أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عقبة البطاح - الأم بين الحضارة و المدنية














المزيد.....

الأم بين الحضارة و المدنية


عقبة البطاح

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 07:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


توارت كلماتي خلف ستار يلفها الوجل و يغطيها ثوب حياء , و أعرض قلمي عن الكتابة أمام عظمة الام فأصبح لا يجيد صياغة الحروف و ارتجف بين أناملي خوفا و ورعا
فأخذت ذاكرتي تجول و نفسي في هذا الفضاء الرحيب عندها سألت نفسي قائلا...
ايتها النفس هل رأيت الشمس تشرق من وراء الافق أم رأيت القمر يضيئ في الليلة الرابعة عشر من الشهر القمري , تعالي معي يا صديقتي نمتطي صهوة المجد نركب الشمس حصانا نحلق في سماء الحب و العطف و الحنان و ننهل من نبع الحياة ما هو عذب كالزلال و نرشف من خمرة المحبة الازلية نخب الامومة و نستظل بظل هذه الشجرة الوارفة الظلال و التي تشبه أمان و ظلال الامومة بجذورها الراسخة في أعماق القلوب و فروعها التي تلوح مع النجوم في السماء
نستظل تحتها لاقص لك بعض ما يجول بخاطري من مشاعر اتجاه هذا النبع من المحبة و التي تدعى الام...
ايتها النفس اسمعي و أعي :
ان فضل الام و رضاها غاية كل انسان على وجه البسيطة فالجنة تحت أقدام الامهات و ما نقدم لهذه المرأة العظيمة من غالي و نفيس لا يساوي لحظة واحدة من لحظات وهنها و حملها و سهرها الليالي الطوال على راحتنا , هذه المخلوقة التي تفرح لفرحنا و ترضى لرضانا و تتألم لمعاناتنا فهي كالشمعة التي تحترق كي تنير لنا الطريق
و قد أوصى بها الله سبحانه و تعالى من فوق سابع سماء و كرمها و فرض محبتها و طاعتها و ارضائها قبل البشر (( و وصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن و فصاله في عامين ))
و قد اثنى على فضلها الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه و سلم ) حين أتى عليه رجل فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال امك فقال ثم من قال امك فقال ثم من قال ابوك
انظري ايتها النفس الى فضل الام فقد سبق فضل الاب بثلاث مرات لما تعانيه الام من مشقة لتصنع رجال و نساء للمستقبل المشرق فلا مستقبل بدون جهود النساء
ايتها النفس
ان المفهوم الحضاري بالنسبة للام و كرمها و التقرب منها واجب على الانسان و فرض دون منة منه و كل من يتخلف عن الواجب المطلوب منه اتجاه الام هو عاق و اثم و منبوذ و مطرود من رحمة الله و الناس اجمعين
بل حتى كلمة اف للام فيها اثم و امرنا الله ان نقول لهم قولا كريما
و اعلمي ايتها النفس ان كل لحظة من اللحظات بكنف الاسرة هي عيد و صلة رحم بين الام و أولادها فالام لا تنتظر من ابناءها هدايا مادية فحسب بل تنتظر عطف و محبة و طاعة و تقرب و صلة و الهدايا للام لا تقتصر على زمان معين نحتفل فيه بها و نقدم لها الورود بل بكل زمان و مكان يجب ان تكرم به الام
و كما الانسان يحب و يرغب ان يبره أولاده و يعامله فليعامل أمه و أبوه و أعلمي ايتها النفس ان المعاملة بالمثل و الجزاء من جنس العمل
اما الام في المفهوم المدني ايتها النفس و للاسف الشديد أخذ بعدا أخر في معاملة الآباء و بر الوالدين و معاملة الام فأصبح الناس بحاجة الى يوم في السنة كي تجتمع به الاسرة كاملة أو منقوصة اذا كان هناك خلاف بين أفرادها بسبب التفكك الاسري الذي تعاني منه الآن معظم الاسر بسبب مشاغل الحياة كما يدعون
فأخذت دول العالم الغربي تحديد يوم في السنة يدعى عيد الام لصلة بين الام و ابناءها الابرار و هذا اليوم أختلف من دولة الى أخرى
و من أقدم من أحتفل بعيد الام هم الاغريق حيث كانوا يقيمون احتفالات في بداية فصل الربيع و يهدونها الى الاله الام (( ريا )) و بعدها أخذ هذا التقليد ينتشر في الدول الغربية ما يسمى بعيد الام
و حتى عام 1956 كان الخير لا يزال قائما في الامة العربية الى أن قامت أحدى الامهات بأرسال رسالة الى الكاتب الصحفي السيد علي أمين مؤسس دار الاخبار تشكو فيها جفاء أولادها و كتب في عموده الشهير المخصص له في الصحيفة رسالة يدعو فيها الى قيام عيد الام في مصر و لاقت الفكرة ترحيب من القراء و تم تحديد 21 آذار ( مارس ) يوم عيد الام و هو بنفس اليوم المصادف للانقلاب الربيعي ( بداية فصل الربيع )
كما تزامن مع رأس السنة عند الاقباط و عيد النيروز عند الاكراد ( نقول لهم جميعا كل عام و انتم بألف خير )
هذا بأختصار شديد ايتها النفس و لكن ينتابني الآن شعور بالحزن و الالم و الشفقة قفي معي كي نواسي الامهات اللواتي فقدن أولادهن بسبب سفر أو موت و دعيني أنحني أمام الاطفال اليتامى الذين لا يوجد لهم أمهات يشاركونهم هذا اليوم فسوف يمر عليهم اليوم قاسيا صعبا عصيبا اليما
ايتها النفس توجهي معي الى الاعلام بكل اشكله لكي نتوسل له ان لا يتجاهل الثكالى و اليتامى في العالم فهم الاحق بالعطف و الرفق و الحنان
كما اتوجه بتحية اجلال و اكبار الى امهات اخواننا في فلسطين و العراق و لبنان الذين قدموا ملايين الرجال و الشباب و الاطفال قرابين على مذابح الحرية و التي تمر الاعياد على بيوتهم موشحة بالحزن و الانين
و لامي و لجميع أمهات العالم و بكل زمان و مكان أقول :
من صدى الود في قلوب البشر
من فرحة الارض بقدوم المطر
من صميم القلب أختار العبر
و أقول لكم كل عام و أنتن بألف خير
و ختاما ايتها النفس لوكان للصوت صدى و لو كان هناك حياة لمن ننادي لصحت بأعلى صوتي الى وزارات التربية و التعليم و وزارات الاعلام في كل أرجاء المعمورة ان تقدم مناهج و برامج هادفة لاعداد الانثى و منذ نعومة أظافرها لتكون في المستقبل الام المدرسة و المربية الفاضلة أم الابطال و العلماء و أم الداعين الى المحبة و الالفة و السلام بين جميع الاديان
هذا ما دار بيني و بين نفسي من حوار لم يكتمل بسبب مقاطعتنا ببعض الدموع التي سالت على خدودي أمام هول ما نحن عليه الان من هون في حقوقننا اتجاه انفسنا و اتجاه الاخرين بداية من الفرد الى الاسرة الى الوطن
اصلح الله أحوالنا و أحوالكم اجمعين .



#عقبة_البطاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عقبة البطاح - الأم بين الحضارة و المدنية