أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أيمن وهبة - بنات الفلاّحين، عاملات المصانع















المزيد.....

بنات الفلاّحين، عاملات المصانع


أيمن وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 10:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


منذ ما يقارب المئة عام، قلبت حركة عمالية نشأت بين عاملات المصانع المجتمع اللبناني رأساً على عقب. أصبحت "العامية" (بنت المصنع) كلمة تعني الاستقلال والكفاحية والنضال من أجل التغيير.

تعود جذور هذه الحركة إلى صعود صناعة الحرير وتطور الرأسمالية وقد كانت زراعة دود القز تشكّل جزءاً مهماً من حياة الفلاحين في المنطقة (جبل لبنان وأرياف سورية)، سيما أن تواجد العديد من المشاغل المختصة بصناعة الحرير مكّن فلاحين عدّة من احتراف استخراج خيوط الحرير من الشرانق وجمعها بغية إنتاج الحرير الخام.

وقد دفعت الطفرة الاقتصادية التي شهدها العالم بين عامي 1850 و1890 بتجّار الحرير في ليون ومارسيليا الفرنسيتين إلى البحث عن مصادر جديدة للحرير الخام، وقد وجدوا في لبنان، الذي كان مقاطعة ضمن السلطنة العثمانية في حينه، المكان الأمثل. و كانت صناعة الحرير عاملاً رئيسياً في إدخال المنطقة في فلك الرأسمالية الفرنسية.


عاملات وعمّال الحرير في جبل لبنان (حوالي 1880)
العصر الحريري الأول

شكّلت صادرات الحرير بين عامي 1836 و1857 ما يعادل 22% من مجمل صادرات مرفأ بيروت، ومع حلول العام 1873 سجّلت هذه النسبة ارتفاعاً مهولاً ناهز 82.5%. أسعار الحرير العالمية شهدت أيضاً ارتفاعاً كبيراً، ففي حين كان سعر الأوقة (1.228 كغ) من الحرير الخام في أربعينات القرن التاسع عشر يقارب 12 قرشاً، وصل سعر الكمية نفسها في سبعينيات هذا القرن إلى 45 قرشاً بحسب الباحث أكرم فؤاد خاطر.

على أثر تطور هذه التجارة المربحة، شهدت بيروت تشكّل طبقة جديدة قوامها مقرضي الأموال وتجار الحرير. تغييرات طفيفة أيضاً طالت القرى اللبنانية حيث أصبح بإمكان العائلات الفلاحية تأمين بعض الاستقلال المالي عن الإقطاعيين من خلال تربية الشرانق ونقل المحصول على ظهور الدواب إلى مراكز التصنيع أو إلى المرفأ مباشرة.

مع بداية التصنيع في لبنان، وجد رأس المال الفرنسي يداً عاملة رخيصة تلبّي حاجته لجني مزيد من العائدات على استثماراته. ففي العام 1851 كانت المرأة اللبنانية العاملة في مجال غزل الحرير تتقاضى قرشاً واحداً مقابل يوم العمل المؤلف من 12 إلى 15 ساعة، بينما كانت العاملة الفرنسية تتقاضى 4 قروش مقابل لقاء عملها للمدة ذاتها (العامل الفرنسي كان يتقاضى 8.8 قروش). تاريخ عمال النسيج الفرنسيين الطويل والحافل بالنضالات، من ثورات 1786 و1744 إلى الإضرابات العامة في أعوام 1853 و1863 و1867، جعل لبنان منطقة تتواجد فيها "علاقات عمل أفضل" بالنسبة لرأس المال الفرنسي.

اليتامى الذين خلّفتهم الحرب الأهلية كانوا أول مصدر لليد العاملة، لكن تزايد الحاجة إلى العمال دفعت ملّاك المصانع إلى اللجوء إلى زعامات القرى لتزويدهم باليد العاملة. تركت هذه الآلية أصحاب المصانع تحت رحمة الزعامات الذين كانوا يكبّدونهم تكاليف إضافية لقاء عمل بناتهم في المصانع (وقد احتفظوا بأجور الفتيات أيضاً). دفعت هذه الكلفة الإضافية ملاكي المصانع إلى توظيف الفتيات مباشرة، دون اللجوء إلى زعيم القرية، مما أدّى إلى نشوء أول طبقة عاملة محلية.

بنت المصنع

مخطئ من يتصور أن وضع المرأة كان نموذجياً قبل وصول المصانع. فقد كانت المرأة تحتل مرتبة متدنية في سلّم التصنيف الاجتماعي في مجتمع مهمش أصلاً. إلا أن هذا الواقع لم يعني على الإطلاق أن "جنة المرأة منزلها". فباستثناء النساء المنتميات إلى الطبقات الاجتماعية العليا، كانت النسوة تعملن في الحقول جنباً إلى جنب مع الرجال. هذا التاريخ من العمل الشاق لم يؤدي إلى حدوث تطور كبير في وضع المرأة، إلا أنه شكل فرصة لاجتماع نساء من قرى مختلفة في مكان عمل واحد و لأول مرة، كما شكل فرصة لاختلاطهن أيضاً مع رجال من عائلات مختلفة.

كان عمّال النسيج يعانون القمع والاستغلال أكثر من أي فئة أخرى من العمال. فمئات العاملات، اللواتي لم تبلغن الثامنة عشر من العمر والكثير منهن كن أطفالاً، كن يحشرن في معامل ليراقبن عملية فتق الشرانق في المياه الساخنة لدرجة الغليان أو ليلقّمن آلات الغزل. بالإضافة إلى هذا العمل الطويل والشاق والخطير، الذي كان يجعل الفتيات مضطرات لاستخدام أدوات ثقيلة تؤثر على صحتهن، فقد كانت الفتيات تعشن في منامات للعازبات قرب أماكن العمل.

في تسعينات القرن التاسع عشر، كانت أكثر من 12,000 فتاة وامرأة عازبة (23% من مجمل القوى العاملة النسائية) تعملن في 149 مصنعاً حديثاً خارج قراهن. مع حلول العام 1914 وصل عدد عمال النسيج إلى 120,000 عامل في سوريا ولبنان.

أممية (نسائية) في الجبل

استحضرت الماكينات الفرنسية، عادات فرنسية أيضاً. فمنذ 1840، قام أنطوان بورتاليس، المساهم الملك في مؤسسة بورتاليس، بطرد 4 عاملات فرنسيات تعملن كمعلّمات في معمل بتاتر بعد أن ضبطن وهن "ينشرن أفكاراً ثورية".

لكنّ جهود العاملات الفرنسيات لم تذهب سدى. فقد تعلمت عاملات المصانع مهارات الصراع الطبقي، وابتكرن طرقاً جديدة للتفرقة بين أصحاب المصانع. بحسب خاطر، فإن "بعض النساء كنّ تهدّدن بالذهاب للعمل في المصنع المنافس إذا لم ترفع أجورهنّ، وذلك في اللحظة الأخيرة بعد أن يكنّ وعدن صاحب مصنع معين بالعمل لديه." وقد أدّى هذا التكتيك إلى خلق مشاكل جمّة بين أصحاب المصانع اللذين كان يتهم كلّ منهم الآخر بمحاولة سلبه عاملاته. أما النمط الايطالي في الإضراب الذي يقضي بخفض نوعية الحرير للضغط على ربّ العمل لتحسين شروط العمل، فكان طريقة أخرى اتبعتها العاملات لتحصيل حقوقهنّ. ومع حلول تسعينات القرن الثامن عشر تحول الإضراب إلى وسيلة مُعْلَنة عند العاملات. أثمرت هذه النضالات العمالية ارتفاعاً في أجور العاملات اللبنانيات أربعة أضعاف ليصبح مساوياً لأجر العاملات الفرنسيات.

اقترن إصرار عاملات المصانع في نضالهن من أجل تحسين شروط عملهن بالإصرار على استقلاليتهن الاجتماعية، لدرجة أن الأمهات كن تنعتن بناتهن بـ"فتيات المصانع" إذا ما أردن تأديبهن، والجيران كانوا يعيبون على الرجل الذي تعمل ابنته في مصنع لكونها "خارجة عن السيطرة". هذه النزعة التحررية أثارت حفيظة السلطات التي كانت تلوم ،في ذلك، "المتشردين والمحرضين الأوروبيين". ففي حينها كانت تسري شائعات أن محرضين فرنسيين يجوبون القرى وينشرون أفكاراً عن الصراع الطبقي. من غير المؤكد إذا كانت هذه الشائعات صحيحة أم لا، لكن من المؤكد تصاعد الخوف من تطور الوعي لدى العاملات لقيمة عملهن وقوة تحركهن في المصانع.

"خروج عن السيطرة"

حوّل الاستقلال المالي الذي أمّنه العمل الأجير حياة النساء، ففي قمة الطفرة التي شهدها شكلت أجورهن ثلث الدخل الإجمالي. وقد أتاحت لهن تلك الأجور إمكانية تدبّر حاجات المنزل وتعليم الأولاد أو الهجرة أو حتى الاستثمار في أعمال خاصة باستقلال تام عن أزواجهن. على أثر ذلك زادت معدلات الطلاق بشكل مضطّرد، إذ أصبح بإمكان المرأة التحرر من العلاقات الفاشلة وغير السعيدة دون أن تقلق على مصيرها المادي. كما ادّخرت الكثيرات من عاملات المصانع أجورهن وهاجرن ليصبحن تاجرات في أسواق نيويورك وبوسطن المربحة، خاصة في مجال البن والسكر حيث كان الطلب على هذه الكماليات في تزايد.

بالإضافة إلى ذلك، فقد لعب عمل النساء في المصانع دوراً حاسماً في نظرتهنّ لدورهنّ في المجتمع. وقد صُعق العاملون في المجال الاجتماعي في المهجر الأميركي لغياب مفهوم "ربّة المنزل" لدى المهاجرات اللبنانيات والسوريات. وقد كانت أغلب التقارير تشير إلى حيرة لديهن حين كنّ يسألن عن سبب عدم بقائهنّ لتدبير المنازل في حين يعمل الرجال.

