الشباب الفلسطيني بين حلم البناء وواقع التدمير

سعيد الغانم

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 10:03
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

شباب،،، حلم،،، أمل،،،، طموح،،،، كلها مترادفات لمعنى البناء والمستقبل والازدهار ولكن أين هذا عندما نعيش في واقع مضاد لا تجد فيه سوى مضادات من اليأس والبطالة والحرمان والضياع . دعوني أتكلم عن شبابنا الفلسطيني وكذلك عن اخوتنا الشباب العربي إخوتي في العروبة والقومية والأمجاد فالشباب فنحن أهل لنقود عجلة التطور والازدهار , في قلوبنا آمال وطموحات, في عقولنا دراية ونبوغ ولكن أين من يسمعنا أو حتى يجيب فقد أصبحنا نعيش واقع الجمود ,الذي أجبرنا على التخلي عن أحلامنا وآمالنا في المستقبل المنشود ,فلم يعد بوسع أي انسان في العالم الغربي أن يضع في عقله فكرة أننا متعلمون مثقفون بديننا ووطننا مؤمنون ,ولكن الفكرة التى ترسخت في العقول أننا للأسف متخلفون أهل للتجاهل والتحقير بدل أن نكون أهل للاحترام والتقدير , وعلينا ان لا نستغرب هذه النظرة فلدينا يد خلقت للبناء ويد صنعت للتدمير فاليد البناءة ممتدة في كل لحظة ولكن يد التدمير ممتدة اكثر في البطش والتخريب ,تدمير أخلاقي وفكري وابداعي , ففي قضيتنا هذه من نلوم ؟

إن الاعلام ضم بين جنباته مياه الضفتين , فالجانب الايجابي ضئيل ضعيف والجانب السلبي ممتد وكبير , اعلام أفقدنا الايمان بشبابنا وقدراتهم أصبحنا نستورد الطاقات والقدرات من الخارج ،ولم يعد لمهندسنا وعالمنا قيمته ومكانته أصبحنا لا نثق بعطاء شبابنا فضلنا الغربي على العربي , اعلام أفقدنا الايمان بحضارتنا وهويتنا العربية المجيدة فلا نرى محطات تعرفنا بقوميتنا وقضيتنا السياسية فلماذ اعلام الغرب يسابقنا ويسرق حضارتنا ألسنا نحن من أخرج الغرب من الظلمات الي النور, ألسنا نحن من أعطينا الغرب العلوم فلماذا أتحنا للغرب أن يستوطن عقولنا وأن يصادر علومنا وان يخطف افكارنا وأن يسجن أحلامنا بعدان استوطن بلادنا ! فالغرب يعرض ما يشوهنا ويساء ليل نهار لديننا وسمعتنا دون رادع او استنكار فأين الاعلام من قضية الارهاب والاساءة لقيمنا ومعتقداتنا، فنحن بحاجة لقنوات تتفتح عليها عقولنا تعرفنا من العرب وماهية حضارتهم ولغز قضيتهم وسماحة دينهم , هذه صرخة اوجهها الي الاثرياء العرب الذين يمولون الاعلام فأنتم يا سادة تتحدثون وتقولون لنا أنتم شباب المستقبل فعن أي مستقبل تتحدثون مستقبل الأغنيات أم مستقبل المحرمات فأنتم تقولون ولا تفعلون فأين دوركم أصحاب القرار والملوك الذين تغدقون الأموال على الفضائيات والاعلانات وحين أتنقل بين القنوات الفضائية أرى البلاد العربية قد أصبحت مستوطنات للعواصم الغربية فعندما انظر لقطر والسعودية وغيرهما أرى فيها القواعد الحربية الأمريكية وعندما أنظر للامارات والأراضي الخليجية أراها ملئت بالعمالة الأجنبية ودبي أرى فيها الصليب المتربع في قلب القارة الأسيوية وعندما أنظر لمصر ولبنان أراها محتلة بالسقوط والانحلال أرى شباب هاوٍ بلا تفكير وفتيات ناشئات بلا دين فيا له من واقع سئيم أبعدنا عن جادة الصواب فباختصار عندما ننظر حولنا لا نرى سوى أننا أناس جائعون مستهلكون مغيبون بالغرب محاطون وبالسقوط مهددون وللكرامة فاقدون ........... فأي مستقبل منا تنتظرون

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل