أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انانا الأمير - درب الحطابات00 جوازسفر للحب














المزيد.....

درب الحطابات00 جوازسفر للحب


انانا الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 2216 - 2008 / 3 / 10 - 09:13
المحور: الادب والفن
    



نعم ...إنّها جواز ُ سفرٍ للحب تحت سمائنا الملبدة بغيوم الضغينة ، إنّها جواز ُ سفرٍ للثورة ِ على جاهلية ٍ أحرقت الجمال وابدعت ْ في إغلاق ِ نوافذِ القمرِ وشرفات ِالغناء ، هي جواز ُ سفر ٍ إلى اعماقنا وملامسة ذلك الكائن الطفولي المفعم بالنقاء الذي حجبته عن ابصارنا وبصيرتنا اوحال زمان مشابه ٍ لزمان الرواية ، موحل ٌ بالعبودية وإن هتفت حناجرنا بأننّا أحرار،
فاي حرية ونصيبك من المطر ليس َ انت من يقرر ساعة المسير تحته ،
اي حرية ورائحة الخوف تحاصر حكاية عينيك ؟
أي ُّ حرية ٍوكشتن – أنا أساءت فهم البشارة ومنحت الفرات ربيعا قصيرا وحبا ً شريد ...

هادئة تبدأ الرواية كصوت ِ مجداف مشحوف ٍ عند الغروب بين اكمات القصب ، وكهمهمة مغني ابوذية .
يتخذ ُ الهلالي لحروفه ِ من صدورنا متكئا ً ، يُجْلِسُها دانية ً من خيالنا فترتشف معنا القهوة لنسافر في عبقها الى مضايف ٍ يسكنها موروث ٌ هائل من القيم ، نشم منها رائحة الأرض الخصبة وعطرالأنسان ورائحة الرغيف المسجور في تنانير الجنوب . نسمع ُ كلمات البردي المخبوءة وتراتيلا تفيض بنبل ٍ وشموخ لاحدود له .

معزوفة كانت الرواية ،
تقاسيما على نغم الإباء ،
تتصاعد النغمات شيئا فشيئا وتتقمص الوجدان حتى تصل لمنبت الدمع ِ في كل موقف ٍ لضامر يعلمنا به أن " الغناء لايباع ولايشترى " ، تماما ً كما الثورة والرجولة " لاتباع ولا تشترى " تبلغ مواقف ضامر ذروتها بعد لقائه بشخصية " ابو عناد " حين يحمل صوته رسالة لاستنهاض الهمم فيغني للعمال في احتفالية داخل كمب الانگليز

ادكك والطم على راسي بلادي
منك يلعذبت روحي بــــــلادي
لان جارت على عزت بـلادي
كرام اهلي وان شحوا عليــــــه

فتثور حمية العمال ويتأجج غضبهم ضد الانكليز فيتحول الغناء الى مصادمات معهم يهرب بعدها ضامر الى عبادان ، هناك يحفظ عهد رسالة الغناء ويواصل شحذ الهمم ويغني :
الوطن عبادان يهلي اشتكولون
الواشي والنمام خلهم يفرحون


. موقف ضامر المتكرر دوما يمنح الدمع حرية الهطول فخرا واملا ً بل إيمانا ً بفلسفة ِ الهلالي : " كي ننجو بايام ٍ قادمة لابد من نافذة ٍ للحب ومزرعةً ٍ للجمال ، لابد من كتابة أمنياتنا الدافئة على الغيم كي تَّساقط همسا ً صادقا على هُدُبِ المحبوب حين نغني له ..مايهوى ..

وتتواصل المعزوفة ، يطل ُّ الهلالي بين أنغامها وبين انفاس حكمائها كانهم جُبِلوا من طينته وكأنه جُبِلَ من طينتهم فيكون السؤال " تراه كان يكتبهم أم تراهم كانوا يكتبوه ؟ ""

وكتعدد ِ ألوان الغناء تعددت ْ الوان الكلمات
وفي دروب الحطب تعددت الوان ثياب النساء
فكانت تُلْمَح في حالة ِ ذهاب ٍ واياب كحضارات متعاقبة ٍ وازمنة ٍ موغلة في اللون الأصيل ، حتى الأحلام المقتنصة من شوك الأيام تجملت وتزينت ْ لمواعيد مؤجلة ، فكانت كل حطّابة غابة شوق ٍ لهوى ً يسكنها وتسكنه ، كان شيء ٌ ما يوغل في احاسيسها فيخضر الحطب بين يديها ويتلون كالوان البسط التي تفترش في الاعراس ، تلك البسط برع الهلالي في وصفها الى حد التماهي بطقوس الزواج المقدس وكأن كل شارع بقصبات الرواية صار موكبا لعرس ٍ سومري ...



أنقياء هم ثوار الرواية ...
حميد ، حسنية الشهيدة "الروح المختطفة بظن حميد "وكل مقاتلي معركة البطنجة التي صارت سفرا يحكى في الدواوين ...
ففي مساءٍ لم يكن حميد يرتقب مجيئه ، جاءت القناديل له بنبأ عن الحب اليقين ، أسرته : " خطفوا حسنية "
ومنذ ذلك المساء إستقال عقله عن اليقين ، منذ ذلك المساء يطالب ضامر بثوب ٍ أبيض لعرسه يوم تعود حسنية اليه ، فيجيبه ضامر :
" لك ماتريد ياحميد ، ثوبا ابيضا ً مثل قلبك أيها الثائر الكبير "

فمن يجيد الثورة غير الأنقياء كالمطر ...
من يكون مشعلا للثوار غير من صهره الحب في بوتقته ...
من يجيد الثورة غير من يهتف لدجلة : " أضيئي مواسم فرح الوطن ..فتضيء "
فأي رحم حزن ٍ هذا الذي انجبت منه الرواية ياهلالي ؟
واي مخزون جراح تطفو عليه ،كفيل باشعال ثورة ٍ تصبها على الورق يعتصم بها الثوار والأحرار وتدق على نافذة ذاكرة من نسي احتراف الغضب بوجه المحتل كيفما كان وفي كل زمان ...
باي نبضة ٍ كنت تكتب بها اسم العراق في الرواية ؟
بنبضة الحضارة ؟
بنبضة التاريخ ؟
بنبضة دم قوافل الشهداء
بنبضة المبعدين في شتاء المنافي ؟
ام بنبض كل شارع وزقاق ٍ مطل نحو دجلة ، يحوم حول المراكب ساهرا علَّ طريقا ما يوصله لبغداد المختطفة " كروح حسنية "و يشق نقاب الظلام عن صبح بسمتها الغائبة ِ كمكتوبٍ ...ضاع في البريد
____________________________________

الرجوع الى الصفحة الرئيسية



#انانا_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انانا الأمير - درب الحطابات00 جوازسفر للحب