أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - شكري عبدالدايم - تحقيق ميداني: المجتمع المدني وإدماج دوي الاحتياجات الخاصة:نحو مقاربة شمولية














المزيد.....

تحقيق ميداني: المجتمع المدني وإدماج دوي الاحتياجات الخاصة:نحو مقاربة شمولية


شكري عبدالدايم

الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 09:06
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


هل يمكن لمؤسسات المجتمع المدني (جمعية الكرامة للمعاقين بالغرب نموذجا) أن تسهم في بلورة تصور ايجابي للفتاة المعاقة جسديا عن جسدها الخاص؟
لقد تم التأكيد على الدور الفاعل لهذه الجمعية في تشجيع الفتاة المعاقة على تبني مواقف ايجابية بخصوص جسدها الخاص. وتكسير الصورة السلبية للجسد المعاق، التي يدكيها المجتمع عبر مؤسساته.
إن الجمعية في هذه الحالة، عامل مساعد على تحقيق الاندماج، عبر تبني مواقف ايجابية من الذات" لم يعد عندي حرج من الإعاقة...، أحس أنني إنسانة عادية، بالرغم من نظرة الآخرين.." ، " أن تكون معاقا ليس معناه انك في مرتبة دنيوية" فالمجهود الذي تقوم به الجمعية عبر أطرها، يجيب على سؤال الاندماج في بعض أبعاده (النفسي – السوسيوثقافي ) من داخل محيط، متسم " بتأخر الوعي الاجتماعي"، من خلال النظرة إلى الفتاة المعاقة عبر ما هو مفقود، وليس من خلال ما هو موجود. فكثيرمن الممارسات الاجتماعية والمواقف الثقافية حافظت على جوهرها الأول أو ما يسمى بالانطباع الأول: هذا معاق، إذن فهو عاجز.
فالفتاة المعاقة، وكل شخص معاق، يحمل قدرات متبقية تحتاج، مثلما هو الأمر بالنسبة لأي شخص لا يحمل إعاقة ظاهرة، إلى إتاحة الفرصة للصقل والتطوير، أي إلى ما يسمى بالتأهيل وإعادة التأهيل.
ويمكن القول، أن سر كل تأهيل يمكن في الاستغلال الجيد والمحكم للقدرات المتبقية للشخص المعاق وتوجيهها بشكل سليم، يتماشى وأهداف إتاحة فرصة العيش الكريم للشخص المعاق، وحقه في الانخراط في دورة الإنتاج الاجتماعي، وبالتالي تمكينه من المشاركة على قدم المساواة في السيرورة التنموية للمجتمع.
وقد ركزت المبحوثات على ضرورة ايلاء أهمية قصوى لإدماجهن الاجتماعي عبر المحاور التالية:
-الرعاية الصحية والطبية.
-الرعاية النفسية.
-الرعاية وشغل وقت الفراغ.
-التأهيل الاجتماعي، كالعلاج بالعمل وبالتدريس على خدمة أنفسهن بأنفسهن ما أمكن.
-التشغيل باعتبار آلية للإدماج الاجتماعي والاقتصادي.
-تفعيل النصوص القانونية الضامنة لحقوقهن.
بيد أن تخويل المعاق، بواسطة تشريعات قوانين خاصة، عددا من الامتيازات أو الفوائد، لا يجب أن يكون وسيلة التميز بين المواطنين في المجتمع الواحد. بمعنى أخر إن التنمية الاجتماعية والاقتصادية الحقيقية، هي التي تجعل الإنسان قطب رحاها، أي منطلقها وغايتها، وبالتالي تستلزم تنفيذ هذه السياسة وتفعيل آلياتها، بمعاملة مواطني المجتمع الواحد على قدم المساواة .
وتجدر الإشارة، في سياق الحديث عن دور المجتمع المدني في الإدماج الاجتماعي للمعاقين، إلى مغبة أن تتحول بعض هذه الجمعيات العاملة بالميدان إلى مؤسسات انتهازية، توظف الشخص المعاق بشكل مقيت لتحقيق مآربها، وعرقلة التأسيس لحركة مدنية فاعلة(كما نبه إلى دلك د محمد ألغيلاني.)" إن تجربة المجتمع المدني عندنا، يجب أن تراعي وان تهتم بالمعاناة اليومية للمواطنين بشكل عام، لا أن تجعل منه متسولا معترفا به، أي متسول رسمي له بطاقة، ورقم تسلسلي، ينتظر في طابور مع أقرانه هبة أو عطية بالكاد تملأ بطنه ولا تغير وضعه، إن انخراط المجتمع المدني في أعمال من هذا النمط هو ترويض لمؤسساته على العمل " الخيري " وفطم لها عن العمل المدني الذي يعد إستراتيجيته الحقيقة. فالعمل " الخيري " لا يعدو في صيغة الرسمية، في واقع الأمر، غير آلية للتنشئة السياسة، أو بالأحرى للترويض السياسي للمجتمع الزبوني، مجتمع يقوم على روابط غير مدنية ويعيد إنتاجها. بناء ذلك، يعد انخراط الهيئات المدنية فيه أو التبشير به إعاقة ذاتية للمجتمع المدني ليس إلا. فهل بمقدور مؤسسات وهيئات المجتمع المدني المشغلة بنفس القطاع، إنتاج ذاتها أو إعادة إنتاج ذاتها اجتماعيا بموازاة ضمان استقلاليتها عن بنا الإعاقة الراسخة في السلوك السياسي ما قبل المدني. سواء كان مصدر هذا السلوك الدولة والأحزاب أو المجتمع؟"1
إن ما يكمن التأكيد عليه في سؤال الإدماج المتصل بالفتاة المعاقة جسديا، هو أن ما يخدم صالح الأشخاص المعاقين حاضرا يخدم حاضر ومستقبل المجتمع ككل، وان أي مخطط تنموي شمولي، يلغي من اهتمامه النهوض بأوضاع هذه الفئة مصيره أن يظل مخططا مبتورا. يسهم في تكريس وإعادة إنتاج الإخفاقات.



#شكري_عبدالدايم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسة حلم
- الجسد الانثوي المعاق:ضمور الدلالة وعسر الخطاب
- تحقيق ميداني/الجسد المعاق وسؤال الاندماج الاجتماعي:جمعية الك ...
- الجسد الانثوي: رؤى و تقاطعات.
- يجب تكثيف البحث العلمي لتشخيص الواقع الاجتماعي


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - شكري عبدالدايم - تحقيق ميداني: المجتمع المدني وإدماج دوي الاحتياجات الخاصة:نحو مقاربة شمولية