ببطولة رائعة وليصر بعد ذلك للبقاء فترة طويلة في كردستان. وفي صيف 1979 شنت قوات النظام هجوم واسع على كلى كوماته من اجل احتلاله وتدمير الكلي على من فيه ولكن تصدت لها وببطولة رائعة قوات متبقية من أنصار الحزب الديمقراطي كان يبلغ عددها 19 بشمركه ومنعت قوات الجيش من احتلال الكلي والذي كان يمثل اخر خندق للبشمركة واضطرت قوات الجيش للتراجع كما انسحبت قوات البشمركة فيما بعد للمناطق التركية وقد اضطر البشمركة رمي الدوشكا الوحيدة والتي كان مسوول عنها بشمركة من الاثوريين اسمه ايشو في نهر الخابور وفي مكان معروف لهم ليسترجعوها بعد فترة عند رجوعهم الى الكلي، ومن البشمركة الأبطال الذين ساهموا في هذه المعركة البشمركة جعفر والذي انتقل بعد عدة سنوات إلى أنصار الحزب الشيوعي العراقي.

المسؤول العسكري للقاعدة كان الملازم خضر وهو اسم اشهر من نار على علم في أوساط الحركة المسلحة الكردية
رغم كونه عربي القومية وقد شارك في الكفاح المسلح في جبال كردستان منذ بدايات حركة الأنصار في الستينيات ويحظى باحترام وتقدير واسع بين أوساط الحركة الكردية المسلحة وأوساط الشعب الكردي، ويساعده في قيادة القاعدة ابو يعقوب البازي، احد قادة الأنصار الشيوعيون الأبطال والممتعين في نفس الوقت والمعروفين في منطقة بهدنان وخاصة في القري الاثورية. أما المسؤول السياسي فكان الفقيد الراحل أبو علي ( عمر الياس) من الموصل والذي سبق وان صدر عليه حكم بالإعدام بسبب اشتراكه بالتصدي لأحداث الشواف في الموصل ورغم عمره الذي كان يشارف على السبعين وتواجده لفترة طويلة خارج الوطن بسبب الأحكام الصادرة عليه آلا أن ذلك لم يمنعه من يكون من البناة الأوائل لقواعد الأنصار.

كان الراحل عمر الياس يردد عندما ينظر إلى هولاء الشباب المفعم بالحيوية والحماس أثناء التدريبات أو الأعمال اليومية المنهكة والتي كانت تتمثل أساسا في تلك الفترة في أعمال البناء، كان يقول ( نحن جئنا لنقتحم المجهول) والذي عاش تلك الأيام أو قارب منها يدرك المعنى العميق لهذه الجملة. وزاد من الآمر صعوبة انقطاع صلة القاعدة بمركز الحزب في الخارج والمتواجد أصلا في بيروت ودمشق بسب كثرة الثلوج النازلة في تلك السنة وعدم وجود أي جهاز اتصال لاسلكي وانقطاع وصول رفاق جدد منذ شهر نوفمبر 1979 وحتى مطلع مارت  1980 وبالتالي يعني ذلك انقطاع وصول المال السلاح والذي كان يتحمل الأنصار حمله على ظهورهم ومشيا على الأقدام لمسيرة تمتد لفترة أسبوعين إضافة لحمل كل نصير كمية من الدواء وبطانية واحدة  مع بعض الكتب. ومع بداية ربيع 1980 بدئت  شموس الأنصار تهل علي القاعدة بلا انقطاع.
هكذا كان الوضع مع نهاية سنة 1979 وحلول 1980, كل شئ شحيح وربما لا يبعث على الآمال، آلا معنويات هولاء الإنصار وثقتهم بشعبهم وحزبهم وبانتصار قضيتهم العادلة والمشرفة والتي هي قضية الشعب والوطن. صحيح كان هناك بعض الأنصار يشعر انه دخل في نفق لا نهاية له، ولن لم يكن عددهم يتجاوز أصابع اليد الواحدة. وكانت هذه المواقف لا تجد لها صدى في ذلك الجو المفعم بالحماس الثوري والشعور بعادلة الموقف وشرفه.

في هذه الظروف خلال تلك السنة وما لحقها من سنوات لاحقة لم تكن تتميز احتفالات الأنصار في بهدنان أو القواعد الأخرى بمناسبة حلول راس السنة الميلادية بما يبعدها عن التواضع والفرح والأمنيات الجميلة بتحقيق النجاحات على المستوى السياسي أو الشخصي آلا في بعض الحالات ( الاستثنائية ) مثلا 1982- 1983 كان الشهيد أبو فكرت ( شيوعي في مطلع شبابه من الطائفة المندائية من بغداد ومن عائلة الصكر كان يعمل في الصياغة, استشهد اثناء تصديه البطل للتدخل التركي الذي جري في 1983 وبالتعاون مع النظام العراقي) قد استطاع ان يصتاد أحد الثعالب البرية الذي أهلكناه طباخا حتى يلين لحمه قليلا، وصادف واثناء رجوعه من أحد المفارز أن يهرب لنا بطل من المشروب المحلي من أحد قرى االاثورية ويجمعنا في ليلة راس السنة (12 نصير) على أحد القمم المحيطة بفصيل يكماله حيث تكمن ربيئة الدوشكا وهناك أمضينا احتفالا قلما تمنح الحياة فرصة ثانية له وعند حلول راس السنة رقصنا ودبكنا  وسط ركام الثلوج وغنينا  وأنشدنا كل ما نعرف حتى باحت أصواتنا وقد رافق ذلك بعض الاطلاقات من الرصاص الخطاط مما استدعى النفير في قاعدة الجيش التركي والتي كانت مقابلة لنا.
ورغم كل ما تقدم فانه يبقى في الذهن ذلك الحلم الذي  تداولوه الأنصار منذ حلول أول احتفال لهم براس السنة الميلادية حيث كنت تسمع ( أول عيد لراس السنة الميلادية بعد سقوط الديكتاتورية، سوف نلتقي عند الساعة الثانية عشر تحت نصب الحرية في ساحة التحرير) كان هذا هو الحلم الذي يعبر به الأنصار الشيوعيين إلى ضفاف السنة الجديدة. ومن الجانب الأخر تسمع تعليقا مازحا لنصير آخر ( والله  راح تعمون على نصب الحرية، هسة يسمع صدام ويشيل نصب الحرية من كاعه) وهناك من يرد عليه ( حتى لو سواها المجرم، نعيد بناء النصب ونلتقي تحته، ليش احنه مو جزء من النصب، لا والله، نحن الجزء الأساسي منه).
وللمزحة والمفارقة أخذ بعض من الأنصار يطرح نظرية الخمس سنوات, على أساس كل خمس سنوات أن الوضع العراقي يشهد أحداث عاصفة مثل 1948، 53، 58، 63، 68، 73، 88. وهناك من كان يطور هذه المزحة لدورة العشر سنوات بدل الخمسة مثل 48، 58، 68، 78 وبالتالي سيكون اللقاء في 1988 ولا يفوت أصحاب النظريات  الخرنوبية ( ولا أتذكر من استخدم هذا المصطلح الفنتازي ولماذا استخدم هذا الوصف) أن يسمعوا تعليقا من أحد الأنصار عل هذه الأفكار الخرنوبية( ولكم خاف تطلع نظرياتكم الخرنوبية صحيحة، بس مو عالنظام ولكن علينا، وتاليه مشردنا النظام وره الخابور) او تسمع تعليق اخر ( احنه ما النا علاقة خمسة ، عشرة ، خمسين وحتى لو قرن ، هذا النظام هو ورأسه لازم نكسه إلى المزبلة).

