أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد عيسى أحمد - عندما يحب عادل إمام الجميع ...!















المزيد.....

عندما يحب عادل إمام الجميع ...!


مفيد عيسى أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 687 - 2003 / 12 / 19 - 08:17
المحور: الادب والفن
    


  بدا عادل إمام في لقائه مع زاهي وهبي في برنامجه المعروف " خليك بالبيت " في حلقته الذي بثت بتاريخ 25 تشرين الثاني  شديد الحرص على شباك التذاكر ليس فنياً فهو أمر أتقنه ولكن سياسياً واجتماعياً " كل الناس كويسين " .
فنحن و إن بقينا في بيوتنا لمتابعة اللقاء ( الذي كان من الممكن أن يكون استثنائياً ) , توقعنا أن يضئ جوانب فنية وحياتية مختلفة ذات علاقة بالنجم ولكنها تتعداه إلى رموز أخرى عايشته ، غير أن النجم كان شديد  الحيادية ولكنها حيادية مترفعة حادة واضح أنها إعلامية فقط , والحيادية كلمة خرجت من القاموس السياسي وخانته فيما بعد .
   بدأ اللقاء بمقدمة طويلة نسبياً أقرب للخطابية والاحتفاء المبالغ فيه وبأسلوب قراءة أضحى تقليدياً ، وهذه المقدمات التي يعتمدها زاهي وهبي هي من ثغرات البرنامج الذي عليه أن يتجاوزها ، فالتقديم المباشر السلس والتلقائي بدون كلمات مكتوبة قد يكون أكثر تعبيراً وأقوى تأثيراً .
    ما يعوز هذه اللقاءات الجرأة والصراحة بل أكثر من ذلك " الاعتراف " . وهو ما تخلو منه معظم البرامج ذات المضمون المتقارب ، صحيح  أن البرنامج  ليس من نمط برامج المذكرات  التي تشكل لونأً ً مستقلاً بذاته والتي تقوم عندنا على إبراز محاسن الذات وتمحور الآخر عليها عكس البرامج التي لها نفس الصبغة عالمياً التي تستضيف فنانين وسياسين ومشاهير حيث فيها من الصراحة والاعتراف ما يصدمنا أحياناً . قد يكون هذا غير مطلوب في برنامج مثل ( خليك بالبيت ) ولكن ما يميز برنامج عن آخر  أو حلقة عن أخرى هو  أهمية الطرح الذي به نتعرف على الفنان خارج إطار أعماله الفنية .فحتى وان استطعنا تكوين تصور ما عن آراء و ثقافة ممثل معين من خلال مجمل أعماله ، فهذا سيدخل في إطار التوقع فقط  الذي قد يسقط عندما تتحقق فرصة حقيقية لذلك .
   عادل إمام ليس على خلاف مع أحد يبدو متواضعاً مندفعاً للعمل ومتفان، وقاصر من ينكر نجوميته ، لأكثر من ثلاثة عقود  يعتبر من أهم نجوم الكوميديا العرب ورغم الخلاف على تعريف الكوميديا إلا أن إمام يعرفها تعريفاً بسيطأً وواضحاً( هي العمل الفني القادر على انتزاع ا لضحك ولكن من القلب أي الضحك الحقيقي ) ولكن هل يصل حد الفرح ؟ بالتأكيد هو يصبو  لذلك ولا أحد ينكر مقدرة عادل إمام على الإضحاك وهي مقدرة ناجمة عن موهبة حقيقية ولكن هل العمل السينمائي الكوميدي للإضحاك فقط   في هذه الحالة يتساوى  الفنانين الكوميديين بمن فيهم النجم بأي شخص قادر على إلقاء النكتة أو أي مهرج   .
   استعرض إمام بدايته لنعرف أن الحضور والقدرة الكوميدية لديه كانت بالوراثة ، وليكن هذا صحيحاً ما يهمنا قدرته هو فقط  .
