|
الإسلام لا يقر قتل أي نفس إلا بالحق
سمير اسطيفو شبلا
الحوار المتمدن-العدد: 2234 - 2008 / 3 / 28 - 09:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا الكلام لرئيس مجلس شورى "المجلس الأعلى للمحاكم الإسلامية" في الصومال، الشيخ حسن عويس، وذلك من خلال نفيه أن يكون قد أصدرفتوى بمنع سكان مقديشو من مشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2006)، وأوضح أنه أَمرَ بإيداع من قتلوا اثنين من المشاهدين السجن تمهيداً لمحاكمتهما وفقاً للشريعة الإسلامية بتهمة القتل العمد، وقال عويس لـ "الشرق الاوسط - مختصر الاخبار- 1763" - "ان الإسلام لا يقرقتل أي نفس إلا بالحق، وليس من بين هذا الحق منع الناس من مجرد مشاهدة إحدى مباريات كرة القدم"، ولمح الى ان هناك متشددين في كل مكان يسيئون للإسلام ومن بينهم بعض قيادات "المحاكم الاسلامية"، وكان ضمنياً يشيرالى عدم موافقته على إعلان "الشيخ عبدالله علي" العضو المؤسس لـ"المحاكم" أن أي شخص لا يصلي يومياً يستحق القتل! وكان (عبدالله) قد أعلن لدى تدشين محكمة إسلامية جديدة في حي "جوبتا - جنوب مقديشو" أن كل شخص لا يصلي يعتبر"كافر" وتأمر أحكام الشريعة (الإسلامية) بقتله! معتبراً ان "الشريعة تأمربقتل أي مسلم لا يصلي"،،،انتهى الاقتباس الخط حسب "مع الاسلام الحنيف؟ او مع الاسلام المشوه"- نؤئيل عيسى - 22/آذار/2008 - موقع باقوفة CNN من جانب آخرتَدخُل من خلال فتوى للشيخ "عبدالرحمن بن ناصر البراك" الأستاذ السابق بقسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الفتوى "تحكم بتكفيرالكاتبين السعوديين (يوسف أبا الخليل - وعبدالله بن جاد العتيبي) ويهدردمهما إذا لم يعلنا توبتهما،،،، والمصيبة ان سبب هذه الفتوى هي ان كتب ابا الخليل مقالا في صحيفة الرياض السعودية تحت عنوان "الآخرفي ميزان الإسلام"، يذكر فيه أن "الإسلام لا يكفِّرمن لم يحاربه من الكتابيين (اليهود والمسيحيين) أو من أتباع العقائد الأخرى، بل عدهم من فرق الفرق الناجية" ويقول الكاتب: بالنسبة للمشركين فقد تحدد موقف الاسلام منهم حسب الاية التالية "قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون" وقوله "ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها"،،،،،،، ولقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة،، وبالنسبة لليهود، بحسب الكاتب ان "النبي عندما انتقل الى المدينة اعتبرهم من رعاياه (عقد صحيفة المدينة)،، اما العتيبي فقد كتب أيضاً مقالاص بنفس الصحيفة بعنوان "إسلام النص وإسلام الصراع" اعتبر فيه ان بعض المتصارعين الذين استخدموا الدين كأداة لصراعاتهم، أدخلوا عليه تأويلات وتفسيرات تخدم أهدافهم، وبإختلاف الأهداف والغايات اختلفت التأويلات والتفسيرات،، منها تجزأة عبارة (لا اله الا الله - الى "لااله" لتعني الكفر بالطاغوت! و"إلاالله" اي لا موجود الا الله، والتي اختلف التفسير بإختلاف المدارس والفرق والمذاهب والطوائف،، وفي رده على سؤال عن حكمه بشأن كاتبي المقالين، فقد قال الشيخ البراك بالفتوى التي اصدرها في 14/آذار2008 :"من المعلوم بالضرورة من دين الاسلام، ان رسالة محمد عامة للبشرية كلها،بل للثقلين الجن زالانس،فمن لم يقر بعموم رسالته، فما شهد ان محمد رسول الله، عليه يجب على جميع البشر الايمان به واتباعه،،، ولا احد يسعه الخروج عن شريعة محمد، ومن قال لا فهو كافر،،"أي دمه مهدور"،، يرد العتيبي "لا للتطرف، لا للإرهاب،ولا للخضوع للتخويف والتهديد والتحريض"، التنويرقادم
في البداية نحن أمام محاكم إسلامية، أي يعني محاكم دينية خاصة تطبق الشريعة الاسلامية في (الأحوال الشخصية للمسلمين من زواج وطلاق وحضانة ونفقة ومواريث ووصايا وقضايا الدية، والامور المتعلقة بالاوقاف الاسلامية،،) وتتكون من رجال دين طبعاً، فهل لهم إختصاص بالقوانين الاسلامية؟ أي أن الدولة الإسلامية تضم ليس جميع، بل معظم المذاهب الاسلامية (سنية وشيعية)، والسؤال هو : هل تنطبق الاحكام او الفتاوى كما تسمى على السني والشيعي؟ نحن نعرف ان داخل كل من السنة والشيعة هناك مذاهب وطوائف وشيع تتوازى وتتقاطع وتتنافرفي كثير من الامورالاسلامية وخاصة الاساسية منها، إضافة الى وجود إختلاف واضح في التفسيروالتطبيق بين وداخل المذهب الواحد، "تفاسيرالقرآن الكثيرة والسيرة النبوية"، والدليل هو قرارالمحاكم الصومالية بخصوص "مشاهدة مباراة كرة القدم" "قتل كل شخص لم يصلي"، بين "الشيخ عويس" وزميله في نفس المحاكم "الشيخ عبدالله"، ألا تروا معي أيها القراء الأعزاء بأن هذه مهزلة تاريخية لا تمت للمحاكم بصلة مطلقاً، ليس خلافاً للقوانين الالهية بل للقوانين الوضعية أيضاً، أين كرامة المسلم كإنسان وحقوقه ؟ عندما أُقرر قتله كونه لا يصلي! هل معنى ذلك اننا بصدد قتل نصف مليار مسلم أو ربما أكثرلأنهم لا يصلون؟؟ ماذا عن أكثرمن 7 مليارات نسمة من غيرالمسلمين؟ نحتاج الى سنين لنكمل ذبحهم على الطريقة الاسلامية، وحسب فتوى شيخنا "البراك" من السعودية، والمصيبة الكبرى هو انه أستاذ جامعي! أي معلم جيل، عليه لماذا يُطارد "إبن لادن" في تورا بورا وفي الكهوف واعالي الجبال؟ ها هم مئات بل آلاف "أولاد لادن والجواهري" أمامنا يذبحون بنا وكأن الله خلقنا للذبح والقتل، ولا أحد يحاسبهم، وعندما يكتب كاتب شريف ذو ضمير حي ويدعو الى العيش المشترك ويقول الحقيقة يُتهم بالكفرودمه مهدور، لذا نرفع أصواتنا عالياً مع "العتيبي" وأمثاله الطيبين، مليارلا للتطرف لا للارهاب لا للتعصب الاعمى، هنا نرى بأن هؤلاء أصبحوا فوق الطبيعة البشرية! لذا نقترح عليكم الذهاب الى عالم آخر، وكَون جديد، يكون فيه الجميع شيوخ ورجال دين من نفس المذهب ونفس الطائفة ونفس اللون والشكل ونفس الفكر، عسى ان لا تتقاتلوا!
ألس غريباً سكوت الدول ورؤسائها في البلدان الاسلامية عن هؤلاء، وخاصة هم يجولون ويصولون ويُعَلمون أفكارهم المريضة، وان حدث ذلك نرى الصراخ والعويل "وا إسلاماه، وانقذوا الاسلام،،،،" وكأن الاسلام هو لهم وحدهم! فماذا عن المسلمين الاخرين الطيبين والشرفاء، المثقفين، والذين لا يصلون ولكنهم أشرف بمليون مرة من الكثيرين الذين يصلون ثلاثة او خمسة مرات في اليوم ؟ ماذا عن الاختلاف في الرأي والرؤية؟ والسؤال المحير هو : هل المحاكم الاسلامية شاملة؟ أي "بتاع كله"، ماذا عن محكمة الصلح والبداية والاستئناف والتمييز؟ ماذا عن محكمة الأحداث والضريبة والكمارك والاراضي واملاك الدولة؟ ماذا عن السلم والامن الداخلي والخارجي؟ لا ندري هل تريدون مدينة خاصة بكم على غرار المدينة الفاضلة لـ "افلاطون"، عفواً تذكرت انكم تريدون العالم كله، عليه نرجو منكم فقط أن تبلغونا متى تبدأون بذبح هؤلاء المليارات من البشرالذين لا يؤمنون بـ "لا اله الا الله محمد رسول الله"، لكي نصلي الى ربنا وليس الهكم أن يغفرلكم الدماء البريئة التي قتلت بحكمكم وبفتاويكم، هذه الدماء المسلمة والمسيحية وباق الاديان التي سالت واختلطت في الكثير من بلدان العالم وخاصة العراق، وصل صراخها الى عنان السماء وهي تقف أمام اله الخيروالمحبة فقط يتقدمهم دم الأسقف "رحو وكني" ورفاقهما وهي ترنم وتقول : هل أنت أيها الإله المحب هو نفسه إلههم القاتل؟
#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شهداء كرمليس يعانقون كني وشمامسته
-
الاسلاميويون وضعوا الاسلام على المحك / ج1 و2
-
أنا إنسان إذن أنا حر
-
حقوق الانسان أداة لتقييم آدمية الدولة
-
إسلامية القذافي ومسيحية برنابا
-
قِيَمِكَ وطريقة تفكيرك تقول من أنت
-
رسالة محبة
-
البروفيسور كاظم حبيب / دلي والسيستاني وفتاوى عدوانية
-
المرأة هي الروح
-
المسلمون يفرضون العيش المشترك
-
ذهب التعريب وأتى التكريد
-
صرخة مدوية في وجه الحكومة العراقية
-
نحن والحرية وعيد الاسلام
-
اما أن تكون معنا والا أنت ضدنا
-
دور منظمات المجتمع المدني في العراق الحديث
-
الديمقراطية وحقوق الأنسان في طروحات المنبر الكلداني
-
أفلاطون وأرسطو والنظام السياسي في العراق
-
بين ياس الشمخاوي وحبيب تومي / يا مسيحيوا العراق اتحدوا مجددا
...
-
شعبنا في سوريا وبصيص الأمل
-
القادة الفعليين يصنعون صنعا
المزيد.....
-
الإمارات تدين اقتحام باحات المسجد الأقصى وتحذر من التصعيد
-
عبارة -فلسطين حرة- على وجبات لركاب يهود على متن رحلة لشركة ط
...
-
رئيسة المسيحي الديمقراطي تريد نقل سفارة السويد من تل أبيب إل
...
-
هل دعا شيخ الأزهر لمسيرة إلى رفح لإغاثة غزة؟
-
-في المشمش-.. هكذا رد ساويرس على إمكانية -عودة الإخوان المسل
...
-
أي دور للبنوك الإسلامية بالمغرب في تمويل مشاريع مونديال 2030
...
-
قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى
-
-العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة
...
-
وفاة معتقل فلسطيني من الضفة الغربية داخل سجن إسرائيلي
-
الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|