أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ستار موزان - قراءة نقدية في نثريات نجم عذوف















المزيد.....

قراءة نقدية في نثريات نجم عذوف


ستار موزان

الحوار المتمدن-العدد: 682 - 2003 / 12 / 14 - 06:21
المحور: الادب والفن
    


ياألله… ما أصعب على الشاعر في أن يدخلَ محاوراً الزمن عبر الشعر قاصداً ترميم نفسِه و إعادة  الزمن إلى المكان محاولاً إسترجاع أغصان الطفولة لتتنفس من جديد ذلك ليمتد الشاعر في النمو القديم الذي انقطع فجأة نتيجة إِستحواذ  قوة خفية على حركته‘و لما ينبجس’ الزمن من المكان و يضيع في الوجود تاركاً المكان في حالة إحتضار…يأتي الشاعر متأملاً الحدث و مَنْ صنعه ومن ثم يمضي ماسكاً شعلة الشعر على أساس أن الشعر له القدرة على ملامسة عناصر الوجود كله. هنا و بدقة يمكن للشاعر أن ينثر شعره فوق افتراضاته لتتحول إلى احتمالات و بعد ذلك تترتب بفعل ضوء الشعلة على هيئة خطوط متقاطعة لكن لامرئية الأمر الذي يجعل الشاعر تواقاً لرؤية بدء عملية ترميم قواه و بدء رسم مسار حديث لعودة الزمن إلى المكان من ضياعه و معنى ذلك أن الشاعر يريد استعادة طفولته أولاً من خلا ل ذلك الحوار المرير مع الزمن في اللحظة الذي يبدأ المكان فيها بالتنفس من جديد….اذاً يمكن للشاعر أن يقفز فوق المعادلات الفيزيائية و يطرق على سطح الواقع بقوة إيحائية مدهشة مما يجعله محوّلاً للمعادلات الطردية السالبة لتصبح معادلات عكسية موجبة و بذلك تنجرف تلك القوة الخفية و ادواتها المستحوِذة في امتداد الشاعر الممتد في ذلك النمو القديم المتحرك بالفطرة. وفق هذه البنية الحالمة يمضي الشاعر نجم عذوف بواسطة مجموعته الشعرية المنثورة الحاملة عنوان {حوارات في زمن ما}نحو ذلك الزمن الضائع ليقيم معه حوارات مريرة من خلال احدى و عشرين قصيدة نثرت جميعها على هيئة بيان إستعاري يتمفصل بين الحين والآخر مع ماهية حوار الزمن المشتت بين زوايا الموجود و يبدو أن مفهوم الزمن عند الشاعر نجم عذوف يتناقض مع مفهومه الفيزيائي و ذلك ما أعطته قصائده الزمنية من معنى فار تجاه المكان الذي بدأ يتحرك بعد سبات طويل إذ علت احدى قصائده بعنوان [ابتكارات] لتؤسس علاقة دينامية بين الزمن و الشعر النثري حيث يقول :-
(في منتصف الليل زمنِ....يفصل بين القرن و بين القِرن,بين الألق والقلق,بين الشِعر و الشَعر, بين و بين … و أنا لا اعرف منتصف الليل , لاني لا املك ساعة ) .
ومع ذلك فهو يحاول ان يجد فسحة مكانية خلال بداية الحوار مع الزمن العصي لاستدراجه عند ذلك المحوّل القناتي الذي يعمل على احالة السالب الطردي الى الموجب العكسي وكأن تلك الفسحة كبُرت بفعل المفردات الزمكانية التي انهالت على مسار الزمن لاستقصائه بغتةً أي بمعنى ان الشاعر عذوف يريد هنا ان يلعب على حركة الزمن الحذرة عبر تلك المفردات المغرية وكأنه يقدم له غنيمةً على هيئةِ مكانٍ جديد لم يألفه الوجود في ذاكرة الزمن لكن الشاعر هنا يريد  يمنح مبتغاهُ مكاناً معروفاً ومثيراً في ذاكرتهِ وذاكرة الزمن فلو تأملنا مقطعاً نثرياً من نفس قصيدة ( ابتكارات) لوجدنا تلك المحاولة المعقدة , المحّولة .. اذ هو يقول ( يهرولُ ليل الفناراتِ نحو الأ نسلاخ … بينما انا استرق صمت الريح , لأ شظي كلَّ الآرقام …….