   ما أكد عليه أكثر من مرة خلال اللقاء و ما يعتبره معياراً للنجاح وللمستوى هو شباك التذاكر رغم تكرار السؤال أكثر من مرة من قبل زاهي ، إلا أنه أكدأن السينما شباك تذاكر وصناعة .
لا أحد ينكر أهمية الأمرين ولكن لماذا جًرد السينما من جوهرها الفني و حضورها الأهم والذي لا يقتصر على شباك التذاكر فقط ؟
الســينما صناعة بأدواتها ( كاميرا , فيلم خام , معمل تحميض ) وهي كأي فن آخر له أدواتـــه  (  الفن التشكيلي – الموسيقا – المسرح – إلخ ) فهل من المنطق أن ندعو جميع هذه الفنون صناعة ؟ وكما أن هناك أفلام أنتجت بغية الاستهلاك أي للسوق  فقط  هناك الكثير من اللوحات والمسرحيات  و المقطوعات الموسيقا أنتجت أيضاً لنفس الغاية .  ما يميز السينما أكثر أنها فن شمولي  فإذا كانت الصورة تساوي ألف كلمة فكيف بصور دينامية تحكمها هارمونية درامية والسينما اكتنفت الشعر و الموسيقا  الفن التشكيلي وحتى المسرح والرواية ،  و تسمية السينما وسمتها الأهم هي ( الفن السابع ).
يبقى تعريف تاركوفسكي للسينما بأنها (  فن الزمن ......) هو الأجمل والأعمق والزمن هو الحياة بشموليتها وليس تعداد مجرد ، فالسينما هي فن الحياة .
   السينما تحتاج التمويل في كل الأحوال وبالتالي لا أحد ينكر الجانب المادي لها ولكن ليس لدرجة أن تصبح غاية بحد ذاتها أي ليس لدرجة أن  تصبح السينما سلعة ، كثير من الأفلام شكلت علامة فارقة في تاريخ السينما وخرجت عن السائد وتخطت المألوف لتؤصل لنهضة ســـــينمائية وتخلق علاقات جديدة ومفاهيم للســـــينما والجمهور منها فيلم ( العزيمة ) للمخرج ( صلاح أبو سيف ) الذي خرق النمط السينمائي الدارج  بمضمونه الرومانسي الساذج و المكرر و فيلم ( المومياء ) للمخرج العظيم ( شادي عبد السلام ) والذي ما زال يدرس كأسلوب في الإخراج وكمدرسة سينمائية   . أما فيلم ( الكيت كات ) لداؤود عبد السيد فقد كان فيلماً كوميدياً مضحكا ً لكن بمضمون جاد وعميق  ، حقق معادلة الجمهور والمستوى الفني الرفيع . والعمل الفني الجيد هو الذي يلازمك حتى بعد حين من تلقيه هذا الحين قد يستمر حتى آخر حياتك ، مؤثراً في تفكيرك و طريقة حياتك وعلاقاتك .
ليست وظيفة السينما مسايرة الذوق الفني للجمهور فقط فالأهم الارتقاء بهذا الذوق ،  لنفرض أنه أنتج فيلمين واحد منهم كوميدي من بطولة إمام والآخر لممثلين غير معروفين بمشاهد عري وإثارة أي من الفلمين سيحقق إيراد أكثر ؟ بالتأكيد الفيلم الثاني . هل يمكن اعتباره فيلماً جيداً ؟ إذا ليبتهج السيد إمام أن هذه الأفلام غير مسموح بها رقابياً حتماً كان سيغيًر رأيه أو يغير .....
كان من الممكن لنجم مثل إمام أن يغني لقاءً مثل هذا ويجعلنا لن نندم لبقائنا في البيت ، فهناك مواضيع كثيرة فنية كأزمة السينما مثلا ً وعلاقتها بالأزمة السياسية والاجتماعية القائمة في المنطقة ، تأثير العولمة على مضمون وشكل السينما وذلك بفرضها وسائل اتصال جديدة وتأثره هو بذلك ، مواضيع عن تاريخ السينما المصرية  . إلا أننا اكتشفنا أن همه كيف يكون جمهوراً وكيف يحافظ عليه وهو أمر أجاده بطرحه المواضيع الساخنة.

