أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الطاهر - الإنقلاب ليس ثورة والهزيمة ليس نكسة















المزيد.....

الإنقلاب ليس ثورة والهزيمة ليس نكسة


محمد الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 11:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ربما أكثر الفترات التى زور فيها التاريخ المصرى وتم إقحام أشياء كثيرة عليها لتكسبها صفة الشعبية لدى المصريين أو تقلل من المهاترات التى حدثت فيها هى فترة حكم عبد الناصر وحتى عبدالناصر نفسة ككقائد ملهم وزعيم خالد كما يطلقون علية، فالتزوير والإلتباسات المحيطة بهذه المرحلة بدأ بتهميش أدوار وأحداث كثيرة ، لو بقت لإختلفت الآراء المطروحة الآن عن حقبة مابعد الإنقلاب فبداية من إطلاق كلمة الثورة على الإنقلاب وتهميش دور محمد نجيب إلى هزيمة 67 التى أطلقوا عليها النكسة مرورا بالإعتقالات الموسعه وقرارات التأميم .



تبدأ هذه المهاترات عندما نطلق على الإنقلاب ثورة



ولا أعرف لماذا نطلق على الثورة إنقلاب فالثورة تعنى قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة وما حدث فى 23 يوليو أن مجموعه من ضباط الجيش تستولى على السلطة و وتغير النظام من الملكى إلى الجمهورى ، ويتولى محمد نجيب السلطة فى مصر ويصبح أول رئيسا للجمهورية بعدها يرى نجيب أن يرجع الضباط لأماكنهم فى الجيش وأن يتسلم المدنيين السلطة فيقوم مجلس قيادة الثورة بعزل نجيب ومن معة من الضباط ، مما يثير أكثر من فئة فى الشعب المصرى ثم يتم تحديد إقامتة إلى أن أفرج عنه السادات بعد حرب أكتوبر ومنذ أن عزل وتولى البكباشى عبدالناصر الحكم لم نعد نسمع شيىء عن اللواء محمد نجيب وتم تهميش دورة فى حركة الضباط الأحرار وفى الحياة السياسية الصعبة التى تولى فيها نجيب الرئاسة فقد كانت مرحلة تولية هى مرحلة الإنتقال من الملكية للجمهورية



تسلم عبدالناصر بعد ذلك الحكم و بدأت مرحلة جديده ، مرحلة الرئيس الملهم والزعيم الخالد !!!
وكل ما فعلة عبد الناصر سواء من تأميم لشركات كبيرة أو حروب أقحمنا فيها أو شيىء آخر يعتبرة البعض إنجازا كل هذا لا تخلوا من تداعيات لاحقتها لتسقطها كتأميم شركة قناة السويس وبناء السد العالى ولبناء السد العالى قصة غريبة حدثت بين عبد الناصر وعثمان أحمد عثمان ، فالقائم على بناء السد العالى كان المهندس عثمان أحمد عثمان صاحب شركة المقاولون العرب وكانت وقتها أكبر شركة موجوده فى الشرق الأوسط على الإطلاق ولان بناء السد العالى كان يتطلب من قوة وحجم عمالة ومعدات وأشياء كثيره لا تستطيع المقاولون العرب تحملها فى هذا الوقت فقد قام المهندس عثمان أحمد عثمان بإلغاء كل تعاقداته فى الخارج وإلغاء كل الأعمال وعدم الدخول فى أى مشروعات جديده ليركز على مشروع بناء السد العالى وبالفعل نجحت المقاولون العرب فى إتمام المشروع ماذا حدث بعد ذلك؟؟ ماحدث أن عبدالناصر أمم المقاولون العرب أممها مع بعض الشركات التى قال عنها عبد الناصر أن تأميمها يعيد الحق لأصحابة !! بعد ما فعلة عثمان عثمان احمد عثمان والمقاولون العرب فى بناء السد العالى ودور الذى لعبتة الشركة فى المساعده لتوفير مواد البناء اللازمة - خاصة بعد إلغاء التمويل المخصص للسد العلى - بعد كل هذا يتم تأميم المقاولون العرب كأى شركة آخرى كانت تأكل فى المصريين ، نسيت أن أقول شيىء مهم أن السد العالى به مرحلة لم تكتمل إلى الآن ، وهذه المرحلة هى المسؤالة عن نقل الطمى بإسلوب معين للجانب الآخر من السد ، بعض الخبراء قالوا أن عدم إكتمال هذه المرحلة أدى إلى التقليل الملحوظ من خصوبة تربة الوادى!!
هل كان التأميم فى صالح الإقتصاد دائما ؟؟؟؟
تجربة المقاولون العرب تجيبك ، فبعد أن كانت مشروعاتها تمتد فى أرجاء الوطن العربى والشرق الأوسط ، ظلت تضائل حتى أصبحت كما هى الآن