وافك’ رموز الأشياء , لأجمع تعب الكلمات فتتفرد بي روحي . روحي تمارس كلَّ العنف , فجأةً … تطردني مرساة فضائاتي , اتشظى رجلاً وامرأة , رجلاً .. مرآة , رجلاً مراً … رجلاً …. مات )  . كم هي صعبة تلك المهمة التي يقوم بها الشاعر في اخراج الزمن من ثقبٍ يغور في ابعاد الوجود لأجل مكانٍ يحتضر , انها مهمة صعبة حين يبحث الشاعر عن علاقة عكسية موجبة بين الزمان والمكان كون موضوعة التجاذب والتنافر ما بين العنصريين بُنيت تحت اسقاطات المكان على مسار المفردات الاكثر حساسية المنتجة مقود الشاعر الذي يتحكم عبره بما يعطيه الزمن خلال الحوار. العطاء قدرة عظيمة لكن الزمن لا يمنحها ببساطه إلا إن الشاعر على ما يبدو هو وحده من يستطيع ذلك فقد حاول الشاعر نجم عذوف ان يخلق المناخ المضطرب عبر محاولته الجريئة في احدى قصائد مجموعته النثرية والتي حملت عنوان ( استبيان يومي) اذ يقول في المقطع الاخير من القصيدة :- كتب البحرُ قصائدَ شيطانية   …. فنامت كلُّ الكائنات البحرية في ملحي …   الحدث الأصغر كنوز كبيرة
والقديسون زمن الغيبة اليومي … الفردانية إفلاس الظلامات … واللا شرعية الفة يومية … ترقد الكلمات عقيمة على سرير القصائد العذراء … متى يكون الزفاف ؟
لقد ضغط الشاعر محاولته المنثورة على شكل سؤال ومضمونه الصيروري جاءَ بمعنى الجواب الذي هو ايضاً عبارة عن لعبة كلامية تحللت منتصف الحوار مع الزمن حيث قصد الشاعر تغييب الزمن ككتلة حركية غير محسوسة وإحضاره كمسار مسيَر متطابقاً مع رئة المكان التي اَضْحَتْ تنفساً صعباً كما اوحيتُ انفاً وقصد’ الشاعرهنا هو التنقلِ بين اللغة المتنوعة في المسارات المقامة على اساس الحوار المعني فهو يقول في قصيدة اختراق :- الوهم لغة كاذبة تتوارى خلف الألسنَةَ الصمت عقم الكلمات المغتصبة .. الموت يعبر فوق الاجساد الى قاع الذات .
هذا التنوع ينتقل الى مساحة اخرى في الحوار نفسه فالشاعر يحاول رجرجة الكلمات البائسة ليسبكها في قالب شفاف لحظة مداعبة الزمن :( امسح من جفني الفاجر … بأس الأعوام ) . في محاولة اخرى لاقناع الزمن بان المكان في انتظاره ليرسم ابعاداً جديدة لكليهما , يئن الشاعر نجم عذوف في تنوعٍ لغوي جديد يقول فيه ضمن قصيدة اسى  :- نهر ومدينة وبستان … الكل يجمعهم تابوت . لكن الشاعر ينتقل في نفس الوقت الى جملة جديدة ليذكر الزمن بما يتعلق بالحب الغائب عن المكان والمنتظِر مرورَ الزمن ( الحب رجل قصير ينام على فراش ثمل ) . بموازاة ذلك يخلط الشاعر عذوف اوراق اللعبة مع الزمن من جهة والمكان من جهة اخرى فيتوتر ويّوتر الزمكان عندما يقول في قصيدة (ارصفة الرغبة):- الساعة’ زمنٌ غير طبيعي , ودقائق موتانا تشيعها الكلمات … الظلمة رغبة للموت … والجنون رغبة للتناسخ .. القصائد تناسخ لشاعر … والشاعر تناسخ لموت سري  .. الرغبة نزعة مجهولة ياويلي … متى تهرب تعاستي ) . بمعنى من المعاني ان ضرورة هروب تعاسة الشاعر من ذاته هو دعوة صريحة لدفع الزمن تجاه المكان الذي بداْ تواً الصعود من قاع الهاوية وهذا يعني اقتراب المعنى المضغوط , المسبوك , المنحوت شعرياً , المزمن , المكنن من سطح اللامعنى المنفلت مما سيعزز العلاقة الجديدة بين الزمن والمكان المفضية الى عودة الشاعر من منفاه الى تلك البلاد التي تنافر فيها الزمن والمكان طوال اربعة عقود مضت لكن يبقى السؤال …. كيف يمكن للمكان برمته ان يتحول الى قصيدة وكيف يمكن للزمن انْ يتحول الى شاعر فيما الشاعر يتحول الى عنصر اثارة ما بين الجديدين . لولا ذلك المحّول الشعري لما تحّول الانتظار الى مجيْ :- (( أدق عنق الأنتظارات  … وابني احلامي الهرمة من جديد … بعيداً عن خرافة راسي … انادي مدناً اخرى … اوروك … السماوة … جزر الكناري .. سوق الشيوخ … وقلبي المشيد يشيعه .. اخر حرف مسماري )



#ستار_موزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ستار موزان - قراءة نقدية في نثريات نجم عذوف