    الأمر الآخر الذي برز في اللقاء وكأنه هاجس لدى النجم والذي ذكره مراراً هو موضوع التربية الجنسية حيث أتى على ذكره مرات عدة لا ندري إن كان بشكل مقصود وهو أمر ملح وهام في حياتنا ولكن لا أدري ما الذي دفع النجم إلى التركيز عليه مؤخراً ؟ قد يكون فيلمه الأخير ( التجربة الدانمركية ) الذي يتناول كما قال هذا الموضوع ،  فقد أتى بامرأة دانمركية لتعلمه الثقافة الجنسية  هو و مشاهدي الفيلم ... نستطيع الآن أن نقول أنه لدينا ثقافة جنسية . ولا ندري لما علينا أن نحضر الفيلم للثقافة الجنسية أم للضحك ..؟
    عمم إمام مفهوم الحب على كل شيء فهو تصالح مع ذاته و مع الآخرين وكأن إبداء الرأي يتناقض مع هذا المفهوم فنياً واجتماعياً وسياسياً  حتى عندما واجهه زاهي ببعض الآراء السلبية تجاه أعماله الأخيرة لم نسمع منه أي رد مقنع ولم يناقش الموضوع عندما ذكر زاهي رأي كمال الشناوي ( الكوميديا أفلتت من عادل إمام في أعماله الأخيرة ) ردً فقط بأن الشناوي سبق وعمل معه في عملين فلماذا عمل معه إن كان رأيه أن الكوميديا أفلتت من عادل إمام ... هل هذا رد ؟ لنفترض أن الشناوي ندم على هذين العملين وهذا ما حصل  ما هو رد إمام ؟ لم يرد ( فكل الناس كويسين و ما عنديش أي حاجة تجاه حد )
 حتى سياسياً هو يحب الجميع ( السادات – عبد الناصر – مبارك ) وهذا حقه الذي لم يسأله  أحد عنه والفائدة العظيمة التي أفادنا بها من لقائه إخباره إيانا أن فاروق حسني صديقه .... يا له من خبر.. لا أدري لما في هذه النقطة بالذات تذكرت الروائي المبدع ( صنع الله إبراهيم ) رغم عدم وجوب المقارنة  .
لقد فات زاهي  أن يذكر النجم الكبير رغم نباهته أنه نسي الملك فاروق .. عله يذكره في لقاء قادم .
   ليحب إمام من يشاء أما أن يعيب على مثقفي مصر الاختلاف فهذا ليس من حقه  فلا أحد يمللك مثله هذا الصدر الواسع والقلب الكبير ليحب الجميع أو بشكل أوضح  ليس كل المثقفين حريصين على شباك التذاكر ومن يختلف لا يختلف على حب فلان أو فلان  بل على أدائه حتى و إن كان في رأس الهرم السياسي   .
   وعادل إمام استهجن أولئك الذي يتكلمون عن الحرب وهي أمر كريه ولكن أي حرب ؟ هل هي إرادة المقاومة بالتأكيد ( بيقعدو عالقهاوي وبيقلوا حنحارب ومش عارف إيه )  لن ندخل في إشكالات وضع المنطقة السياسي و من فرض الحرب ، فهي أمور بديهية ، ولكن هل إرادة مقاومة المحتل تعتبر رغبة بالحرب ، بالتأكيد هناك فئة ممن تكلم عنهم  ولكن ليس الجميع فأبطال المقاومة الفلسطينية لم يجلسوا في مقاهي إمام يراؤوا بمناداتهم بالجهاد ولا أعضاء المقاومة اللبنانية كذلك .
   هو يريد السلام وهو قائم  باتفاقية كامب ديفد مع مصر ويريد بناء بلده فليبنيها ولكن ليكف عن التنظير المجاني على من يقدم دمه وحياته  ، سؤال آخر : ما حجم النمو الاقتصادي الذي حققته مصر بعد السلام وما مدى التقدم هل فاق فترة ما قبل السلام ؟
   مصر ليست في سلام والحرب نار تحت الرماد والاسرائيلون يدركون ذلك ، ويتصرفون على أساسه ويراقبون كافة مناحي الحياة في مصر بدقة ، وأي اتفاقية سلام لا تعدو هدنة في مدى زمني طويل لا يعني هذا عدم سعينا للسلام ولكن علينا إدراك هذه الحقيقة وطالما أنه مع البسطاء عليه أن يدرك هذه الحقيقة منهم وليس من الآكاديميين والسياسيين ليسألهم هل انتهت الحرب بالنسبة لهم  .
لم تكن مقولة عادل إمام سوى صدى لمقولة زعيم سياسي قالها في القمة العربية قبل الأخيرة ، أما قوله أن السادات سابق لعصره فهي صحيحة ولا شك . فهو كذلك فعلاً ، فقد كان له السبق في التبشير والمباشرة بهذا العصر الردئ والرخو .
غريب أمر نجم كبير ومثقف مثل إمام حين يضع النتائج مكان الأسباب والأسباب مكان النتائج ... ليس غريباً فقد يكون الأمر فيلماً كوميدياً ......
علينا أن نضحك .
مفيد عيسى أحمد
صافيتا- سرستان



#مفيد_عيسى_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد عيسى أحمد - عندما يحب عادل إمام الجميع ...!