أما عن ماحدث بعد جلاء القوات البريطانية فكان شيىء يجعلك - أحيانا - تتقيأ ، أما اذا كنت من محبى عبد الناصر فلن تتقيأ ، لكن سنتقيىء جمعيا عوضا عنك
فقد بدأ عبدالناصر صدام مع كل القوى السياسية المصرية خاصة الإخوان المسلمين و الشيوعيين أو لنقل أن كل القوى والتيارات السياسية التى كانت موجوده وغير مؤيدة لقيادة الإنقلاب أو أصحاب مواقف محايده فقد قام عبدالناصر بإعتقال نشطائها وإلقائهم فى المعتقلات لفترات طويلة حتى ان أعضاء الإخوان المسلمين والشيوعيين يقضون بالعشر سنوات وأكثر وصل أن بعضهم ظل حبيسا طوال فتره حكم عبدالناصر بل وحكم على بعضهم بالإعدام أمثال سيد قطب
نهيك عن الأعداد الآخرى التى أعتقلت بدون سبب أساسا ولم يكن لهم علاقة بالسياسة ،وعموما إذا أردت أن تعرف عن ما كان يحدث بالمعتقلات فى حقبة ما بعد الإنقلاب الناصر إقرأ مذكرات الدكتور يوسف القرضاوى وهناك مجموعة آخرى من مذكرات بعض نشاطاء اليسار



ولا تنسوا ماحدث فى اليمن ، فقد أرسل عبد الناصر قوات مسلحة مصرية لمساعدة الثورة اليمينية عام 62 بالله عليكم هل هذا تصرف مسؤول؟؟؟؟ مما أدى لتحمل مصر إنهاكا لقواها ومواردها يقال أنه ترتب على ذلك هزيمتها عام 67 ولا أعرف هنا أين الإلهام الذى يتحدثون عنه ؟ فبعد قرار تأميم القناة - وبعد ذلك إشترت مصر اسهم القناة - جاء العدوان الثلاثى ودك أرض مصر فى حين لم يستطع الجيش أن يقف أمامة إلا وقت قليل ، بالله عليكم هل هذا تصرف مسؤل؟؟ أنهك قواتى فى اليمن وأساعد حركات فى دول عربية آخرى ولا أهتم بجيشى ؟؟؟

أحد التحديات التى واجهت السادات قبل حرب 73 هى إعادة الثقة فى الجنود بعد ان فقد جزء منها أعقاب النكسة ، ولن ينسى التاريخ ، الأبطال المصرين الذين تاهوا شهورا فى صحارى سيناء



لكن دعنى أسأل ، هل كانت هزيمة 67 نكسة أم هزيمة؟ ولا تقول أن المعنى واحد
فالحقيقة أن كلمة نكسة تختلف كثيرا عن هزيمة ، تماما كما تختلف كلمة ثورة عن كلمة إنقلاب عسكرى
لكنها كلمة أطلقت على الهزيمة لتقلل من هولها ولتستمر بعد ذلك على الألسنة وفى الكتب التعليمية ، حتى نظن أنها كانت نكسة فعلا وليست هزيمة وصدقنى فالفارق كبير ، ربما يبدأ تزوير التاريخ بالتلاعب بالألفاظ

يقال والعهده على الراوى أنه عندما إستفسر عبدالناصر عن خطة الإنسحاب قيل لهم ” قولنلهم ينسحبوا” فقد كانت الهزيمة ساحقة وإن أردت أن تعرف أكثر عن ماحدث لأبناءنا فى هذه الحرب لك أن تقرأ أى من مذكرات الضباط الذين عاشوا هذه المرحلة لتعرف أن الجنود المصريين بعد أن قيل لهم ” إنسحبوا” عادوا بدون خطة إنسحاب ولا أى شيىء معهم وتهاوا فى سيناء أسابيع وشهور بعضهم مات جوعا وعطشا وبعضهم رجعوا بصعوبة بالغه وحتى عندما وصلوا إلى مصر عاملوهم بإستحقار وحملوهم سبب الهزيمة!!!!!!!

