أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامي سالم الحيدري - ظاهرة حبيب الصدر:نرجسية وسط الأيتام والمهجرين !!















المزيد.....

ظاهرة حبيب الصدر:نرجسية وسط الأيتام والمهجرين !!


سامي سالم الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 01:49
المحور: كتابات ساخرة
    


في (العراق الجديد) ظواهر كثيرة ستظل بحاجة إلى التأمل والتحليل بغية التخلص منها ضمن العملية الطويلة والمعقدة لتحقيق المشروع الديمقراطي، الذي يكون عادةً مصحوباً بمثل هذه الظواهر والطفيليات خصوصاً عندما تكون الديمقراطية وليدة ظروف حرب واحتلال وتأتي بعد عقود طويلة من ديكتاتورية تركت وراءها خراباً ضارب الأطناب.
بداية: ما معنى عبارة ( ظاهرة حبيب الصدر ) ؟! معناها أننا لسنا بصدد شخص محدد أسمه حبيب أو سلمان أو صدام، لأن الشخص هنا هو نتاج الظاهرة وليس العكس، وهذا لا يبرىء الأشخاص من المسؤولية طبعاً، لكن المعنى هو أن حبيب الصدر لو لم يكن موجوداً، فإن الظاهرة موجودة، لأن الاحتلال وأحزاب المحاصصة ستأتي بشبيه وما أكثر الأشباه في هذه المرحلة الملتبسة داخل هذه المؤسسة وخارجها. وعلى سبيل المثال، فإن ع. الرهيمي أو س. عزيز أو م. الكاظمي أو الكفائي .. الخ، لو حل أحدهم محل الصدر لما كان قد فعل أقلَّ منه، فهؤلاء هم رجال المرحلة، مرحلة الاحتلال والأحزاب التي إرتهنت للمحتلين.
إن الكتّاب والإعلاميين الذين تحدثوا كثيراً عن سياسة إبعاد الكفاءات العراقية في مختلف الاختصاصات ومن جميع الوزارات، والمجيء بشخصيات ثعلبية فاسدة ومفسدة أو مرتبطة بالاحتلال، من حملة شهادات حقيقية أو مزورة، كانت دوافعهم - أي الكتّاب والإعلاميين - وطنية ونبيلة وتشخيصهم صحيح، لكن هذا لا يلغي حقيقة أن سلطة الاحتلال والاحزاب المرتهنة لا يمكنها بأية حال أن تكون ساذجة فتأتي بالوطنيين من أصحاب النزاهة والكفاءة وتسلمهم بلداً كالعراق دارت من أجله حروب وحروب !! حروب وحروب من أجل الأستيلاء على خيراته، والذي لا يمكن أن يتم إلا بمصادرة حقوق شعبه وتهميش أو عزل فئاته الوطنية الفاعلة، وهنا تكمن نقطة الصراع الرئيسية كما نعتقد.
(ظاهرة حبيب الصدر) إذن، هي جزء من مجموعة ظواهر خلقتها الأحزاب وسلطة الاحتلال لخدمة مصالحها، ومن أجل تأسيس أرضية جديدة - قديمة تنشأ عليها طبقة سياسية تُقاد كالخرفان بأيدي الاحتلال، لتقود العراق الى نفس المسلخ الذي قادنا إليه صدام وعصابة البعثيين خلال الأربعين سنة الماضية.
لقد تم اقصاء العشرات من خيرة الاعلاميين والمثقفين العراقيين، في الداخل والخارج، وبعضهم أفنى حياته في مواجهة الديكتاتورية، ليقع الاختيار على مجموعة من الأسماء المغشوشة، فكان أن صعد البعض وهبط البعض، واستقل البعض بمؤسسة إعلامية لوحده بعد أن أصبح مليونيراً، واكتفى البعض برواتب العقود مع البنتاغون، لترسو المناقصة أخيراً على حبيب الصدر.
أن أية ملاحظات سلبية سابقة أو لاحقة على أداء هذه المؤسسة عموماً، لا يلغي وجود إعلاميين وإعلاميات يمتازون بالكفاءة والنزاهة وقدموا العديد من البرامج المهمة، ولكن إتباع حبيب الصدر، وربما الجهات الأعلى منه، طريقة ( تشغيل ) الإعلاميين، أو قسماً منهم، بعقود مؤقتة، تخفي وراءها عقلية إستبدادية، بل صدامية بعثية بإمتياز، لأنها تعبر عن عدم ثقة بالعراقيين ومن ثم وضعهم تحت طائلة التخويف بإنهاء عقودهم إذا ما خرجوا عن الخط، أو طاعة المدير العام، أو رفعوا سقف حرية التعبير أكثر مما تسمح به شروط اللعبة أو مسايرة حرية التعبير التي تميز العالم عموماً هذه الأيام.
أن تشغيل الموظفين بعقود مؤقتة هو واحد من أخطر أنواع الفساد الأخلاقي، لأنه ينطوي على رغبة بإذلال الأشخاص المعنيين، وهذا تعبير عن سايكولوجيا دونية، لأن من يرغب بإذلال الآخرين لا يمكن إلا أن يعاني من الشعور بالإذلال داخل نفسه، وهذه هي واحدة من صفات صدام والبعثيين عموماً.
لقد أُثير كثير من اللغط على (شبكة الإعلام العراقية) منذ تأسيسها، ليس أقلها ما يتعلق بكفاءة حبيب الصدر نفسه، وعلاقته بمهنة الإعلام أساساً. ثم المستوى الهابط للفضائية العراقية بدءاً بوجود مذيعين ومراسلين ينصبون المجرور ويرفعون المفعول به، مروراً بموادها الإعلامية التي لا تقدم الصورة الأفضل لروح المجتمع العراقي وحاجاته الثقافية والإنسانية ولا تعكس غنى كفاءاته في مختلف اختصاصات الثقافة والإعلام وشؤون الحياة الأخرى. أو حول طبيعة التعيينات ومعايير الاختيار أو الفصل الكيفي للعاملين، أو إبقاء غالبية الموظفين يعملون بعقود مؤقتة يتم تجديدها كل ستة أشهر أو كل سنة، وليس انتهاءً بموازنة هذه المؤسسة التي تستنزف أكثر من سبعين مليون دولار سنوياً من موازنة الدولة، ما عدا عشرات الملايين التي تأتي من الإعلانات !! والتي لم تنعكس يوماً على مستوى الأداء الإعلامي ولا على نوعية البرامج المقدمة !! علماً بأن هذه الموازنة هي من أعلى الموازنات في الفضائيات العربية التي تحوّل بعضها إلى ظواهر إعلامية يُحسب لها ألف حساب على الصعيد العربي والعالمي.
إن كل ما تقدم هو تعبير عن جهل القيمين على هذه المؤسسة بمهمة الإعلام في العالم المعاصر، وافتقارهم الأكيد لفلسفة إعلامية تنبثق عنها مجموعة مفاهيم تدير مؤسسة إعلامية مسؤولة عن ذوق ووعي مجتمع كبير ويعيش نكبات الإرهاب وقسوة الاحتلال، وبالتالي فإن الرأي العام يكون عادةً حساساً بشكل مضاعف إزاء أية ظواهر أو مفاهيم أو تصرفات سلبية، على عكس تصورات بعض الأحزاب الحالية عن المجتمع العراقي التي تعتبره مجرد قطيع كتعبير عن ثقافة قياداتها الذين لا يصلحون إلا لقيادة القطعان.
لنأخذ بعض تصرفات حبيب الصدر ونضعها تحت مجهر التحليل. لقد دأب هذا الرجل - وبدوافع نرجسية واضحة، ربما لا يعيها أو لا يستطيع التحكّم بها فيتركها تتحكم به – على إقامت مهرجانات بين كل عدة شهور، مهرجانات على حساب المؤسسة طبعاً، وبدون مبررات أو حاجة اجتماعية أو سياسية تقتضيها، فيتم هدر أموال المؤسسة بدون حساب ناهيك عن كلفة ساعات البث التي تستغرقها مهرجانات حبيب الصدر.
كان آخر هذه المهرجانات قبل أيام، والمبرر هو مرور عام على إنطلاق خطة فرض القانون، وكلنا يعلم أن هذه الخطة يرتبط بها أمن العاصمة، وينفذها أبناؤنا وأخوتنا بشهامة وشجاعة عراقية معهودة، وهم مصدر محبة واعتزاز ويستحقون أكثر ما يمكن من التقدير. هذه المسألة إذن لا خلاف عليها. ولكن كيف بدأت الاحتفالية : بدأت، كما هي العادة في الاحتفاليات السابقة، بكلمة (للسيد المدير العام) وهي كلمة إنشائية سمجة ومجانية مفعمة باستعارات وتشابيه مستهلكة ملتها آذان العراقيين ونفوسهم وهم يعانون من البطالة والفساد وانقطاع الكهرباء، وبالتالي فبينهم وبين هذا الكلام الفارغ مئة جدار وجدار، لكن نرجسية حبيب الصدر لا تعرف الحدود ولا تقدر مشاعر المشاهدين ولا تحسب حساباً لما يمكن أن يتحملوه، فقد استمرت خطبته العصماء ما يقارب النصف ساعة، أصابت الحاضرين بالملل كما اتضح من الصور ناهيك عن ملل المشاهدين. ما يقارب النصف ساعة من البث عبر الأقمار الصناعية، كم يكلف خزينة الدولة ؟!
