أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - وجهات نظر: نظرية أنسانية ولكن....





وجهات نظر: نظرية أنسانية ولكن....


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 03:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة المادية بشكل عام والفلسفة الماركسية بشكل خاص تعلن بان المادة سبقت الوعي، وهذا الفكرة من وجهة نظرنا نراها لا تتعارض مع الفكر الديني. فوجود الانسان المادي والموضوعي سبق وعيه. حتى في حالة اسبقية من خلق هذا الانسان، وسمه ما شئت: الوعي المطلق، العقل الكلي، الله ،فان وجوده ككيان موضوعي سبق كلمته (كن فيكن)، وسبق ايضا عملية خلق الروح(ونفخ فيه من روحه). فهل كانت الكلمة قبل ذلك الشيء باعتباره كيان موضوعي ، أم كانت بعده ؟ وحقيقة الامر نحن الا نريد الدخول في موضوعا فلسفيا، ولكن نقول ذلك بقدر تعلق الامر بالفكرة التي نريد طرحها، والتي هي بان العامل الاقتصادي (المادي) او(البنى التحتية) سبقت وكانت لها الدور الاكبر في تطور الحضاري للبشرية بكل جوانبه المادية والمعرفية (البنى الفوقية). وهذه القوى المادية (الاقتصادية)هي التي تتحكم بمصائر الجنس البشري وهي التي تسهم في تشكيل وجوده على هذا الكون، مثلما هي التي تحدد سلوكه وافكاره وآرائه ومشاعره.
العامل الاقتصادي مفهوم واسع وهو كل ما يتعلق بعملية الانتاج وخاصة الانتاج الذي يرتبط بوجود الانسان وبقائه على قيد الحياة واستمرار هذا الوجود. وهو ما يطلق عليه بالحاجات المادية او الضروريه للوجود الانساني. وخاصة ما يطلق عليها بالحاجات الفسلجية والتي اساسها الطعام والدواء ودرء الاخطار التي تهدد حياة الانسان مباشرة، وقد ياتي من ضمن القائمة تلك الجنس لانه يهدد الوجود النوعي لهذا الكائن. بعد تلك الحاجات الاساسية او الاولية تاتي الحاجات الثانوية او الحضارية او المكتسبة او النسبية، وهذه الحاجات ذات طابع نسبي غير ثابت وهي متغيرة او متحولة او متحركة تبعا لتطور المجتمع الانساني، بعكس الاولى التي تتميز بالثبات. كما ان الحاجات الاولية ضرورية بعكس الثانوية والتي قد لا تكتسب ضروريتها بعيدا عن تطور القوى المنتجه لذلك المجتمع الذي يعيش به هذا الكائن. وهذا ما اشار (كارل ماركس) ضمن جوانب النفسية من النظرية الماركسيه والتي لم يتطرق اليها اإلا القليلين، في حين تم التركيز على نظرية بافلوف أو السلوكيه الكلاسيكية. ويضيف (ماركس) الى ان الانسان او العامل قد يبيع او يرهن حريته (قوة عمله البدنية او الذهنية) الى من يملك او يتحكم بتلك الحاجات الضرورية، والتي هي ضرورية لاستمرار حياته هو وعائلته، او التي سوف تصبح ضرورية نتيجة للتطور الحضاري والتكنولوجي لذلك المجتمع. مما يعني فقدانه لحريته وبذلك يصبح تابعا( عبدا) لسيده في النظم الزراعية وماقبلها، او ترسا في ماكنة الرأسمالي الذي يتحكم بقوته ووجوده وبما يؤدي بالتالي الى أغترابه. تلك الفكرة التي لخصها معمر القذافي في الكتاب الاخضر بمقولته ( في الحاجة تكمن الحرية).
ولكن السؤال هل ما زال هذا الوضع كما هو رغم التطورات التي شهدتها البشرية في الوقت الحالي، ورغم الثورة المعلوماتية والمعرفية، وما وصل اليه هذا العالم من تطورات هائلة في شتى المجالات العلمية والثقافية، وفي العلاقات الانسانية، والاعلان بان هذا العالم قد اصبح قرية كونية ؟ للاجابة عن هذا السؤال يجدر بنا النظر الى ما حدث ويحدث في العراق قبل وبعد الاحتلال الامريكي، والى ما يحدث الان في قطاع غزه، من حصار وتجويع وقتل بالجملة. والى ما يحصل في الصومال، بل وفي الكثير من بقاع العالم تحت فكرة(الفوضى الخلاقة أو البنائه). وهنا يثار سؤال هل عندما يتهدد وجود الانسان فان من الممكن ان يؤثر هذا التهديد على افكاره وارائه ؟ مما يعني احداث تغييرات في اتجاهات واراء وافكار ومعتقدات الافراد الذين يتعرضون لهذا النوع من الاجراءت الا انسانية ولا أخلاقيه. ففي ما يسمى بالعلاج او الارشاد النفسي يكون العمل بتغير اتجاهات فرد ما اتجاه موقفا ما او مشكلة ما ، أما في العلاج او الارشاد الجماعي فان العمل الى تغير اتجاهات مجموعات ذات اعداد محدده قد لا يتجاوزون الثلاثون فردا، وتستخدم في كلا المجالين العديد من التقنيات والتكنيكات النفسية ذات الطابع السلوكي او المعرفي او التحليلي او الوجودي او الفينومولوجي (الظاهري) او الجشتالتي. ولكن حينما نريد ان نعمل مع مجاميع كبيرة تصل الى ملايين من الاشخاص فان الاجراءت تختلف تبعا للمواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعيه وطبيعة التجمع البشري وحجمه، والتي لها الاثر في نوعية الاجراءات، والتي من الممكن اتخاذها لاحداث ذلك التغيير.

