أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - علي مهدي - ضرورة دراسة المواقف عبر فهم كامل قبل الوصول الى إتفاق شامل















المزيد.....

ضرورة دراسة المواقف عبر فهم كامل قبل الوصول الى إتفاق شامل


علي مهدي
باحث

(Ali Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 10:19
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


برزت في الآونـة الأخيـرة ظاهـرة جـديدة / قديمـة , يتسـابق الجميـع على الدعـوة لهـا , ومعظـم الداعيـن لها هـم من الذيـن عرفـوا بأخـلاصهم لقضـايا الوطـن والشـعب ولا غبـار على توجهاتهم بهـذا الخصـوص , لكنهـم ولأسـباب كثيـرة يتفهمهـا كـل المخلصيـن أضـطروا للبقـاء بعيـدا ً عـن الوطـن ولـم يتمكنـوا من العـودة إليـه على الأقـل حتـى تحسـن الظروف التي حالـت دون قدومهـم ,هناك في بلدان المهجـر , وإلا وبدون مجاملـة لهـذه الشـريحة الواسـعة من مثقفي وخبرات بلدنا التكنولوجية والإدارية , فنحـن نفهـم تلك الموانـع , لكننـا في نفـس الوقـت نحـس بالمعاناة التي يتكبدونها وهـم يرون التغييـر الذي حصـل في الوطـن والذي كان حريـا ًبه أن يشـكل عامـل جذب لهم للعودة , لا أن يكـون عامـل تحطيـم للآمـال التي حلمـوا بتحقيقها عنـدما يحصـل التغييـر , ويضيـف الى معاناتهـم ومكابداتهـم هناك , معاناة العيش في هاجـس الوطـن وما يجـري فيه من صراع وإحتراب على السـلطة رغـم اللافتـات الكثيـرة للديمقراطية المرفوعـة في سـاحات الوطـن والتي لم تفلـح القـوى المشـاركة بالعمليـة السـياسية إلا بترجمتها الى واقـع مـر تسيد فيه الأحتـراب الطائفي البغيض والقتل على الهـوية والتهجيـر القسـري , هذا الواقـع الذي زاد من معاناة هـذه الشـريحة كما قلنا , فصـرنا نسـمع كـل يوم بوفـاة أحـدهم خارج الوطـن الذي كان يحلم بالعيش فيه بسـعادة وحبـور في أخريـات أيام العمـر , وما يوم أول أمـس ببعيـد , إذ غيب الموت عنـا قلم وصوت وطنـي شـريف ,لطالمـا أتحفنـا بآرائـه الوطنيـة المخلصـة على صفحات المواقـع التقدميـة واليسـارية كالحـوار المتمدن والبديل العراقي , ألا وهـو الأنسـان الرائـع الفقيـد (عبد الأخـوة التميمي ) .
أقـول كثـرت هـذه الدعـوات النزيهـة والشـريفة والموجهـة الى قـوى اليسـار الديمقراطي بغيـة توحيـدها وتجميـع قواهـا وتقريب وجهات نظـرها بعـد الإصطفافات السـياسية الجديـدة الحاصلـة على هامش التغييـر والتي قادت الى هيمنـة تيارات كانت هامشـية حتى الأمـس القريب وتفتــت قوى أخـرى كانت حتـى ذلـك الأمـس يشـار لها ولدورهـا النضـالي بالبنـان .
وكنتيجـة طبيعية لتغير الظروف الموضوعيـة وإسـتشراء ظاهـرة الفسـاد الإداري والمالـي والإحتقان السـياسي المتشـنج والناجـم عـن الصراع حـول المصـالح الذاتية والنظرة ضيقة الأفـق التي تميـزت بهـا كـل القوى المشـاركة بالعملية السـياسية بـلا أسـتثناء والتي قادت معظمها الى التخلـي بفعـل سـلوكها هـذا عـن مصالح الشـعب والوطـن , والتي قادت من ناحيـة ٍ أخـرى الى الشـك حتى في سـلامة نواياها عنـدما تتبنى في حالات نادرة مطالب الجماهيـر , فمثلمـا التيارات الأسـلامية تسـتغل مشـاعر الناس الدينيـة وتوجههـا مذهبيا ً بما يخـدم مصالح هـذه التيارات , الدنيـوية والبعيـدة عن الجـوهـر الحقيقـي الملئ بالإنسـانية للدين , أعطـت قـوى كانت محسـوبة على التيار العلمانـي ومتوزعـة على الشـيوعي منها والقومي العربي والكردي , أمثلـة سـيئة في التخلـي عـن مصالح تلـك الجماهيـر واللهـاث المسـتمر وراء المنافـع الماديـة المتأتيـة من خـلال المشـاركـة البائسـة في العملية السـياسية التي يرعاها المحتـل , بحيـث أنهـم صـاروا يجـدون المبررات لضـرورة الركـون الى مهادنـة المحتـل والمطالبـة ببقـاء قواتـه لأطـول أمـد ( يتمكـن فيـه الجيش لعراقي من الحفاظ على أمـن البـلاد ) .
