أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال الخطيب - همة الكهول وحنكة الاطفال














المزيد.....

همة الكهول وحنكة الاطفال


جمال الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2220 - 2008 / 3 / 14 - 00:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يا قوم إني من أَمري على حالتين : حالة يقين وحالة شك ولا بد لي من إحداهما ، أما حالة الشك : فإني إن استندت إلى ابن تاشفين أو إلى الفونس فيمكن أن يفي لي ويبقى على وفائه ، ويمكن ألا يفعل ، فهذه حالة شك ، وأما حالة اليقين : فإني إن استندت إلى ابن تاشفين فأنا أرضي الله ، وإن استندت إلى الفونس أسخطت الله تعالى ، فإذا كانت حالة الشك فيها عارضة فلأي شيء أدع ما يرضي الله وآتي ما يسخطه؟! " إن دُهينا من مداخلة الأضداد لنا فأهون الأمرين أمر الملثمين – لقب المرابطين - ولأن يرعى أولادنا جمالهم أحب إليهم من أن يرعوا خنازير الفرنج " ، وقال لبعض حاشيته لما خوفوه من ابن تاشفين : " تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية ، إن رعي الجمال خير من رعي الخنازير" . ولئن أكون مأكولاً لابن تاشفين خيراً من أكون أسيراً لألفونسو
المكان اشبيلية المحاصرة من الفونسو
الزمان زمان ملوك الطوائف في الأندلس, كلُّ طائفة تلعن أختَها , وتأمل أن تقدمها قربانا لالفونس ملك الإفرنج لعلها تدفعه عن نفسها أما القائل فهو المعتمد بن عباد حاكم اشبيلية الذي كان قد شارك الفونس في حصار طليطلة وإسقاطها بيده ليجد نفسه محاصرا وليكتشف متأخرا أنه أُكل يوم أُكلت طليطلة , وان أمامه خيارين فقط "أصولية" وبداوة ابن تاشفين والملثمين أو المرابطين أو الخضوع لألفونس وتسليم البلاد والعباد وان عليه ان يختار من "مداخلة الاضاد"..ان يكون راعي جمال عند ابن تاشفين أو راعي خنازير عند الفونسو ..
ترى ماالذي سيتغير شكلا ومضمونا لو استبدلنا اسم الفونس ب بوش أو أولمرت وابن تاشفين ب "ابن لادن" أو أحمدي نجاد والمعتمد باي من الزعماء العرب؟
يقال أن التاريخ حين يعيد نفسه يعيدها اما على هيئة مأساة أو مهزلة , لاشك ان الفونس ليس كبوش وبن لادن ليس كابن تاشفين ولا الاندلس حق من حقوق العرب الضائعة , لكن الجوهر واحد في حالات الصراع وزمن التحولات الكبرى , فاقِد القوة وفاقِد الارادة السياسية يصبح موضوعا لتجاذب الارادات المتصارعة لا يملك من الهوامش والخيارات الا ماتتيحه فضلات اللاعبين الاكبر .
تنظر في الافق العربي فتجده مفتوحا على خيارات ليس منها خيار التقدم والتطور , ما بين تيار أصولي يهدم الحاضر لبناء ماض لامستقبل له و تيار وصولي يرهن المستقبل لِحاضرٍ لا حاضِر فيه .
في العراق بيارق الطائفية ترتفع و بيادقها تتحرك و يعاد انتاج اسوأ أيام العرب.. يوم الجمل وما يليه , حين حصلت الحرب الاهلية الاولى بين المسلمين , نفس المواقع ,نفس الاسماء ولربما اعيد قتل نفس الشخص مرة أخرى ,ألم نسمع بنسف مرقد طلحة بن عبيد الله أحد قادة يوم الجمل من اسبوعين ليعود اسمة يتصدر نشرات الاخبار بعد غياب الف وأربعمائة سنة؟!
وفي الشام يعاد انتاج اسوأ أيام الشام صفين , شيعة..سُنَّة...وروم ومُحَكَّمٌ يتبعه مُحَكَّم فيما تغيب الحكمة وتحضر المحكمة .
خلال الفترة الماضية كنت منشغلا بكتابة كتاب عن تاريخ السلطة في الاسلام من خلال قراءة النصوص والخطب , والحقيقة انه هالني ان أرى اننا نكاد نعيش نفس الصراعات والمواجهات التي حدثت مع بداية تكون الامة في القرن الاول الهجري , ويجذبني علم النفس التطوٌّري جانبا ليقول لي ان تلك المشاكل لم تُحل من ذلك الوقت لذلك هي تُطِلٌّ برأسها عند المنعطفات الصعبة تماما كما يحدث مع الانسان الفرد يتطور من مرحلة لمرحلة وفي كل مرحلة هناك عقدة يتجاوزها لينتقل من الطفولة الى الفُتوَّة الى الشباب الى النضج والاستقرار ,فمثلا في اول سنة من العمر يتعلم الطفل ان يثق اولا يثق بما حوله من خلال حنان الام واشباع الرضاعة ثم يحل عقدة السيطرة على اعضائه ومن ثم استقلاليته المستقبلية وفي السنوات من السادسة حتى الثانية عشرة يتعلم الثقة بنفسه وفي فترة المراهقة والشباب تتشكل هويته وهكذا مرحلة مرحلة يتطور الانسان نفسيا وعقليا وصولا الى النضج و تحقيق الذات.
إذا لم يحل أحد التناقضات في مرحلته العمرية الخاصّة فأن هذا التناقض يُرحّل الى الفترة اللاحقة ويحمله الانسان معه على شكل توترات نفسية وعصبية ,اوعاطفية, أو عقلية او سلوكية أو كلها معا , تظهر وتكشف عن نفسها في اللحظات الحرجة ,لحظات الضعف ,الحسم او أوقات الشدائد متسللة أحيانا على نحوٍ من قلق ٍ خفيف ومنفجرة أحيانا أخرى على نحوٍ من كآبة كبرى أو فصام أو حتى انتحار.
كثيرة هي العقد التي لم تحل في سياق تطور امتنا العربية سُوِّيَت وطُبْطِبَت ولكن لم تحل لذلك تعاود الظهور والانفجار عند كل منععطف
ماهي علاقة الدين بالدولة؟ العروبة بالإسلام ؟ من يحكم ؟ كيف نختار من يحكم؟لمن الثروة ؟ ومن يتصرف بها ؟ نحمل كل هذه التناقضات وغيرها من العقد غير المحلولة عبر العصور ولذلك نجد انفسنا وإمتنا نكبر ونهرم, ولكن لا ننضج هناك فرق بين عمرها "عمرنا" العقلي والزمني فصار لنا همة الكهول وحنكة الاطفال.



#جمال_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف والفزع
- تقرير فينوجراد وشكل الحرب القادمة!
- االفرق بين عقل الرجل والمرأة- بحث في علم التشريح السلوكي


المزيد.....




- مصورة توثق جانبًا مختلفًا لمصر تحت وهج أضواء النيون
- أعلى أرجوحة في أمستردام..هل تجرؤ على التأرجح خارج حافة برج ع ...
- حكومة حفتر ترفض استقبال وفد وزاري أوروبي لشؤون الهجرة بدعوى ...
- الأطفال الخدج أمام -خطر الموت- في مستشفى الشفاء بغزة، و-قضية ...
- في علاج غير تقليدي.. مرضى باركنسون يُواجهون آلامهم بفنّ الكا ...
- نتنياهو يكشف فحوى محادثاته مع ترامب وسط تفاؤل حذر بشأن غزة
- نحو تعليق الرحلات التجارية بمطار مرسيليا بسبب استمرار مكافحة ...
- نفايات يورانيوم مشعة فرنسية في أرمينيا؟
- تجسس مضاد ضد موظفي المخابرات غير الموالين لترامب.. وانتحال ه ...
- البرازيل والهند تطالبان بعضوية دائمة في مجلس الأمن بدعم من ا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال الخطيب - همة الكهول وحنكة الاطفال