ولكن هل أن سؤالاً منطقياً من هذا النوع يمكن أن يخطر على بال حبيب الصدر ؟! ثم ما ذنبنا كي نستمع إلى ما يقارب النصف ساعة من الإطناب الفارغ .. لو كان للمدير العام حدّ أدنى من الوعي الإعلامي لقدر حجم الاستفزاز الذي يمكن أن يشعر به المشاهدون جراء هذا الاسفاف الكلامي الاستعراضي النرجسي البائخ .. كيف يمكن لجمهور مُستـَفز أساساً أن يحتمله ؟! جمهور يعاني من انقطاع الكهرباء ورداءة الخدمات الطبية والبلدية والفساد المالي والإداري، جمهور ينطوي على خمسة ملايين يتيم وأكثر من مليون أرملة وملايين المهجرين داخل وخارج بلادهم وبدون عناية أو رعاية حقيقية من قبل دولة حبيب الصدر ؟!
ما يقارب النصف ساعة من الكلام الفارغ، بينما لم تستغرق كلمة المحتفى به الفريق الركن عبود كنبر قائد عمليات بغداد، أكثر من دقيقتين، ثم جاءت كلمات أخرى وبين كل ثلاث دقائق ضربة زوم على وجه حبيب الصدر بعرض الشاشة !! وهو يهز رأسه سروراً على طريقة صدام حسين سيد النرجسيين، لتبدأ بعد ذلك قائمة (خدام المنبر) من شعراء شعبيين مملين، تقدمهم الشاعر الفكاهي حمزة الحلفي بقصيدة يندى لها الجبين حقاً، فهو يصف معركة القوات العراقية مع الإرهابيين بلعبة كرة القدم، ليقول ( وصلوا للهدف وانكَطعت التجه ) !! بشرفكم هل هناك كلام مبتذل أكثر من هذا ؟! هل تسمح القيم والأعراف في مجتمع منكوب ببث كلام مبتذل كهذا ؟! ثم جاء دور فطحل آخر واثق من نفسه تماماً، ليتحفنا بجنجلوتية أخرى فيقول مادحاً قواتنا المسلحة : ( ولد ملحه تره ومن ظهر مجنون وفرضناها فرض خطة القانون ) !! بشرفكم يا شعب المتنبي والجواهري والسياب، أية قيم ذوقية أو جمالية أو أخلاقية تسمح ببث كلام بائس كهذا ؟! أليست هذه إساءة لقواتنا المسلحة وللأم العراقية التي أنجبت هؤلاء الأبطال، والتي يصر البعض وبغباء لا يُحسد عليه بوصفها (الملحة) !! هل وجوه أمهاتنا المشرقة بالمحبة والإيمان تستحق مثل هذا الوصف السمج ؟! وهل ينبغي أن يكون أباؤنا مجانين كي ينتصر الأبناء على الإرهاب ؟! أي مستوى ثقافي ضحل يمكن أن ينتج هذا المستوى من التصورات ؟!
أن كل هذا هو نتائج وجود شخصية لا علاقة لها بالإعلام ولا بالثقافة مثل شخصية حبيب الصدر التي لا تستطيع أن تجمع حولها سوى شخصيات بائسة من هذا النوع من الشعراء الشعبيين الذين لا يوجد في خيالهم سوى هذا الكلام الفارغ والمسيء.
وختاماً، ورغم وجود لغط واضح في الأوساط الإعلامية عن الفساد المالي والإداري في (شبكة الإعلام العراقي) سبق وأن كُتب عنه الكثير من المقالات، ليس أقله مستواها الهابط وهذا أخطر أنواع الفساد، أو هو نتيجة لوجود الفساد، لكن السيد الصدر نال ( وسام أو درع النزاهة ) ومن قبل (رئيس هيئة النزاهة بالوكالة) موسى فرج !! والسؤال المطروح على الرئيس الجديد لهيئة النزاهة والذي يعول عليه العراقيون كثيراً، هو : هل يحق لفرج قانونياً وبصفته (رئيساً مؤقتاً) أن يمنح أوسمة أو دروع كهذه ؟! ثم ما هي مصداقية ومبررات هذه (المكرمة) ؟ ومن سيكون المسؤول إذا تبين لاحقاً أن مبادرة السيد موسى فرج لا مبررات كافية لها ؟!
إنها أسئلة، أسئلة كثيرة لا بد من طرحها ومواجهة المسؤولين بها، فلابد من المواصلة في هذا الطريق العراقي الشاق، لأن الشعوب التي تتعب من قول الحقيقة والمطالبة بالعدالة لن يكون لها وجود تحت الشمس، وستقودها هذه الشخصيات المغشوشة من سيء إلى أسوء !!



#سامي_سالم_الحيدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامي سالم الحيدري - ظاهرة حبيب الصدر:نرجسية وسط الأيتام والمهجرين !!