الارض امرأة

اكرم سالم
(Akram Salim Hasan Al-janabi)

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

يحار المرء لو سئل عن معنى الجمال ومفهومه الدقيق .. اذ هنالك شبه اتفاق على ان لا اتفاق حول تعريف او ماهية محددة للجمال وتأطيره بأطار ضيق .. ولكننا نتفق على خصائصه العامة ومظاهره وعدم اطلاقيته وينابيعه الثرة .
يقال ان مصدر الجمال يكمن في المرأة التي تشع جاذبية وأمومة وحنانا ومحبة .. فمنها ، من حواء تعلمنا حب الجمال ومعاييره وقيمه وأصوله .. وتعلمنا من خلالها ان نعشق الطبيعة انهارا وبحارا وشطآنا وحدائق وبساتين و أزهارا و ورودا .. فالأرض امرأة . وهي سر ديمومة الحياة واستمراريتها وألقها في كل اشارات الجمال وتكويناته ومعانيه . وذلك يتجلى ويتكثف ويختزل فيها شكلا ومضمونا .
اذ ما معنى جمال النحلة مثلا لو لم تحاكي ملكة النحل الأم في الخلية – المسكن والعائلة المتعاونة و الأفراد العاملين ؟ .. إليك في خلية النحل ارقى انواع الجمال وارقى معاني التعاون والتنظيم وتقسيم العمل ، بين عمال لجمع الرحيق وطلع الأزهار ، وبين جنود مدججين بالسلاح على اهبة الاستعداد لأي طاريء .. هكذا هي الأم ملكة في كل مكان وزمان .. هذا المجتمع الدؤوب التآزري المنسجم تماما ، من يجمعه وينســقه ويربطه بأقوى الروابط و يحيطه بالدفء ؟ انها الملكة الأم هي واسطة العقد .
ألا توحي لنا هذه الحكاية بصحة الاستنتاج من أن المجتمع أمومي الأصل والفصل .. او ان الأنثى هي الأصل حقا كما تؤكد الناشطات ؟ .. ذلك المجتمع الذي يتوج المرأة قائدا للمؤسسة الاجتماعية والأسرية ؟؟ لقد مر المجتمع البشري في تاريخه بهذه المرحلة .. اذ ان قيادة الأم اكثر عدلا وصوابا وانسانية وعطفا . فالمرأة اكثر حكمة واخصب خيالا وتصورا كما يؤكد السيكولوجي . و هي كذلك الأحلى والأبهى والأكثر تناسقا وانسجاما .
لا اقول ذلك في عيدها فقط .. لكنني اقولها دائما وكل يوم فعيدها عيدنا جميعا لأنها الأروع ، ولولا حواء لكانت الأرض مظلمة ، عقيمة مقفرة ، مضجرة كئيبة ولا تسكن .
لها نكن الود وبنظرة منها نحيا واليها تهفو القلوب وتخفق ، وبكلمة منها تنطفيء الحروب !!! .. وبأيماءة منها تقوم الدنيا ولا تقعد ، ولغضبها تغضب الأمم .. وعندها تسكن العبرات .. و بدموعها تتساقط الحجج والذرائع .
تحية لحواء .. تحية للأم والزوجة والحبيبة والأخت .

#اكرم_سالم (هاشتاغ)       Akram_Salim_Hasan_Al-janabi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل