أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندس جليل العباسي - من له إذنان صاغيتان فليسمع، أين حقي؟














المزيد.....

من له إذنان صاغيتان فليسمع، أين حقي؟


سندس جليل العباسي

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 08:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



ما كتب وما سيكتب عن المهجرين قسرا واعدادهم المتزايدة ومعاناتهم وعن الأرامل والأيتام الكثير من المقالات واقامة المؤتمرات لمعالجة هذه الظاهرة المفروضة على شريحة واسعة من أبناء هذا الوطن المبتلي بالإرهاب القاعدي والإرهاب المليشيوي ....وسمعنا الكثير عن آلامهم التي أدمت القلوب وسقيت باليأس والخوف من المجهول ..وترددت صدى شكواهم التي لا صدى لها، لا حياة لمن تنادي ...
لكن أرعبني وأحزنني مشاهدة الكثير من الفتيات في عمر الزهور على شاشات التلفاز والفضائيات, فتيات من المفروض في هذا العمر أن يحلمن بفارس الأحلام الذي سيأتي ممتطيا حصانه الأبيض ..فتيات من المفروض أن يكن على مقاعد الدراسة, يدرسن ويضحكن ويحلمن ...فهذه فاطمة ذات الوجه الشاحب تحلم بان تصبح معلمة ..وتلك عائشة ذات الوجه الطفولي تتمنى أن تصبح دكتورة ..وزهراء السمراء الجميلة تعشق الصحافة ...لكن الحال يقول غير ذلك ...لم أرى كل هذه الأماني في عيونهن بل رأيت حزن وتساؤل ...لماذا جئن لهذه الدنيا ؟ كي نؤد كما ؤدت العديد من الفتيات في الجاهلية وانهال على أجسادهن الغضة الثرى... اليوم فتياتنا يئدن لا بالثرى بل بخيام لاتقي من حر ولا تحمي من برد ... يئدن بمدارس لا يدرسن فيها كما يفترض بل لتؤويهن مع عوائلهن ...فتيات ؤدت أحلامهن باليأس والفقر والتهجير ..فتيات يصرخن بلا صوت ويرددن (وإذا المهجرة سئلت بأي ذنب هجرت) ..فتيات جل أمانيهن سقف يظلهن ولقمة عيش تشبعهن..
قد تحل هذه المعاناة يوم ما ليس بقريب، لكن، ونحن شعوب بنو(لكن)، بعد فوات الأوان، بعد أن تزرع في قلوبهن الغضة مئات الذكريات الأليمة والعقد النفسية المكبوتة تاركة بلا شك آثارها واضحة على أطفالهن.. وبالتالي سيولد جيل مهزوز متخم بالنكبات واللعنات لزمن القحط الذي رسمت خارطته بأوتاد الخيام والحبال والمياه القذرة ورائحة الأجساد العفنة وذل المحسنين....
وما الحل إذن، وقد أتعبتنا المناشدات و بحت أصواتنا من كثرة التوسلات، ومن، بحق الله، نناشد ؟؟؟ أنناشد دولة بلا مؤسسات، أم مؤسسات تفتقر الى دولة القانون، أم برلمان تتنازعه الأهواء والميول الشخصية، أم حكومة في حلبة مصارعة فيها الغالب والمغلوب، مع أن المغلوب الوحيد في هذه المنازلة التاريخية هم المهجرون قسرا، أم رجال دين جل همهم الغنائم وتسليح مليشياتهم ليحرسوا مكتسبات حكومة وزرائها في السماء ..همهم ملاحقة ومعاقبة من يلبس الجينز ومن يهتم بحريته الفردية دون تدخل الآخرين، ومن يقرأ الشعر ومن يستمع الى موسيقى هادئة ويصغي الى صوت فيروز صباحا، ومن لا يرغب بسماع النواح المتواصل حول شخصيات اخذت حقها من التاريخ، ..و كل ذلك في سبيل التقرب الى الله.. يلاحقون من لديه فكرة تناقض أو لاتتفق وأفكارهم ليطلقوا أحكامهم الجاهزة، فهذا كافر وذاك زنديق وتلك مفسدة، وأخرى بدعة.. يسعون الى جعل الجميع ضمن دائرة قطعانهم الغافلة، تنعق حيث ينعقون وتحزن حين يحزنون وتفرح حين يفرحون.. يعدونهم بمنقذ آت و منقذ لم يحن وقته بعد ..وان تكرم والتفت بعضهم للصبيات المهجرات قسرا أو المحتاجات أرغموهن، كرها أو طوعا، على زواج عرفي أو زواج متعة لسويعات معدودة أو أيام قربة إلى الله ..
من كل هذا الهم الذي يلف العائلات المهجرة عامة والفتيات المهجرات خاصة، سأختم مقالتي بمقطع لشاعر الشعب محمد صالح بحر العلوم في قصيدته (أين حقي؟) :

وفتاة لم تجد غير غبار الريح سترا
تخدم الحي ولا تملك من دنياه شبرا
وتود الموت كي تملك بعد الموت قبرا
وإذا الحفار فوق القبر يدعو:أين حقي؟



#سندس_جليل_العباسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي تتعلم وتفهم
- ابو الهول أكثر صخبا من برلمانياتنا


المزيد.....




- 935 شهيدًا في العدوان الصهيوأميركي على إيران بينهم 38 طفلًا ...
- دراسة أثرية: النساء حكمن أولى الحضارات البشرية
- “شغال وفعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2 ...
- بيان حملة “عدالة سكنية للنساء” بشأن التعديلات المقترحة على ق ...
- للمرة الأولى.. الدانمارك توسّع التجنيد الإجباري ليشمل النساء ...
- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندس جليل العباسي - من له إذنان صاغيتان فليسمع، أين حقي؟