أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فيكتور شابينوف - حصيلة الانتخابات: فشل الحزب الشيوعي الروسي وتفاؤل الشيوعيين التاريخي















المزيد.....

حصيلة الانتخابات: فشل الحزب الشيوعي الروسي وتفاؤل الشيوعيين التاريخي


فيكتور شابينوف

الحوار المتمدن-العدد: 682 - 2003 / 12 / 14 - 06:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يبين توزع المقاعد في الدوما الجديدة أن ما يقرب من نسبة 37 بالمائة من أصل نصف الناخبين الروس تقريبا الذين جاؤوا إلى أقلام الاقتراع صوتوا لصالح "روسيا الواحدة". وليس هذا بقليل وإن كانت هناك حالات تلاعب قد سجلت لصالح حزب السلطة. فنجاح دميتي الكرملين، الحزب الديموقراطي الليبرالي (جيرينوفسكي) و"رودينا" (الوطن) اللتين سوف تصوتان في كل القضايا الهامة "كما يجب" يبين أن البرلمان سوف يكون "برلمان جَيب" بامتياز. والقوة المعارضة الرئيسية، بل الوحيدة في هذه الانتخابات، الحزب الشيوعي الروسي، كانت نتيجتها متدنية تدنياً قياسياً (حوالى 17 بالمائة). أما اتحاد القوى اليمينية و"يابلوكو" فعدم دخولهما البرلمان (لم يتمكنا من تجاوز حاجز الـ5 بالمائة) بيّن أن ليبرالية التسعينيات على تجددها بعض الشيء لتتماشى مع روح الزمن على قاعدة "الإمبريالية الليبرالية" قد أتت إلى نهايتها.

هي ذي اللوحة غير المفرحة.

وقد تساءل رفيق لي من حزب العمل البلجيكي جاء إلى موسكو في عز السباق الانتخابي متعجبا لماذا تطرح كل الأحزاب المعروفة إلى هذا الحد أو ذاك البرنامج نفسه والشعارات نفسها؟! وهذه هي، لعمري، الحقيقة. فكل الأحزاب التي شاركت في الانتخابات راحت تطالب إلى هذه الدرجة أو تلك بزيادة الأجور والمعاشات التقاعدية وبتعزيز قدرات الدولة وبفرض ضرائب إضافية على رأسماليي النفط.

وقد جاءت النتيجة على قدر الجهد. تصور معي أيها القارئ أن هناك سلعاً معروضة في دكان سعرها واحد تقريبا. فأي منها سيباع أكثر؟ بديهي أنه سيكون ذاك الذي يحظى بدعاية أكبر. في هذه الحالة كتلة "روسيا الواحدة" الموالية للسلطة.

وهنا بالذات يكمن سبب الفشل الذريع والمزري للحزب الشيوعي الروسي في هذه الانتخابات. فالحزب الشيوعي لم يأت ببرنامج بديل لتطوير المجتمع، بمبادئ بديلة لمعالجة مشاكل المجتمع. قصارى القول أن الحزب لم يدعُ إلى الاشتراكية في نشاطه التحريضي قبيل الانتخابات. والناخب عموما لم ير أي فرق بين الحزب الشيوعي الروسي وأحزاب البرجوازية الكبرى في دكان "انتخابات العام 2003".

قد يعترض أحدهم فيقول أن تقنيات قذرة ودعاية رسمية مغرضة وما شابه من الأساليب غير السليمة استخدمت ضد الحزب الشيوعي. ولكن من قال لكم أيها الرفاق أن عدوكم سيكون شريفاً ونبيلاً؟ هل تعتقدون فعلا أن الرأسماليين لن يلجأوا إلى شتى أعمال التلاعب والتزوير حين يتعلق الأمر بأرباحهم التي هم حريصون كل الحرص على بقائها؟

زد على ذلك أن الحزب الشيوعي حشر في قائمته الانتخابية رأسماليين من شتى الصنوف والأحجام. ومن بينهم من هو مرتبط بشركة "يوكوس" النفطية السيئة الصيت. وهكذا جعل زعماء الحزب كروشهم الرخوة عرضة لسكين الدعاية المضادة التي قادتها قنوات التلفزة الرسمية.