واليوم يستقبل شعبنا العراقي سنته الجديدة بعد ان اصبح نظام ألقتله في مزبلة التاريخ, ويقبع رأسه في أيدي من عمل على خدمتهم هو ونظامه وحزبه طوال حياتهم وبانتظار اقتصاص العراقيين منه ومن نظامه عبر المحكمة العراقية العادلة.
في الوقت الذي يبقى فيه نصب الحرية وساحة التحرير بانتظار أولئك اللذين تعهدوا أن يجتمعوا عنده في أول عيد لراس السنة بعد سقوط الديكتاتورية. أولئك اللذين سقطوا في ساحة النضال وظلت راياتهم مرفوعة، تلك الوجوه التي بقيت وستبقى في ذكرتنا وأفئدتنا رغم السنون الطوال بابتساماتها الشابة، الجملية، المتفائلة وهي تحدق بعيونها وبإصرار باتجاه نصب الحرية وساحة التحرير، فمن المجاميع الأولى التي شهدت أول استقبال لراس السنة الميلادية  تبقى على الدوام أسماء شهدائنا الأبرار لامعة في الذاكرة، د. عادل, أبو علي النجار، أبو سلام ( شاب كادح من مدينة الثورة، اسر جريح فيما بعد في قاطع كوسته وحكمت السلطة عليه بالإعدام ونفذته في سجن أبو غريب, وصعد المشنقة وهو يهتف باسم الحزب الشيوعي وقد سبق أن نشر الحزب  في مطلع الثمانينات احد رسائله المعبرة ومن داخل السجن قبل إعدامه)، ابو جلال ( كادر حزبي من مدينة الكوت البطلة، التحق فيما بعد بتنظيمات الحزب في الداخل، واستشهد في مقاومة احد مفارز النظام التي حاولت إلقاء القبض علية، ابو جلال كان يخبئ في حقيبته عقد من حجر الكهرب الجميل, اصفر- مذهب اللون جلبه معه بعد إنهاء دراسته الحزبية في مدرسة إعداد الكادر الحزبي في موسكو كهدية لزوجته ووفاءا لها والتي ظل يحلم بلقائها)، أبو مكسيم اليزيدي ( فلاح كردي من بهدنان)، أبو لهيب ( عامل من الثورة، استشهد بعد التحاقه بتنظيمات الداخل)، ناهل ( نجيب هرمز من البصرة، طالب في السنة الثالثة- ادارة واقتصاد- جامعة البصرة)، أبو إيمان ( عامل من البصرة- اسر بعد وقوعهم في كمين ولاحقا قام النظام المجرم بإعدامه)، أبو سحر ( عواد ناصر- عامل من الديوانية) مقدام ( يونس شغيت- البصرة- موظف صحي، استشهد عند اقتحام احد ربايا الجيش في منطقة كوسته)، أبو آذار ( كردي فيلي من الناصرية), ابو سلام نفط (موظف- البصرة), أبو يسار ( من البصرة- طالب في النة الثالثة- الادارة والاقتصاد- جامعة البصرة، اسرته السلطة جريح عند تصديه لعمليات الانفال في مناطق السلمانية، شوان ( السلمانية)، ابو صلاح ( شاعر- العمارة). أولئك اللذين التحقوا بتنظيمات الداخل منذ بداية الثمانينات واللذين ظل أصدقائهم بانتظار أخبارهم المقطوعة عباس ( البصرة)، كامل ( بغداد).
تاتي راس السنة وكالعادة لا يسعني ألا أن اغمض عيني لحظة إعلان السنة الجديدة وأتذكر موعدنا عند نصب الحرية متعذرا أو معتذرا وسلاما  للراحلين والباقين والقادمين ولكل الأحبة اللذين افتقدهم.
سلاما للنصيرات الشيوعيات، أقبل أياديهن واحدة واحدة. تلك الصورة الرائعة للعراقية البطلة والمقدامة.
سلاما لكلي كوماتة يحتضن تاريخنا، فما زال صدى هوساتنا في عرس أبو الهيجا مسموع ومازال ضحكات أبو كريم دافئة، ومازال كاظم طوفان يعبر إلى الجانب الأخر متأبطا ديوان شعر ومازالت اذرع أبو هديل المفتولة العضلات تصارع صخوره التي مازالت تترسم عليها كل الوجوه التي غيبت وما غابت.
سلاما للذي آخى بيننا عربا وأكراد واكرادا فيليه وأثوريين وكلدانيين وتركمان وأرمن، مسلمين ومسيحين ويزدين وصابئة مندائين من أجل العراق ومن أجل فقراءه. 
سلاما للأمهات والزوجات والأخوات والحبيبات والصديقات اللواتي انتظر عودتنا سالمين، ظافرين وصوت حالهن يقول:
( نذرا أن عدت معافى
لارقص عارية في السوق
حتى يندى الحجل في رجلي واختبل)

مقطع من قصيدة ليوسف الصائغ في رثاء السياب.



#أحمد_حمودي_ربيعه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد حمودي ربيعه - حلم الأنصار