أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عوض الزيدي - قريبا من أعشاشنا ، بعيدا عنهم















المزيد.....

قريبا من أعشاشنا ، بعيدا عنهم


سعدي عوض الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 08:13
المحور: الادب والفن
    



لا أدري ما الذي أقوله في البدء ...
البداية دائما هي الأصعب عندي ، هكذا كنت في مطلع الحب وبدء توهج الحرف وانبثاق الكلمة . أشتاق الى مطلع جديد يؤرشف خطوتي .... الى المجهول ...
حينئذ بدأت أستهل مقامة الهجرة من موطن القصب الى عش للنوارس على شاطئ دجلة ومدينتها المعززة المدورة والتي ما عادت كذالك وهي الى التحدب والتقزم أقرب ، وضياع الأوقات وانبلاج الأوجاع والإتيان بالأحزمة الناسفة هي الآن ...
أنهضوا أيها الأصدقاء ، المقاعد مقاعدكم تقتعد على عبوة ناسفة .
أسمعوا أيها الأصدقاء ، لا أحد يصدق منكم بموعد غرام مع حبيبته ، ساقاها ، لربما يتواطئان مع جماعة مسلحة ... ونهداها لربما يشربان نخب الموت للعاشق الآتي على أجنحة الغفلة والهوى والبوح وتأمل المدار الجديد ... فيكون التشظي ...
قال صاحبي : لا تمسك قلما خوفا منن التحول من شفافية السرد وتحلق الخيال الى انهزامية المراثي . .
كثير من الأصدقاء ماتوا وهاجروا وكثير منهم انزوى تحت نصل السكين ، رأيت الأشباح ، رأيتها ، رأيتهم يتأبطون السيف ألصدي ، أولئك أبالسة الظلام .. رأيت المنازل تحت أقدامهم تتحول الى دخان .. وسيقان الأطفال تتحول الى أعضاء زائدة أو فائضة عن الحاجة ...
وما أقسى أن يتحول بيتك الى ثكنة عسكرية وما أقسى أن يكون ميدان حرب .. هكذا صار بيتي ، أضحت كتبي وقودا للتدفئة ... سأوجل الأنين ...
أعود أليك يا صاحبي .. هل أدركت ما قلته سابقا ...
لا تعجب .. أنا لا أفهم القبضة الرابحة ولا حتى القبضة الخاسرة .. أنما الإنسان هو المعظلة الكبرى في بلادي ...
أنا ... الآن .. وفي اللحظة التي نجوت فيها من( ميتات ) محققة ، لا أتذكر من قبلني في اللحظة الحرجة مباركا لي ، ولا أتذكر ملامح من أشهر مسدسه بوجهي ونسيت تماما الوجوه السابقة ، وأنا يشدني الذهول ويطويني ، أزاء رقصة الموت المتواصلة .. ورغم ذلك مخمور ومغسول بتلك الأهزوجة القديمة التي قابلتني بها تلك المرأة القروية من قريباتي ذات يوم بعيد وهي تنشر كلماتها على رأسي مثل حلوى (( أهلا بخضيري الماي أهلا )) الآن لم تكن تلك المرأة موجودة والمكان ذاته والشط ، أعود اليه ؛ يعود ذالك الخضيري الى الماء والقصب . يلوذ بأفياء الشجر ، بلا غناء يحمل الأسى ، متلفع بالحزن والكآبة من دون أوراق ملونة يدون فيها لحظاته الجديدة ، لحظات الهروب من طنطل التفكير ورعب التهجير ، هل ينسى ( خضيري الماي ) بيته الذي تحول الى ثكنة عسكرية وكتبه الى موقد . هناك صوت ربما يأتي ، يقول ، لا تعري الأشياء والحقائق بهذه الطريقة ، اجعلها تلبس لباس البحر ، المهم مستورة عورة الأخ الذي ناكد صباحك وحول بيتك الى جحيم ومحرقة لأوراقك وذكريات العمر ...
ماذا أقول للنار التي اشتعلت في دفاتري .....؟
ماذا أقول للأقدام التي وطأت غرفتي حيث يسكن معي عشرات ومئات الكتاب ، عشاق الأرض والأنسان ، كنت أتدفأ بأنفاسهم ، بلواعج شجونهم التي يضمها كتاب ... ؟
ماذا أقول لنيرودا ، لوركــا ، السياب ، البياتي ، غائب طعمه فرمان ، حنا مينه ، الطيّب صالح ، فاضل العزاوي ، رشيد بو جدره ، الطاهر بن جلون ، الميداني صالح ،
ماذا أقول لهم بعد هذا الحريق و هذه المحرقة .. ماذا أقول للربيعي وستالين وبرنادشو
وبماذا وعن ماذا أصرح لـ : غاندي ، ناظم حكمت ، طاغور ، محمود جنداري ، يمنى العيد ، أدونيس ، الماغوط ، حسين السرمك ، نزار قباني ، مهدي عيسى الصقر ، موسى كريدي ، عبدالستار ناصر ، شوقي كريم حسن ، فيصل ابراهيم كاظم ، الهاشمي بلوزه ، وجدان عبدالعزيز ، عدنان الصائغ ، رفائيل البرتي ، أمير ناصر ، فيصل عبدالحسن ، خالد خشان ،
منذر عبدالحر ، قصي الخفاجي ، كاظم الأحمدي ، سهيا أدريس ، جويس ، سمر المزغني ، بيكت ، أحمد خلف ، وعشرات العنادل وهم يحترقون في حديقة المنزل في ذلك المساء الحزين الخالي من الشهود سوى السماء والطارق ... وهل السماء تبوح بالفضائح أو تبول عليها ، أنها تستحي كذلك ، ولكنها هي و الضمير الأنساني لا يستحيان من تعري الأنسان في وطنه ، ينزح في وطنه المهتوك ، المسحوق ، بعملية سحاق دولي مبرمج تحت ظل شجرة الديموقراطية الوارفة المظالم ...
كانت ( المدائن ) أشبه ماتكون بحلبة كبيرة تتصارع فيها الأشباح والعفاريت الآتية من كل حدب وصوب ، من كل الملل والطوائف والنعرات ، والشراذم ، تحت مخالبها تستحيل المدينة الجميلة الى مدينة كارثة ، مسكوت عنها ، مسدودة ، بل صماء ، إذا العالم الحي عما يستباح فيها وعن الدم والجثث والضحايا ، عن الأطفال المشردون ، النساء الذليلات مشاريع استباحة أكيدة ..
خرجت عاريا مثل آدم جدي حينما طرد من الفردوس ، عاريا وحافيا ، الا من الحلم والأمل .. خلفي وبي ذلك الركام وكني مدجج بالحلم والأمل ، مثل ذلك الطير الذي لا يمل الترحال ، مثل خضيري الماء الحر ، الذي يتشمم الطعم في الشباك ويعلو محلقا هازئا من الصياد ..
أعود الى ملاذي ، سأمي القاتل ، الذي يتشرب في الخلايا ، ليرتفع ضغط الكلمات تحت وطأة تغريد بلبل طليق ، تحت ظلال النخيلات ( الخمس ) في بستان (( ال عصري ))
المندثر أكتب من جديد أحداث الغد أهمش لوحة الخراب وأسراب الغربان وأسخر من أصوات القردة ونمور الورق ، وصانعي التمزق ومروجي التفتيت .. سأنصب فخا للواقعية
والحداثة والسريالية والتفكيكية والظاهراتية ، أنصب مقصورة الوجد التي تتربع على مقربة من طير الحب وهو ينسج عشا يشبه بيت نبينا إبراهيم مضمخا بحنين علي بن الجهم الى جسره وعيون المها بين الشطرة وكوخ القصب .

