أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس حويجي العوفي - صرخة الشاعر وصخرته احتفاء بالشاعر يحيى السماوي














المزيد.....

صرخة الشاعر وصخرته احتفاء بالشاعر يحيى السماوي


عباس حويجي العوفي

الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 07:17
المحور: الادب والفن
    



يحمل الشاعر في خطوته كونا مستورا بقناع البراءة ، لكنها البراءة الخطرة ، بل أكثر البراءات خطورة ، لأنها البراءة المفترى عليها ، المرصودة ، المفصودة الدم، المحكوم عليها مسبقا من قبل قيمومةالسلطات ...وإذا كان الشاعر ملتزما بجذره الإجتماعي وهمّه الإنساني ، يكون هذا الكون ملتصقا به ، يصبح لون الهوية وصورة العالم وتاريخ المصير البشري ـ حين يشمخ هذا المصير قدرا واختيارا وكينونة.

بدأ الشاعر يحيى السماوي خطوته الأولى، متزنّراً بالحب ٌ وأهوائه المضمخة بالعطر والهوى ، وهو ما يزال فتى في مرحلة الدراسة الثانوية، وانتهى متلفعا بحب نخلة شهيدة ووطن قتيل ، بعد اربعين سنة من حياة متقلبة وخوّانة وعنيفة ... إنه قرين شعراء الحقيقة المعذبة حين يعبرون من عذاب الحب الى جحيم الوطن ، ومن وجه الحبيبة الى أيقونة الأرض ، ومن جموح الهوى الى عنفوان النضال ، بنفس الطريقة التي يقفز فيها طفل من حضن أمه الى منكب أبيه .

خلال سنوات المحنة ، حين أصبح الحب لغما والوطن مشنقة ، حمل الشاعر صخرة الوطن من منفى الى منفى ...الى حيث يصبح الشعر طريقا للحقيقة ، والصراخ ُ حجّة ً مرهونة ً بالعذاب والألم والغربة . في المنفى تحطمت الأسوار التي اخترعتها السياسة الشمولية ...ولكن الغربة الطويلة خلقت هي الأخرى أسلاكها الشائكة وخضابها الأسود ... فالشاعر يعيش الحرية ولا يحسّها ... يمارسها حياتيا ولا ينفعل بها ... يقتاتها ولا يتذوقها ، لأنها حرية الغير ... الحرية المؤجلة المعارة بلا ثمن ، ولكن هذه الحرية ، برغم ذلك ، أعطت الشاعر نافذة
واسعة الرؤية ِ وميدانا لإطلاق صرخته المجروحة ضدّ القهر والعزلة والموت . ولغة الشاعر هنا ليست عنوانا طوبوغرافيا للمشاعر ، ولا بوصلة سيميائية للتواصل ، وإنما ، هي مدار هذه الصرخة وصداها.
وعندما نقول لغة الشاعر ، فلا نعني لغة الصناعة الشعرية التي بنت لنفسها بنية ً معمارية وحاشية تاريخية ، ولا لغة الإنشاء النخبوية الهابطة من كل برقعتها البلاغية الجوفاء ، بل لغة البوح الحميمية ...
لغة التواصل والمشاركة ... لغة لا تضطر الى اختبار صدقها وتفسير دواخلها ... لغة مرموزات جمعية ما تزال تبث علاقاتها وحواراتها ... لغة تآلف وترابط بعيدة عن العزاء والمجانية والقناعات الكاذبة .

لقد انسحب صوت الشاعر المعاصر من الشارع الى عتمة المجالس ومن ضجيج الحياة الى هدوء القاعات الرسمية ومن التجمعات الجماهيرية الى متون الكتب والمجلات في مساومة ٍ لتحجيم صوته
وتشذيب صرخته وخنق دائرة إشعاعه ... لكن الشاعر الحقيقي دائم البحث عن طرق ذكية للإفلات من طوق القيمومة السلطوية ، وأحد
هذه الطرق هو المنفى .
إن منفى الشاعر هو اختيار إجباري ... وهو المنفذ الوحيد للخلاص
بعد أن قارع السلطة السوداء بالكلمة والموقف ، ثم قارعها بالسلاح ؛ حيث كان الشاعر يحيى السماوي في طليعة ثوار الإنتفاضة الشعبانية المباركة ...
اننا إذ نقدم شاعرنا المقتدر شعرا ونضالا في أحد نصوصه الشعرية
لا لكي ننصب أداة تعريف ٍ الشاعر ُ في غنى عنها ، إنما لكي تحفر
كلماته أثرها في وجدان المدينة وناسها ، مثلما حفر الشاعر أثرها على جذع نخلة وعلى طين الفرات ـ نفس الطين الذي نقش فيه أجداده الوركاويون أبجديتهم وصرخاتهم ...






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس حويجي العوفي - صرخة الشاعر وصخرته احتفاء بالشاعر يحيى السماوي