أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - لمياء الماكري - المرأة والعنف















المزيد.....

المرأة والعنف


لمياء الماكري

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 09:25
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


تعاني المرأة العربية من ظاهرة العنف و الاضطهاد الذي يمارس عليها من طرف الرجل بصفة عامة و الذي يدخل في إطاره الإقصاء و التهميش, و الذي مهما حاولت المرأة التخلص منه إلا و تجد نفسها وسط دوامة العنف التي تتيه وسطها و تكون بلا قوة و لا حيلة,و كلما حاولت مواجهة ذلك الطرف الذي يعنفها إلا و كانت أكثر معاناة و اضطهادا .
فمنذ نعومة أظافرها تجد نفسها معرضة لعنف جسدي سواء من طرف الأب الذي يمارس عليها سلطته و قمعه ,فيمنعها من التمدرس و يحرمها من التمتع بطفولتها و من الخروج مع الأقران ,فتجد نفسها حبيسة البيت بين أربع جدران لا تستطيع تخطي عتبتها , و كلما حاولت ذلك و تحت أي ذريعة إلا و وجدت نفسها أمام جلمود صخر لا يرحم ,سواء ذلك الأب أو ذلك الأخ الذي لا يتركها تتنفس الصعداء أمام أي خطأ مهما كان صغيرا إلا و انهال عليها بالضرب المبرح و القمع و الشتم و السب, فتجد المسكينة نفسها تتمنى الخلاص منهما و الاستقلال بذاتها و تحمل مسؤوليتها و ألا تكون تصرفاتها مقيدة بسلاسل الأب و الأخ , فلا تجد مفرا غير الزواج مع عدم مراعاة مشاعرها تجاه ذاك الشخص الذي يرغب للزواج بها, فتفرح و تهتف أخيرا أنها سأتخلص من القيود .فيأتي ذلك الزوج بدوره ليمارس عليها سلطته و قمعه معتقدا أنه بذلك يبرز رجولته و يثبت فحولته, هذه السمات التي يتميز بها الرجل و يترجمها ذلك الزوج غير الواعي عن طريق الاعتداء الجسدي و الجنسي و الحرمان من أبسط الضروريات و التي في نظره تكون كماليات.ثم ينضاف إلى ذلك العنف الجسدي الممارس من طرف الأب أولا ثم الأخ فالزوج عنف من نوع أخر و هو عنف نفسي أو معنوي و يدخل في إطار عدم احترام نفسية المرأة و الاستهتار بمشاعرها و إقصائها,فتجد نفسها قد هربت من قفص مظلم لتدخل إلى سجن أكثر ظلما. فذلك الزوج لا يعتبرها كيانا حيا أو إنسانا له روح و ذو قلب ينبض بمشاعر الحب و الكره و الشهوة و الطموح مثله تماما أو ربما أكثر منه, فهو يعتبرها كائنا عديم الإحساس فقط عليه الطبخ و التنظيف و تربية الأطفال و الامتثال لأوامره دون مراعاة رغباتها و احترام إنسانيتها .و هذا الزوج غير الواعي و المستبد يعزز تهميشه و إقصاءه و نظرته الدونية للمرأة بقول الرسول عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام *النساء ناقصات عقل و دين*فيخرج الحديث من نطاقه ويحرف مضمونه الأصلي الذي يقصد من خلاله الرسول عليه الصلاة و السلام بأن المرأة ناقصة عقل من حيث عاطفتها و التي تغلب عليها في معظم المواقف الصعبة ,و أما ناقصة دين فهي الفترة التي أباح لها الله تعالى عدم الصوم و الصلاة و هي فترة الحيض و الرسول صلى الله عليه و سلم كان كريما مع نسائه و حريصا عليهن و متعاطفا معهن و هو صلى الله عليه و سلم أفضل قدوة يقتدى به في كيفية التعامل مع النساء , و ذاك هو المعنى الصحيح للحديث و ليس ما يعتقده ذلك الزوج الجاهل الذي يعتبرها كائنا ناقصا و يقلل من قدراتها العقلية و الجسدية فيراها لا تستطيع تحمل المسؤولية و عاجزة عن التفكير ,لكن الأيام كانت كفيلة بإبراز عكس ما كان يتصوره ذلك الرجل ,فالمرأة اليوم تميزت و تفوقت في مجالات و ميادين عديدة تعتمد الذكاء و الحكمة على وجه الخصوص,فالمرأة اليوم أصبحت قاضية و ربانة طائرة و عالمة رياضيات و فيزياء إلى غير ذلك من المهن التي تبرز فيها تفوقها بجدارة و منافستها للرجل منافسة نزيهة لا يشوبها حقد و لا كره.