وكـان لا بـد أن تكـون هنـاك خطـوات جادة ومخلصـة لبلـورة رأي مشـترك ( في تلك الأوقـات ) لأحـزاب اليسـار الديمقـراطي فـي مجمـل جوانـب العمليـة السـياسية ودعمهـا في عراق ما بعـد 9 / 4 / 2003 .
فهنـاك مهمـات معقـدة وعسـيرة كان ينبغـي دراسـتها وإيجـاد الحلـول المناسـبة لها والتي تصـب في مصلحـة الشـعب والوطـن , ومن هـذه القضـايا وأهمها , نقـاط الخـلاف حـول بعـض النقـاط الواردة في الدسـتور ومسـألة الفدرالية والحفـاظ على عراق موحـد , وقانون النفـط والغاز , والحفـاظ على الملكيـة العامـة للصـناعات السـتراتيجية والثروات الطبيعية , وتطويـر مواد البطاقة التموينية كمـا ً ونوعـا ً وتوفيـر الخدمـات للمواطنيـن , والإسـراع في عمليـات إعادة الإعمـار ,وتوفيـر فرص عمـل للمواطنين بصورة متكافئة وإمتصـاص البطالـة , والإهتمـام بشـهداء الحركـة الوطنية و إنصاف عوائلهـم ......إلـخ , وبمعنـى آخـر إعادة النظـر في كافـة أوضـاع البلـد , والتـي يمكـن أن تخـرج متوافقـة , مـع تصـورات كافـة الأحـزاب السـياسية دون تهميـش أو إقصـاء لأي كـان .
لكـن المثيـر للعجـب والتسـاؤل هـو أن تخـرج هـذه الدعـوات مـن حركات وأحزاب كانت الى أمـد قريب تقف بالضـد من أي توجـه ونشـاط لتوحيـد قوى اللقـاء الديمقراطـي حيث كانت تصـدر التوجيهـات لوفدهـا بالممـاطلة المفتعلـة وإطالـة أمـد الإجتماعـات للحيلولـة دون الوصـول الى نقـاط إالتقـاء محـددة , وفـي أحيـان كثيـرة كـان يجـري التفاوض مـع قـوى أخـرى خارجـه عـن هـذا النطـاق لوضـع ترتيبات جديـدة وبعيـدة عـن روح وأهـداف اللقاء الديمقراطـي .
ويبقـى السـؤال المطروح هـو , هـل إن قيـادات بعـض هـذه الأحـزاب قادرة على توحيـد قوى اليسـار الديمقـراطـي وهـي نفسـها لـم تعمـل ولم تسـتطع أن تحافـظ على وحـدة تنظيماتها الفكرية والسـياسية ممـا أدى الـى إنسـلاخ العـدد الكبيـر من كوادرها المجـربة والقواعـد من العمـل الحزبـي بســبب من هيمنـة قيـادة ورثـت شـرعيتها عبـر الولاءات الشـخصية والإعتمـاد على العناصـر الإنتهازيـة والوصـولية والتي تبصـم من دون قراءة على كـل ما تقـول هـذه القيـادة , فهـذه القيـادة التي مارسـت الإقصـاء والتهميـش وعـدم إحتـرام وسـماع الرأي الآخـر المخـالف لسـطوتها وهيمنتها , في نفـس الوقـت الذي تـدعي فيه بأنها تتبنى نهج ما تسـميه " الديمقراطية والتجـديد " لا نعتقـدها مؤهـلة للعمـل على توحيـد قوى التيـار الديمقراطـي وإن حملتها التي أسـمتها " مدنيون " ولـدت ميتـة , بدليـل الرقـم المتواضـع للتواقيـع الذي جمعتـه منـذ إنطـلاقها ولحـد اللحظـة , ونعتقـد إن على القـوى الأخـرى في التيار الديمقراطـي واليسـاري أن تنتبـه وتدرس كـل الإحتمالات الواردة في السـلوكية الملتوية لهـذه القيـادة قبـل الإقـدام على الشـروع بأي عمـل مشـترك معـها مسـتقبلا ً .



#علي_مهدي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - علي مهدي - ضرورة دراسة المواقف عبر فهم كامل قبل الوصول الى إتفاق شامل