ولكن متى وكيف حدث او يحدث ذلك ؟

بعد الحرب العالمية الثانية وفي الولايات المتحدة بالذات ظهرت نظرية في علم النفس هدفها تفسير الشخصية الانسانية وخاصة ما يسمى بالدافعيه. هذا النظرية طرحها العالم (ابراهام ماسلو) والتي كما اشرنا سابقا بأن (ماركس) قد سبقه في عرضها. (ماسلو) هو ابنا لمهاجر روسي. وملخص نظريته هو ان هناك عدد من الحاجات هي التي تتحكم في سلوك الفرد وتوجهه. وقد صنف هذه الحاجات على شكل هرما، تنتظم فيه هذه الحاجات في تدرج يبدا من الاسفل الى الاعلى ، أي من قاعدة الهرم والذي يضم الحاجات الفسيولوجيه، تليها الحاجة للامن ، ثم الحاجات للانتماء والحاجة الحب،والحاجة للاحترام، واخيرا الحاجة لتحقيق الذات(وتحقيق الذات مفهوم ميتافيزيقي لا يتحدد معناه بشكل دقيق،فهل هو تحقيق اهداف الفرد او طموحاته، وهل يمكن أن يصل اليه الفرد ام لا ، وهل اذا ما وصل الفرد الى تحقيق الذات تتوقف حياته وتنتهي كل طموحاته ؟) والتي تتوزع بعد تحقيقها الى الحاجة للمعرفة والحاجة للجمال. وهذه الحاجات لا يمكن ان تشبع الا بصورة متدرجة حيث لا يمكن اشباع الحاجات التي في اعلى الهرم الا بعد اشباع الحاجات التي في اسفل قاعدة الهرم، فالشخص الجائع والذي يتهدد وجوده وبقائه ليس بحاجة الى الجمال او المعرفه واللذان هما في اعلى الهرم، ولكنه قد لا يكون بحاجة الى الاحترام او الحب. أي ان الانسان عبارة عن مجموعة من الحاجات فاذا تمكنا من التحكم والسيطرة على هذه الحاجات فاننا من الممكن السيطرة على سلوك ذلك الشخص وتوجيهه الى الوجه التي نريدها بل ونتحكم في افكاره ومعتقداته ايضا ونغيرها وفق ما نريد. فحين نحرم الفرد من تلك الحاجات، او حين نوفرها له بحيث تصبح جزءا من وجوده واستمرار بقائه او شخصيتة، تصل الى حدا يصبح عبدا لها او مدمنا عليها، بحيث لا يستطيع الخلاص او الفكاك منها. وحينما يحرم منها فانه يعيش في توتر وقلق كابسط رد فعل على ذلك الحرمان، او قد يصدر عنه سلوكا عدائيا يتسم بالعنف اتجاه من سبب له ذلك الحرمان.


ولكن هل لهذا الكلام صحة على الواقع الموضوعي الذي نعيشه اليوم ؟

بعد الحرب الكونيه االثانيه ظهرت في كل ارجاء العالم وخاصة في أوربا حركات ثورية طلابيه وشبابية وعمالية ونقابية تطالب بالحرية والفكاك من سيطرة القوى الرأسمالية وخاصة الامريكية منها. ولكن كيف استطاعت تلك القوى من السيطرة على تلك الحركات الثورية المناهضة لها والعمل على تحجيمها وافشالها في تحقيق اهدافها. لقد سعت تلك القوى ومن يدور في فلكها من مؤسسات رسمية وغير رسمية الى نشر سلاحين هما: المخدرات واشاعة الجنس بين تلك المجتمعات وخاصة الشبابية منها، وبذلك اصبحت مجاميع الشباب عبيدا لتلك الحاجتين وغيرها من الحاجات التي حرمت منها والتي من اهمها الحاجة الى العمل. حتى الحرية الغير منضبطة قد تستخدم كسلاح في ذلك، اذ عملت على تشيء كل شيء حتى الانسان والمشاعر والافكار. كل ذلك أدى الى افراغ تلك الحركات من مهامها الاساسية وتوجيها الى وجهات اخرى قد لا تخرج عن اسلوب التظاهر او الخروج عن قواعد واصول المجتمعات التي تتواجد بها وذلك بتبني أنماط سلوكيه سطحيه. وقد تمثل ذلك بظهور حركات هامشية لا تتعلق جل اهتماماتها سوى بالمظاهر الخارجية والتي تمثلت في ظواهر الموضات والازياء، والاهتمام باحداث تغييرات في الشكل الخارجي للفرد او صرعات الغناء والرقص وقصات الشعر. في حين رافق ذلك نشرا للحروب والانقلابات والامراض (قد تكون ظاهرة التصحر والمجاعات ، ومرض الايدز واحدة منها) في شتى ارجاء العالم. وقد كان الاتحاد السوفيتي السابق ليس بعيدا أو بمنئى عن ذلك، ولو عدنا الى ما يسمى بخطتي( الفا و اوميجا ) الامريكيتين لاستطعنا توضيح ذلك حيث دفعت امريكا الروس الى سباق رهيب للتسلح، كان هدفه استنزاف القوى الانتاجيه وثروات هذا البلد وابعاده عن توظيف تلك القوى والثروات من اجل تطوير الجوانب الاساسية والحياتيه لشعوبه وخاصة ذات الطابع الترفيهي الشخصي والتي تخص الجوانب الذاتية، وبذلك اصبح الشاب الروسي تهفو نفسه الى امتلاك بنطلون الجينز وتفضيله له على الكثيرمن القيم الوطنية او المبدئيه التي كانت الدولة تسعى لتحقيقها. وفي هذا المجال اشار كرباتشوف الرئيس الروسي الاسبق الى أن الاتحاد السوفيتي وصل الى الفضاء الخارجي ، ولكنه لم يستطع الوصول الى مطبخ العائلة السوفيتية.

ولكن في عالمنا العربي كيف كان الوضع وهل كنا بعيدين عن ذلك؟

يعتبر العالم العربي هو المركز او النواة في السياسات العالمية(الجوهره في تاج أي ملك او حاكم في هذا العالم)، والذي يروم السيطرة على العالم واسيا خاصة، لابد له من السيطرة على العالم العربي وخاصة المنطقة الممتدة من العراق الى مصر وتمتد جنوبا نحو الخليج العربي والجزيرة العربية. والتي هي محور كل السياسات في العالم ومنذ قديم الزمان ، والتي قد نستطيع تحديدها بموجات الاسكندر المقدوني الاحتلاليه، مرورا بالحروب الصليبية، وصولا الى دولة اسرائيل لاحقا.
ولكن كيف كانت سياسة القوى الكبرى وخاصة القوى الامريكية النامية والساعية للسيطرة على هذه المنطقة مرورا الى انشاء الامبراطورية الامريكية الكبرى؟ وهو ما اوضحه المفكر العربي محمد حسنيين هيكل في الكثير من احاديثه. فمنذ انتهاء الحرب الكونيه الثانيه اصبح الهدف الامريكي الاول والاهم هو السعى لاحتلال هذه المنطقه، والسيطرة على منابع النفط فيها، والعمل على افشال التجربة السوفيتية( التجربة الشيوعيه) من خلال تغيير اولوياتها من بناء الانسان والمجتمع الشيوعي الى الدخول في صراع من اجل التسلح. فما كان منها في اول الامر الا سياسة احتضان او احتواء الكيان الصهيوني وجعلة رأس الحربة في السياسة الامريكية، والسعي الدؤب الى اشعال نار الانقلابات والمؤامرات وتمؤيلها، واشاعة النظم العسكرية واثارة الفتن بين الاحزاب والتكتلات وانشاء الاحلاف، واثارة الخلافات بين الدول على الحدود التي رسموها بمعاهداتهم واتفاقاتهم. فشجعت القوميون في صراعهم مع الماركسيين، واخترعت الحركات الاسلامويه ومولتها ووقفت الى جانبها هي او حلافائها في المنطقة وذلك في صراعها مع القوميون والماركسيون. كل ذلك ادى الى أستنزاف وتأخر القوى السياسية والاحزاب والحكومات في هذه المنطقة نتيجة للصراعات فيما بينها، وعجزها عن أنشاء أي دولة تستطيع تحقيق احلام واماني جماهيرها على صعيد الواقع الموضوعي. وبقى كل ذلك مجرد أحلام وطموحات لم ترى النور، فيما احترقت تلك النظم والقوى وتشتت وضمحل بعضها واختفى من على الساحة. كما انها( أي امريكا) أستمرت بنهجها وتنفيذ مخططاتها، فكلما ظهرت قوة ذات توجه وطني كان مصيرها الكثير من المشكلات من حروب ومؤمرات واغتيالات لقادتها من اجل استنزافها، وهذا كان مصير عبدالناصر وتجربته أو الحركة الوطنية في السودان وغيرها الكثير. ولكن ماذا كان مصير العراق في ضوء السياسه الامريكية والذي لا يختلف مساره عن مجمل السياسه العامة لها، فكانت الانقلابات المموله من قبلها وخاصة بعد انتصار ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، فقد بدأت بنسج المؤامرات واحداث الانقلابات واثارة المشكلات الداخلية والصراعات الدينية والقومية والمذهبيه، او الحدودية مع ايران والكويت والتي استمرت الى عام 1991. بعد هذا العام كان لابد من وصول المهمة الى نهايتها فكان الحصار بكل جوانبه الاقتصادية الانسانية والفكرية، والذي كان هدفه هو محو وطنية وعراقية العراقي، والسعي لتغيير ولاءات العراقيين. فكان الجوع والمرض وفقدان الخدمات الاساسية والتي دمرتها أمريكا في حربها عام 1991 ومنها الكهرباء والماء. وغياب الامن الذي مارسته القوى الحاكمة(والامن هنا ليس الامن العسكري فقط وانما الامن الغذائي والدوائي) والذي كان يصب في ذات الهدف الذي تسعى اليه تلك القوى الامبريالية بعلم منها او بغير علم، فانها (أي القوى الحاكمه) وبسياستها تلك استطاعت ان تقدم خدمة لها(أي امريكا) بتحقيق تلك الاهداف. فكان المواطن العراقي يصرح وبصورة علنية بقوله( ليأتي اسرائيلي يحكمني فقط ان يشبعني انا واطفالي) او( ليأتي من يكون ليخلصني من هذا السجن الكبير) ، هذا المواطن الذي لم يكن همه سوى توفير لقمة العيش له ولاطفاله المتضورن جوعا. فكانت سياسة حرمان الشعب من مستلزمات عيشه او بقائه على قيد الحياة هي النهج الذي سارت عليه القوى الامبريالية مع كل أقزامها وعبيدها، ومارسة الحكومة العراقية تحت شعار بائد( جوع كلبك يتبعك) وذلك من اجل السيطرة عليهم وأبقائهم كدواب تدور حول نفسها، في حين كان بأمكانها غر ذلك. فيما هدفت أمريكا من وراء ذلك احداث تغييرا في اتجاهات وآراء وافكار ومعتقدات السياسيه او غير السياسيه. وبالفعل حدث ما خططت له وكانت احداث 9-4-2003 دليلا ومظهرا على ذلك. وما حدث ويحدث ليس حكرا على عامة الشعب وانما الطامة الكبرى قد روج لها الكثير من المثقفين او السياسيين من ذوي التوجهات المحسوبة على القوى التقدمية او الوطنية. ولم تكتفي بالحصار فقط وانما كان الارهاب والعنف وغياب الامن والامان والقتل والتفجيرات سبيلا آخر لتحقيق ما عجزت عنه ضمن الصفحة الاولى لعدوانها، او ما تروم تحقيقه ضمن الصفحة الثانية لذلك العدوان. واستمرت بتجريب كل ما يهدد وجود الانسان العراقي كي يرضخ ويقبل بالوجود الامريكي، ولتصبح أمريكا هي الملجأ والامان له. فكانت الطائفية والمذهبيه والمناطقيه (ولا يزال الحبل على الجرار). فكنا فئران اختبار لتلك النظريات الامريكية. ورغم ذلك ما زالنا صلصال تحاول أمريكا أن تذينان لتشكيلنا من جديد، ولا نعلم ماذا سيكون ذلك المكون الذي تروم تشكيله.
أن الحرمان وحالة الفوضى السياسية اللتين عاشهما الشعب العراقي ومنذ نصف قرن، قابله على الجانب الاخر وفي دول مجاورة له، دول كانت شعوبها في حالة فقر وتأخر وفي جوانب حياتية كثيرة بعكس العراق، هذه الدول قد عملت حكوماتها على توفير كل الاحتياجات الضرورية والغير ضرورية حتى اصبح الفرد فيها لا يستطيع العيش بدون توفر اقل الحاجات الكمالية وصولا الى السيارة ذات الآخر موديل وجهاز التكيف، او السفر لقاء نزهة او عطلة في الخارج، فاذا ما تهدد ذلك فالتذهب كل القيم الى جهنم. وبذلك أصبحوا عبيدا لتلك الحاجات لا يستطيعوا الفكاك منها، كيف اذن عندما يتهدد وجودهم او بقاءهم بما يسمى بالخطر النووي الايراني ؟ ماذا يفعلون ؟
واخيرا وليس آخرا فان الساسة الاسرائليين والامريكان ها هم يعيدون تجربة تلك النظرية مع غزة، يحاصرونها ويمنعون الغذاء والدواء والكهرباء عنها، اضافة الى حرمان سكانها من كل الحاجات الضرورية لوجودهم ككائنات انسانية لها حق العيش في هذا العالم. وكل هدفهم من وراء تلك الاجراءت هو نزع وتغيير ولائاتهم لحماس كي ينضمو لصف الراكعين والمطبلين و المزمرين للعم سام وثقافته وهباته ومكارمه التي لا تعد وتحصى. ولم يتوقف الامر عند العراق وغزة لننظر الى يوغسلافيا السابقة وما حصل لها ، وما يحدث الان في الصومال ، وما حدث في الكثير من الدول الافريقية وخاصة التي كانت تسير ضمن المعسكر الاشتراكي. وهاهو لبنان يحترق بالفوضى الخلاقه او البنائه، وهذا الامر لن يتوقف فسوف يشمل السودان وأيران، حيث سوف تصدر ضدهما القرارات تلو القرارات لاحكام الحصار عليهما، ومن ثم سوف تضرب وتدمر كل البنى التحتيه لايران بحيث لا تستطيع اعاد بناءها مرة ثانية لتعيش تجربة العراق.
واخيرا نتساءل: أين رجال سياستنا من علم النفس وتطبيقاته ؟ وهل من الممكن اعتبار هذه النظرية(نظرية ماسلو) من النظريات الانسانية حقا ؟؟؟؟؟



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - وجهات نظر: نظرية أنسانية ولكن....