ومن ناحية تعاني المرأة من تصرف آخر من طرف الرجل و هو التحرش الجنسي الذي تتعرض له كلما أرادت تغيير روتين المنزل بهواء الفضاء الخارجي لنسيان الهموم و الترفيه عن نفسها ,أو سواء كانت متوجهة لعملها أو لقضاء غرض ما في أماكن عمومية إلا و وجدت نفسها معرضة للتحرش الجنسي من كل رائح و عائد و ذاك ما يضيق و يعيق حركتها و ممارستها لحياتها بشكل طبيعي و عادي.
و عموما فالمرأة اليوم بدأت في طريق الوعي بجميع أشكال العنف الذي يمارس عليها و بدأت تتمتع بنوع من التحرر و الاستقلال خصوصا مع النظام الجديد و مع قانون مدونة الأسرة الذي أقر بحقوقها كما بين واجباتها .....و ما هو خارج عن ذلك فهو اعتداء على المرأة و عنف ضدها و اضطهاد لها,
أما بالنسبة للمرأة القروية فلازالت تعاني من العنف بمختلف أشكاله فنجدها محرومة من أبسط الحقوق و هو التعليم أكثر من المرأة المتحضرة أو التي تسكن في المدينة, إذ أنها تتعرض للضرب و الاغتصاب و الحرمان بشكل أكبر, لكن لا تستطيع فعل شيء و لا تجد من يستمع إليها أو يصغي لها لأنه لا توجد جمعيات أو مؤسسات تناهض العنف ضد المرأة في القرى و تحميها منه.
إن المرأة هي نواة الأسرة, و هي نصف المجتمع, إذ لولاها لما كان وجود لهذا الرجل, و العكس بالعكس.فالمرأة هي الأم و الأخت و الزوجة و البنت ,و كما يقال وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ,لذلك فعلى الرجل أن يشد بيدها و النهوض بها و تقديرها و احترامها و مساندتها, و عليه أن يقف بجانبها و يكون عونا و سندا و ليس ندّا لها إذ لا وجود لأحدهما بدون الأخر, لذلك يجب أن يكون الاحترام و التعاون متبادل بين المرأة و الرجل على حد سواء أن يلتزم كل منهما بما له و ما عليه في حدود الشرع و القانون, فالرجل و المرأة يكمل بعضهما البعض, و لا يستطيع أحدهما الاستغناء عن خدمات الآخر.
و في حقيقة الأمر, فالاحتفاء بالمرأة و تكريمها يجب أن يكون طيلة السنة و ليس فقط في يوم 8 مارس, و ما الاحتفاء بالمرأة في هذا اليوم إلا دليل على وعي يتواصل بقيمة المرأة و دورها بصفة عامة في المجتمع.و رغم كل الظروف فالمرأة اليوم بدأت تعرف نوعا من الاحترام من طرف الرجل و تمتعا ببعض الحقوق رغم أن ذلك في بداية الطريق ,إلا أنه نتمنى أن يأتي الزمن الذي يحترم فيه الرجل المرأة و يقدرها طيلة الأيام و الشهور و السنين و ذلك ليس بالأمر الهين,إذ أنه مازال على المرأة النضال و الكفاح خصوصا القروية لنيل جميع الحقوق و التمتع بها.
و عموما و كما ذكرت أنفا ,فالمرأة و الرجل هما نواة المجتمع و لا وجود لطرف دون الآخر,لذلك,يجب أن يسود بينهم الاحترام المتبادل و المودة و الرحمة و روح التعاون من أجل أن نكون مجتمعا صالحا لنشأة نسلنا ويكون بدوره هو الآخر صالحا و بذلك نضمن عيشا كريما لكلاهما و مهما كان موضعهما,فسواء كانت هذه المرأة الأم أو الأخت أو الزوجة أو البنت وكذلك هذا الرجل إن كان أبا أو أخا أو زوجا أو ابنا فعلى كل منهما أن يحترم الآخر و يلتزم بواجباته و يتمتع بحقوقه في حدود الشرع و القانون و ألا يتجاوزا تلك الحدود الموضوعة و الواضحة لكل منهما, فإن فعل أحدهما ذلك فهو يدخل في إطار ممارسة العنف على الطرف الآخر.



#لمياء_الماكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - لمياء الماكري - المرأة والعنف