فهل هو ممكن فوز الشيوعيين في الانتخابات؟ لا في 99,9 بالمائة من الحالات. غير أن بوسع الشيوعيين أن يناضلوا في سبيل الحصول على مقاعد في الدوما بغية استخدام منبرها لتنظيم النضال الثوري. ولا بد هنا من القول إن الحزب الشيوعي الروسي كان دوما على خلاف مع النضال الثوري، وإننا اعتدنا رؤية ذلك منه. غير أن زعماء الحزب فعلوا في هذه الانتخابات كل ما في وسعهم لكي يخسروا المعركة الانتخابية. فعلى الرغم من أنه كان من الصعب جدا أن تخاض الانتخابات الحالية أسوأ مما خيضت انتخابات العام 1999، بين زوغانوف وجماعته أن لا شيء غير ممكن بالنسبة إليهم. فالحزب الشيوعي دخل الدوما عمليا بفضل احتكاره لتسمية "شيوعي". وفي ما خلا الاسم لم يطرح الحزب الشيوعي أي برنامج إيجابي. فشعارات الاستفتاء المحظور الأربعة المعروفة وردت في برامج كل الأحزاب عمليا وتم التعبير عنها في بعضها مثل كتلة "رودينا" (الوطن) لغلازييف- روغوزين بدقة أكبر.

يمكن طبعا، كما يحب أن يفعل عادة زعماء الحزب الشيوعي الروسي، التشكي من "سرقة شعاراتهم". ولكن اسمحوا لي بالسؤال: أية شعارات هي هذه التي تصلح لأن تكون شعارات الجميع؟

ما هو الاستنتاج الذي يجب أن يستنتجه الشيوعيون من الهزيمة المنكرة في هذه الانتخابات؟إن الحزب الشيوعي يجب أن يكون شيوعياً. أي أن عليه ألا يختبئ وراء شعارات مقبولة لدى بعض فئات الرأسماليين في إطار "التقدم الاعتدالي في ظل الشرعية". فكيف الأمر، يا ترى، إذا كانت قائمته الانتخابية محشوة بأسماء المرشحين من ممثلي هذه الفئات الرأسمالية إياها؟ على الحزب أن يقترح بديلا عن مجمل النظام الرأسمالي. بهذا فقط يمكنه الفوز وإحراز النصر. ثمة في الواقع إيجابيات معينة بالنسبة إلى المعارضة اليسارية في كون أجنحة السلطة حصلت على الأغلبية الساحقة من مقاعد الدوما. فلن يكون ممكنا بعد اليوم للدوما ان تنتهج أي سياسة باستثناء سياسة بوتين. وحتى أشد المعاندين عنادا في البرلمان من عداد "المعارضة البناءة" سيكونون مضطرين إما للانضمام إلى الأغلبية المطيعة ونسيان أية معارضة، وإما للبحث عن قوى من خارج البرلمان يمكنهم التعويل عليها.

لقد دخل الدوما من خلال قوائم الحزب الشيوعي الروسي زعيم حزبنا حزب العمال الشيوعي الروسي-حزب الشيوعيين الروسي، فيكتور تولكين. وهذا الأمر هو بالنسبة للشيوعيين مهم على الرغم من النتائج المعروفة للانتخابات. ذلك أنها المرة الأولى خلال كل تاريخ الدوما الروسية سيمكننا أن نلحظ فيها عملا برلمانيا من نوع آخر. فممثل الحزب الشيوعي العمالي سيحرك ماء الدوما الآسن لأنه ذاهب إلى البرلمان لا لأجل درس مشاريع القوانين التي ستطرح، بل لأجل النضال في سبيل استبدال النظام العميل الخاضع كليا للـ"ديموقراطية" البرجوازية بنظام سوفياتات (مجالس) العمال. وهذا ما لم تره الدوما حتى الآن! وإذ نأمل بالمستقبل فإننا نربط بهذا أملنا، وليس أبدا بأغلبية في الدوما وطنية شعبية موهومة.



#فيكتور_شابينوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فيكتور شابينوف - حصيلة الانتخابات: فشل الحزب الشيوعي الروسي وتفاؤل الشيوعيين التاريخي