هذا التغيير الجذري في حال المرأة، جعل رجال الدين، مسلمين ومسيحيين، يلعنون "فساد فتيات القرى". وقد خلقت النزعة التحررية والثقة بالنفس والاستقلالية لدى النساء هلعاً أخلاقياً في المجتمع، كما دفعت بتيار يميني أخلاقي جديد إلى النشوء. أراد هذا التيار أن يحصر دور النساء بتدبير المنزل وتربية الأولاد. ورغم أن هذا المفهوم "للمرأة الحديثة" تطور في داخل الطبقة الوسطى الأوروبية، إلا أنه وجد في لبنان قابلية لتبنّيه بتعصب تام. إذ أن الوعّاظ كانوا يعملون على حضّ البنات ليصبحن "ربّات منازل" وعلى أن لا يعملن في المصانع أو يشاركن في الإضرابات أو يطالبن بالاستقلال المالي والتحرر الجنسي. وقد وجد هذا التيار تأييداً في أوساط الطبقة الوسطى في بيروت (ومدن أخرى).

قيم العائلة (الغربية)

بدأت أفكار الوعّاظ أولئك، عن "قيم العائلة" و"العادات والتقاليد"، تتصدر صفحات الصحف والمجلاّت. فقد ورد في مجلّة "الهدى"، الصادرة في الولايات المتحدة، مقال يعرّف المرأة الصالحة بـ"المرأة التي تُتْمِم واجباتها المنزلية وتساعد أمها وتكون لزوجها عروساً تعرف كيف تجعله سعيداً وتحول منزله إلى جنّة". أما المرأة الفاسدة، وهي وباء الحضارة، كما أشار المقال، فهي المرأة التي "تصرف مدخولها على ثيابها وتبرّجها".

وفي مجلّة أخرى وردت تعليمات ترشد المرأة على كيفية تدبير المنزل وتعليم الأولاد وتلبية حاجات زوجها. وقد لامت هذه المجلّة المرأة على انشغالها في "مطالعة الروايات الرومانسية وحضور الحفلات" بينما عليهن أن يتفرغن للأمور "الأهم" كالطهي وغسل الأولاد. هذه الأخلاقيات التي أنتجتها الطبقة الوسطى كانت موجّهة للطبقة العاملة إذ أن منازل الطبقة الوسطى كانت تأوي الخدم الذين يقومون بتلك المهام نيابة عن نساء تلك الطبقة.

لقد كتب خاطر عن تأثير الإعلام العربي الأميركي المكتوب في هذه الحملة الأخلاقية وقد ذكر في كتابه: "شخّص الأخلاقيون، مستخدمين تعابير طبّية، عمل المرأة على أنه المرض الذي يصيب الجسم المجتمعي والنظم الأخلاقية الحديثة" وأضاف: "لقد جمع هؤلاء الكتّاب في جملة واحدة بين عمل النساء والتحرر الجنسي وحددوهما على أنهما مضرّين... وقد حذا هؤلاء حذو الأخلاقيين الأنغلوساكسونيين الذين أحاطوا بهم، محاولين فرض التحديد "الصحيح"، المستقى من تاريخ وحساسية الطبقة الوسطى، لدور كلّ من الجنسين.

المرأة العاملة

وكتحدِّ لمحاولة إعادة المرأة إلى المنزل، كتبت جوليا دمشقية في مجلة "المرأة الجديدة" الصادرة في بيروت "أن على النساء دخول المجتمع من بابه العريض من خلال عملهن خارج المنزل"، كما كتب داوود النقّاش (من الرجال القلائل المناصرين للمساواة بين الجنسين) معيباً على الرجال محاولتهم إعادة المرأة العاملة لتكون "مجرد أيقونة في المنزل". كما انتقد الكاتب المناصر للمساواة، محمود العقّاد، في مجلّة "مينيرفا" أن "تعليم الفتيات في المدارس يجب أن لا يتمحور حول كيفية كونهم زوجات، إلاّ إذا علّمنا الصبية كيفية أن يكونوا أزواجاً".

جميع هذه النقاشات وضعت المرأة العاملة في المصنع في نقيض تام لصورة الفتاة المطيعة لأهلها وزوجها. وقد كان تمرّدها ينتقل كالعدوة. ففي العام 1914، أعلنت عاملات التبغ في بيروت إضرابا عاماً وقد حقّقن بفعله 15 شهراً من الأجور المدفوعة في السنة الواحدة، كما جعلن أيام العطل الدينية مدفوعة أيضاً وحققّن مكاسب على صعيد تحسين شروط العمل وزيادة التقديمات الصحية. ويعد هذا النصر استثنائياً حتى بالمقاييس الحديثة.

لقد ارتبط الصراع من أجل المساواة مباشرة بنضال النساء من أجل التغيير، ويقدّم نضال عاملات المصانع دروساً عدّة المرأة اليوم، أهمّها استعادة المرأة لدورها التقليدي في طليعة حركة التغيير.



#أيمن_وهبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أيمن وهبة - بنات الفلاّحين، عاملات المصانع