أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق الخطيب - امام النساخين














المزيد.....

امام النساخين


عبد الرزاق الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2230 - 2008 / 3 / 24 - 04:32
المحور: الادب والفن
    



زين صبا شيخوخته باعمدة الغباء السبعة ، و اسرح على وهن مطاياه متاع اللذة ، تاركا الاوراق المبعثرة تشكل مدنا ينربع في فقرها سيدا للكلمات ...
تراه ملوثا بالثرثرة ، تتشظى من بين شفتيه نوافير الاحتجاج و المراهنة فلا احد يسلم من بعض رذاذ هذا السيل الجارف و المزدوج بدبق الحروف التي تكون شتيمة او انتفاخا للذات المتورمة بفرح السبق .
يقف هائلا فوق بالونات الترهات ، منشدا قافية اللعاب على مسامع و لا يتحرج اذا اشتد به الغضب يومي صوب حذائه المتسخ موشرا لمكانه من يحتج على مقولاته ...
ادركته واهنا و من بين طيات هندامه اليوهمي انبثق زغب الفحولة . مترنحا مع دندنة اللذات المتخنطة عشوائسة الممرات الصعبة . لكنه يخط دربا ليرتقي لعلو درجات الرتياح ...بشوشا و بين انامله قلم خال من مداد الكتابة ... سيارته على بعد خطوتين ...
شممت رائحة تاملاته حين اخذ شهيقا ثم بث معزومة انتفاخه
ـ انا سيد الكلمات ..
دنوت اكثر لاجح ضمن دائرة همسه ...
ـ بل انا سيد اللغة.. اوه ربما اكون قادرا على تاليف كتابا ... لا لا يمكن ان احوز على افضل الالقاب .. سافكر في عنوان جديد سادون اعجوبة حديثه ...
رايته يلملم اجنحة الطاووس . ويحاذي جدران الا زقة يجرجر قدميه في تساؤل عقيم
ـ أأنا سيد الكلمات حقا ..؟؛
حين دلف في صومعته ، تسللت مترصدا في زاوية اترقب مسارات وحدته رمى قياضة العبقريته فضل خيطا هشا من اللحم النتن . و في قضاء السكون تلذذ بممارسة تدخين لفافة تبغ الافكار محاولا استدعاء شياطين الكتابة للحضور ..مماحرف الابتداء الذي رسمه في الفراغ. فتوقف عن التدخين والكتابة رفع عقيرته مترما بابيات شعرية تم يحفظها كما ينبغي !ثم سجل سطرا مخربشا سرعان ما شطبه وكانه بممارسة عملية قتل ممفزعة ثم استرخى هادئا بلا شياطين ولا كلمات ...
انه يحلم بامراة مدجنة للنكاح ... امراة تزين صبوته المتاخرة .. فيترنح في عطرها الوهمي فينسحب الى طفولته المشاكسة . يرضع بلذة بابهامه المتعفن و لكنه يغفو بين جدائل فاتنه الحلم .
فيرتفع شخيرة مصباحا حركة جسده الطافحة في معترك موج البحور الناسية يخرج من سياسته متوشحا بالعرق و القذارة ..
ـانا صانع الحروف الاول ..!!!
ارهق سمعي .اشعر به واهنا ... وتاتيني تمتماته ..
ـ علي مسؤولية ..ساسور معصميك بتحف من مقولاتي الذهبية .بل ساعلق في جيدك كل البرقيات التي تشاطرني فرحي ..ها انا ارتقي سلم المجد الا ترين مكانتي ..!!
كنت اراه يلهث بشبق .. و جسده يتلملم كصرة مهملة ...
ما بين الرجفة و ارتعاش الحروف يخمد حسه بالتفوق . وفي تململه تترائ صور لنساء يقراء عليهن ايات وقاحته . اراه ساجيا و قلقله يتكور حجرا ثقيلا على فتات عظامه . فيزيح غطاء الدفء والحلم فيجد الورق الابيض بانتظار فصاحته وبيان قلمه...
يجمع اوراقا متفرقة..
ـ سالقنهم درسا في الثقافة..
وبتان سطر حروفا ضمن سياق الضياع.فابتسم ليرقات الابجدية الزاحفة مبديا الارتياح والنشوى وهو يحرث بين السطور الورق براعم الحروف... وبسرعة .
دعك الورقة و رماها في حيز الوساخة ...
ـ علي ان ابحث عن عنوان اكثر سخونة .
فتشق بابتسامة الفخر ...
((باميا ...طماطة ... و انترنيت ))
صفق لنفسه ...
ـانه عنوان جميل جدا
ثم تابع
ـعذرا ..لن اكتب غزلا .. يل محبوبتي ساكتب نوادرا تضحكين منها و يملؤك الفرح ... ها ها انظري اني اجمع الكلمات من مخابئ القصة .. ساتلو عليك ما كتبت
بدا القراء عدة فقرات ركبكة ..لم اجد فيها ما يضحك او يعجب و راقبته يدعكها ثانية و يرميها مع قذارة الورق ...
قهقه بصوت اجش ...
ـحسنا يا ملاعين ..كتابتي ستكون مثار حقدكم ..
لم يسترح ..
بغي بذرع وحدته ثم عاد الى الاسترخاء يقلب كتبا عتيقة صفراء .و دون اكثر من صفحتين ثم هش فرحا قارئا مسامع اثناء الغائبة كل ما نسخه من الورقة الصفراء تزين بملامح الطفل المشاكس ...
ـمن يستطيع كتابة مثل هذا الكتابة ...
مررت صباحا .. القافة النحيفة و شيخوخته العناد يتوكان على عصا من الورق . و الشفاه المتيبسة تتلو امام الجمع الذي يصحح اخطاء المنسخ و لكنه ..
يمسد الاوراق ويطويها في جيبه وكانه يحتضن محبوبته محتجا على الاخرين
ـمن يستطع كتابة مثل هذا الاوراق .ينمو في الشيب زغب الطفولة .و تتوسم ابتسامة ببملامح الطراوة فيقول شامخا ..
ـانا سيد الحروف و الكلمات ..
فاهمس مع نفسي
ـ بل انت .....
فايقطفني بغضب
ـ هل بامكانك كتابة عنوان مثل عنواني
ـلم اجب
فقد رايته كاتبا يحمل اثقالا من الكتب التي لا يعرف سوى عنوينها
عبد الرزاق الخطيب



#عبد_الرزاق_الخطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمدن لغة الحوار تحية إلى عبد الحسين طاهر وشكر وإعجاب للحوا ...


المزيد.....




- حمدان يعقد ندوة حوارية حول واقع الثقافة الفلسطينية في معرض ا ...
- نزلت حالًا مترجمة على جميع القنوات “مسلسل المؤسس عثمان الحلق ...
- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق الخطيب - امام النساخين