راية الظلمة عالية حتى العتبة الأولى من عام 2008

وليد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 02:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يخاف بعض المثقفين العرب، على ما يبدو، من الإفصاح عن مواقفهم تجاه الحريات العامة في العالم العربي، خشية من بطش الأنظمة.
لكن هناك نوع آخر من قمع الحريات تمارسه الجماعات المتطرفة، وهي أشد خطراً كونها تتدخل في النسيج الاجتماعي وتؤثر مباشرة على حياة الناس.
إن الإسلاميين الجدد في العالم العربي صادروا الحقيقة في جيوبهم، وحللوا وحرموا وفقاً لظروفهم النفسية، ووضعوا مهمة عاجلة لهم: تكميم أفواه الناس وحرمانهم من حرياتهم الأساسية ونشر ثقافة الخوف والموت بإعتبارها الثقافة الوحيدة القادرة عن نقل الناس من جهنم الحياة إلى جنة الموات.
أن لا تستطيع المرأة السعودية أن تقود سيارة حتى اليوم هو مؤشر وحيد وبسيط على مدى سيطرة الجهالة على مجتمعاتنا، وأن يتحكم في رقاب الناس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وهم مجموعة من الناس لهم أهوائهم وأمزجتهم الخاصة ) دليل آخر على ذلك.
وإن طال الأمر سيظن هؤلاء أن لهم الحق في تحديد مواعيد الأكل والشرب وقضاء الحاجة، وسيخلقون تبريراتهم دوماً.
إن معركة العالم العربي الحقيقية اليوم هي معركة ثقافية ، بين تيارين أساسيين
تيار الظلمة وتعميم الجهل وله سطوة حتى اللحظة ، والدليل ما يعيشه المواطن العربي من حرمان واحتلال وقمع للحريات وطمس للإبداع والسير في مؤخرة ركب الحضارة الإنسانية.
وتيار محدود التأثير ومنعزل ، ومهدد يعلي من شأن المعرفة والحرية بإعتبارهما عتبتا المرور نحو التقدم.
أكبر إنجازات تيار الظلمة أنها استطاعت أن تخيف بعض المثقفين عن قول رأيهم وتقديم بدائل مضيئة لما تقدمه الظلمة.
على الرأي أن لا يكون تصالحياً مع الظلام، عليه أن يضيء ويأخذ من مساحات الظلمة حيزاً للشموع ، فالظلمة أسدلت ستائر جهلها على مدن كاملة وريف يمتد من الخوف إلى المجهول.
يستلذ الظلاميون الآن في العالم العربي وهم يحققون حلمهم في نشر الستائر على قلوب وعقول الناس، وهم يرون رعشات الخوف في قلوب المارة حين تجتاح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شوارع المدن.
وبين أنظمة البوليس وتيار الظلمة يعيش المواطنون العرب على صفيح ساخن ، يتقلبون ، لا استقرار ولا تقدم ولا رفاه ، أنها راية الظلام الوحيدة ترفرف عالياً في سماء واسعة ، قمرها مخسوف ، وشمسها مكسوفة ، لا نجوم.


فلسطين

#وليد_الشيخ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل