أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريسان الخزعلي - عرس الماي الشعر في ارتفاع النهار (1_3)















المزيد.....

عرس الماي الشعر في ارتفاع النهار (1_3)


ريسان الخزعلي

الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 07:20
المحور: الادب والفن
    


الجزء الاول

اذا كان (لوركا) قد فجع بالدم.. وكان (عرس الدم).. فان (كاظم غيلان) قد فتح ذراعيه وقلبه مهللا لعودة المياه والاهوار.. فكان (عرس الماي).. وكاظم غيلان الذي اقام على دجلة طيلة خمسة عقود.. سكن الماء العراقي في جذوره شعرا، وامتد الى شعر رأسه
وكان مبتلا على الدوام..، وعرس الماي هو التعويض (اللاشعوري) عن خسارة (العرس) والهدوء والدفء والبيت واشياء لفحتنا جميعا وفقدها غيلان.. والان يمر امامنا بعرس مائي ابيض بعد انتظارات طويلة ليفضح الخسارات وينتصر للشعر منشدا ومحترقا بعذابات وطنه وعذاباته.. انه المغني الذي يضاهي (الاسباني)..، انه لوركا العراق.. والتوصيف هنا لايعني التقليد بالقدر الذي يعني الروح الشعرية والظلال التي تقطف الشعر، فكاظم غيلان، شاعر، وشاعر مهم بلونه وطرازه المغاير (للجوقة)..
2
من الدقة، أن لايوصف الشاعر المبدع(كاظم غيلان) بالصعلوك، وان هكذا صفة اجدها دخيلة على تكوينه الاجتماعي والثقافي والابداعي، لأن (غيلان) يساري الهوى والطموح، وجذوة الانشداد للحياة النقية مستعرة في عقله وفكره، يكافح، يعمل، ويبرهن وجوده اليومي حضورا وشعرا وثقافة، بعيدا عن الهامش والرصيف واللاجدوى..، يصطف مع (الجمع) في هتاف التغيير، وغالبا ما يشاكس النهار الرمادي بقميص تتقاتل فيه الالوان.
إن (غيلان) تداهمه الغيابات والوحشة..، لذلك يبهره الالق الشعري في تجربة الصعلكة وانفلاتها من المتكرر اليومي..، وهكذا يمتد ظله، وتمتد اليه دائرتها وتحيطه بشرنقة من حرير..
3
..(عرس الماي).. في الموقف الاحصائي تضم مختارات من كتابات الشاعر على مدى اربعة عقود (11 قصيدة من ثمانينيات القرن الماضي، 12 قصيدة من التسعينيات، قصيدة واحدة من (الالفينيات).. وقد غابت قصائد السبعينيات التي تحمل الشرارات الابداعية الاولى، ولأنها قصائد تحمل مبررات توليدها وتجاذباتها الجمالية الفنية، فما كان لها ان تغيب (غير ان المختارات تقدير الشاعر اولا).
.. القصيدة في (عرس الماي) لم تكن قصيدة مباهج ومسرات وتسليات، انها قصيدة مراث وتوجعات على الزوال الذي طال الحياة والمكان والناس، وقف الشاعر منه نادبا ومتحسرا ومتوعدا، يمسك ماء دموعه بين يديه ويرميه على مقربة من قدميه لعل عشبة ستنبت يوما ما...، وهكذا كان (الفرات) اول العرس، اول الماء، في زفاف الحزن الجماعي (العراق، الحسين، عزيز).. والقصيدة (فرات ياصحوة القصيدة) ضاجة بالعزف، محتدمة، تراهن على ان المياه هي المطهر الابدي:
*.. الخيل سرجهة العذابات..
وصهيل امن القهر بيهه مشاوير
و(عزيز) الحالم ابملكاك.. ما جاك
مهر بيك الشعر من يزعل ايغير..
غسل جرحه الحسين ابمايك وهاي..
لجلهه إيهون كلشي..
إوخل اليصير..
وفي (عرس الماي) القصيدة - تكون اللوحة الفنية بالابيض والاحمر، حيث الماء والشمس، بهما تبدأ القصيدة وتكتمل (كذلتك ساكنه الماي، وجبينك بالرمل يسبح.. يسولف، والاسرار اتروح ويه الريح...، والشمس المغربة اتوسلت طولك تريد إتظل ولو نيشان)..، وبذلك يحقق الشاعر القصيدة (الصورة..، وليس الصورة في القصيدة، كما ان حدود اللوحة (القصيدة مشتعلة بالالوان الاضافية التي ترسم العرس والحلم (انت الجادحة اعيونك عله الدولة، انت العاشك الحالم...، ياعريس هذا الماي، بهدومك أشمن ريحة القاسم)- وبذلك ايضا يتماهى الشعر مع (الثائر) في الايقاع ذاته، الشعر في ايقاعه اللوني (الخارجي، والثائر في ايقاعه الحلمي) الداخلي، ما يجعل الشعر سورة في ارتفاع النهار، سورة ملونة (منك طشت الغربان.. تاهت.. عمت بالدخان).
..الشاعر (كاظم غيلان).. لاينتظر ان تكون هنالك تجربة خارجية من (وصف الاخرين) كي ينتج القصيدة، وانما الذي يحصل، وتحت ضغط الدهشة القادمة من صدمة الواقع، من مرارة الوحدة، يصنع تجربة خاصة به ويستثمرها شعريا، وبذلك يخلق مناخا ينطبق عليه فقط، مناخ يمتزج فيه الغناء والبكاء، والذي حصل في قصيدة (قفل) وفي ظهيرة ما، وتحت تأثير تراكم انفعال نفسي قادم من احساس (الزوال)، يعبر جسر الجمهورية، باحثا عن بيت الشاعر الكبير (مظفر النواب).. وهكذا يواجه البيت الذي وجده مهجورا ومقفلا، ومع ذلك يطرق الباب، ويستمر يطرق، الا ان رجلا لمحه يفعل ما هو غريب ومدهش، قال له الرجل، بعد ان سأله (هل هذا بيت النواب)..، ماذا تفعل؟ هذه ذكريات، ما عليك الا ان تغادر في الحال! وهكذا أوجد قصيدته (قفل) من تجربة، تولدت آنيا، فيه ومنه:
*.. يابه.. ييابه
فتح باب الشعر وانقفل بابه
هاجر ابليل الذبح..
هوّه واغانيه وعذابه
عبرني حزني الجسر..،
الروح مثل الجمر
الماي مثل العطش،
والكيت عصفور اعله شجرة بيتهم فاكد أحبابه..
في المشهد المتقدم، كان الشاعر في لحظة الوصف، وصف الحركة، حيث (عبّرني، والكيت) ومن مشهد الوصف، الى مشهد الانفعال، يتدرج البناء الشعري (الصوري الذي يجيده، وتقوم قوة الشعر، قوة خلط التجربتين، تجربة النواب، وتجربة غيلان، وصولا الى تجربة نهائية، هي تجربة الشاعر (غيلان في العبور والمشاهدة، وتوليد القصيدة من انفعال حسي) روحي:
.. غني الدهر ياعتبة النواب
غني الملح، غني الجرح
غني الكلايد والتراجي الماعن ابتيزاب
و.. روحي
ولا تكلهه الباب مقفول..
روحي إشما تجيس الشعر تنجن
غن.. يل خلو لك قفل غن....
.. تلون الايقاع القادم من الموسيقى الخارجية العروضية بالانتقال المفاجئ، الا انه انتقال هادئ، منح القصيدة تموجا غنائيا/ نفسيا، فما بين (غني الكلايد والتراجي الماعن ابتيزاب) و(و.. روحي اولا تكلها الباب مقفول)، مسافة ما بين الشعر والشعر، ولو قال غيلان (و.. روحي اولاتكلها إشبيج)...، لكانت المسافة، مسافة الشعر - الشعر، مسافة شعر النواب، الا ان المهارة في تشكيل القصيدة، مهارة الشاعر، أوجدت مسافتها الخاصة، فكانت التوازيات الجمالية/ الفنية هي المشترك:
.. روحي.... إولا تكلها اشبيج؟!
روحي.... اولا تكلها الباب مقفول؟!..
وحين يكون السؤال (إشبيج؟) فان الجواب (الباب مقفول)، وهذه نتيجة التوازيات الجميلة التي تمكنت منها القصيدة...، وفي انتقال إيقاعي اخر، يستمر التموج الغنائي/ النفسي بتوالي الاستفهامات (وانت غايب ياحبيبي، يلي كل جلمه مسناره... ليش ياشمس الرصافة؟ ليش ياماي الشريعة؟.. ليش يانصب الحلم؟)... هذه الاستفهامات أوجدت تركيبا شعريا لاحقا لها، مثل الاصرار على تلمس المستقبل برؤية... تطمح لما هو غير معروف (المفتاح = الهلال)، رؤية الزمن الجديد، الزمن الذي يفتح به باب الشاعر:
.. يابه
ياقفل هلبيت ياأحله قفل..
حوبتك مفتاح يطلع بالسمه راس الشهر..
.. وتمتلئ القصيدة بالشعر تحت دراية فنية/ جمالية...، تنشغل بالصورة، والبناء المترابط والتلون الايقاعي.. وهكذا كان المناخ العام للقصيدة.. مناخ التجربة الحياتية/ الشعرية... (يتبع)

من قصائد المجموعة
حرير

صرت ألعبك ياحبيبي
بالحلم مابين إصابيعي
حرير
ألعب،
إبنص اللعب
يوكَع وزير
الخاطرك.. يوكَع وزير
الخاطرك
حطيّت فختايه على الشباج الأزرك
انته صوفر..
وآنه أطير
مهرتك خضره حبيبي
طرّت البستان حته السعف مشط رآسهه
ومن غفت،
كَعدت نشيطة ممشه
لن برد الشرايع جاسهه
ياحبيبي
يامفاتيح انتظارات، ومواعيد،وعساكر قرمطيه
تلتكَي الثورات بيهه
وتنبع ابفيها قصائد بابليه
ابنادم الأول كتبهه
ابنادم الأول رسم بيهه مناير
للهموم الآدميه
وطني المكتوبه شوغاتي اعله حيطانك وصيه
الديوانية - السجن الموحد 1982



#ريسان_الخزعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريسان الخزعلي - عرس الماي الشعر في ارتفاع النهار (1_3)