الشطرة شتاء 2008 م



) تولد 1962 بغداد
بكلوريوس أدب عربي
عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق
عمل في الصحافة منذ مطلع التسعينات .
أصدر مع فيصل ابراهيم كاظم (( بيان المدى )) القصصي
شارك في الملتقيات القصصية في العراق .
حرر شؤون تربوية وركن الأطفال في مجلة ألف باء .
صدر له :
رغوة المسافات ـــ قصص ـــ بغداد 1996
وداعا أيتها السنة القادمة ــ دار الشؤون الثقافية العامة 2000
قصص من العالم الجميل ـــ دراسة ومختارات لأصغر قاصة في العالم التونسية سمر المزغني ــــ بغداد ـــ 2000
أحزان صانع الحكايات ـــ دراسات في أعمال أحمد خلف ـــ بالمشاركة مع مجموعة من الباحثين العراقيين ـــ بغداد 2002 ـــ دار الشؤون الثقافية .

تحت الطبع :
طوفان صدفي ــــ رواية
الأعمال المنجزة :
السد العالي ــــ مجموعة قصصية
في القصة الكردية الحديثة ــــ دراسة نقدية تحليلية .
الفلكلور في قصص الأطفال ـــ حسن موسى نموذجا .
الحب والديناميت ــــ مسرحية .
رسائل لوركا لأحمد آدم ــــ مسرحية .

الروايات المنجزة :
سواقي البوار
النزوح والانفلات
رياح قابيل



#سعدي_عوض_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عوض الزيدي - قريبا من أعشاشنا ، بعيدا عنهم