ولا تنسوا أن الشعب المصرى تعرض فى هذه الأثناء إلى الكدبة الأكبر فى تاريخهم الحديث ، فبعد أن سمع المصريين أخبار إسقاطنا عشرات الطائرات و الهزائم التى ألحقت بالعدو ، لم يمر ساعات إلا و وسمعوا نبأ الهزيمية ، ثم خطاب التنحى ، وهذا الخطاب له كلام آخر ، فالمعروف أن أثناء الحروب لا يجب أن يتنحى الحاكم حتى أن الدساتير تعطى لة حق الديكتاتورية أثناء الحروب -هذا فى الدول الديمقراطية - لكن أن يتعرض الشعب اليوم للهزيمة وتصبح أرضنا محتلة ولم تمر إلا ساعات قليلة وعبد الناصر هو السبب فى الهزيمة بصفتة رئيس الجمهورية والمسؤل الأول عنها ، بعد كل هذا يأتى ويلقى خطاب التنحى ، ولو إفترضنا جدلا أنه كان ينوى التنحى بالفعل فهذا يعنى الهروب ، ليس الهروب فقط بل الهروب من أزمة إحتلال كان هو أحد أسبابها وأحد المسؤلين عنها ولو كنت أستبعد هذا فخطاب التنحى بتداعياتة لم يكن إلا سيناريو يستطيع به عبد الناصر حفظ ماء الوجه بعد ماحدث من هزيمة وكدب على الشعب المصرى .



أما عن مقارنة الحالة السياسية قبل وبعد الثورة فالواقع يقول أن الحقبة الملكية فى مصر منذ دستور 23 كانت تمثل بالفعل حالة نيابية متطورة فرغم أن النظام كان ملكيا إلا الأحزاب السياسية كانت مؤثرة جدا فى الحياة السياسية كما أن الملك لم يكن يستطيع تغيير الدستور إلا بموافقة البرلمان كما أن السلطة الفعلية كانت لرئيس الوزراء كما كان ينص دستور وقتها ، أما فى عصر عبدالناصر فلم يكن هناك أحزاب أصلا ، ولا يوجد سوى الإتحاد الإشتراكى ، ولاأقصد هنا أن أعلى الملكية على الجمهورية لأنى هنا أتحدث عن النظام النيابى الذى نطالب به الآن.
ويذكرنى هنا أن أقول أن بعد الإنقلاب وإلغاء الأحزاب تم إضطهاد وتهميش سياسى لمصطفى النحاس رئيس الوفد قبل الإنقلاب حتى أنهم إعتقلوا عدد من الآلاف التى مشت فى جنازتة!!!!




ولا تنسوا الوحده بين مصر وسوريا والضغط الرهيب الذى حدث للسوريين بسبب هذه الوحده حيث قامت على أساس الإلهام ولم يراعى فيها التعامل مع الجانب السورى على أنه شريك مساوى للجانب بل تم التعامل بعقلية الدولة الشمولية التى تدور فى فلك عبدالناصر مما أدى إلى الإنفصال حتى أن عبد الناصر إشترط إلغاء التعددية السياسية فى سوريا قبل أن يقبل الوحده ،كما وصل الإستبداد إلى محاولات تسريح ضباط سوريين لضمان السيطرة على الجيش السورى .

هناك سؤال غبى جدا أخير … السؤال هو لو لم تقم الثورة - الإنقلاب - هل سنظل فى الملكية؟؟ من يعرف ربما كانت قامت ثورة شعبية حقيقة خاصة وأن الظروف كانت مواتية جدا لذلك بل وتذيد من فرصة قيام ثورة شعبية حقيقة أكثر مما نحن فيه الآن ، أو أن ينجح البرلمان المصرى فى تغير النظام من الملكى للجمهورى كما كان يحاول حزب الوفد أن يفعل قبل الإنقلاب بقليل ، أو يصبح النظام الملكى كما هو فى بريطانيا الآن

بالله عليكم هل كانت ثورة أم إنقلاب؟؟؟
لم تكن ثورة ولم تكن نكسة
كان إنقلابا وكانت هزيمة

- مدون مصرى



#محمد_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الطاهر - الإنقلاب ليس ثورة والهزيمة ليس نكسة