أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أدهم عدنان طبيل - امة الشعارات مهزومة اسدل الستار















المزيد.....

امة الشعارات مهزومة اسدل الستار


أدهم عدنان طبيل

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 02:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



امة الشعارات امة عربية واحدة شعارت رنانة رضعناها مع حليب أمهاتنا منذ الطفولة تربينا وترعرعنا وكبرت مع أحلامنا وألامنا وأحزاننا التي لا نعرف منها شيئا صدح بها مدرس التاريخ العربى حتى صدأت حنجرته ورواها لنا مدرس الادب في قصص الاولين والآخرين مثلما احتار مدرس الجغرافيا أن بجده لها في الخريطة الأرضية اى عنوان ومسمى من حقنا نحن العرب أن نفتخر بمجدنا وتاريخنا امتنا خير امة اخرجت للناس ولهذا تقاسمنا العيش . أتى على أمة العرب حينا من الدهر سادت فيه العالم وعلمت الأمم

وأخرجت البشر من الظلمات إلى النور لم تحتكر علما و فنا و أدبا و ثروة ، كانت أمة فاتحة منيرة لا أمة غازية ظالمة، أمة عادلة لا أمة متغطرسة ، نشرت من أقصى الأرض إلى أقصى الأرض قيم الحق و العدل و الحرية وإعمال العقل والمساواة و الإخاء و التسامح و الشورى و الجهاد و عبادة الواحد الأحد الذي لا شريك له ، و العزة و الكرامة ومجمل القيم الذي تستهدف إستمتاع البشر بإحترام ذواتهم ، و إحساسهم أنهم ينتمون لأوطان و أمم ذات رسالات خالدة ، لا أوطان و أمم مملوكة لحفنة من إقطاعييها و رأسمالييها ، أو رجال دينها من الكهنة الحاملين صكوك الغفران والموقعين على أحكام التفتيش على العقل و الفكر و العلم ، و المصدرين الحكم حرقا أو شنقا أو حبسا ، على كل من تسول له نفسه الإدعاء بكروية الأرض .

لقد أسدل الستار وبانت الحقيقة ،

الم نكن و لا نزال نمثل امة الانهزامات وأمة الشعارات الرنانة والانتصارات الوهمية ؟ إن أي مشروع فكرى إيديولوجي متكامل لا يمكن أن يكون بدون شعارات وهمية على مدار القرنيين العربيين الماضيين .

رسلتنا القومية والإسلامية الشعارات نحن امة الشعارات، ولا احد في العالم يستطيع أن يزايد علينا في الشعارات. لقد أصبحت الشعارات في هذا الزمن الرديء،مادة دسمة للبيع والشراء في السوق العربى والاسلامى ، وأصبحت الشعارات أفيون للشعوب . وبطغيان الشعارات، أصبح التضامن مع الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين في كربهم و محناهم يقتصر على الشعارات.ففي كل مسيرة او تضامن او مظاهرة للنصرة الشعب الفلسطيني والعراقي واللبناني ترفع الجماهير الحاشدة الشعارات ، وعندما يقع الإشباع من التنفيس، وتسترخي الجماهير،ويزول الغضب ،تعود الجماهير إلى حالتها العادية ،لتحكي عن طبيعة ونوع الشعارات. أما اللبنانيون والفلسطينيون والعراقيون، فهم مع مشاكلهم وأحزانهم وقتلاهم مستمرون، ودائما على الدرب مناضلون..إننا امة الشعارات.

شعارات من البحر الى النهر الوطن ، القدس ، الامة العربية ، المواطن ، الكرامة ، الأرض الشعب ، الوحدة الوطنية ، فلسطين لبنان العراق ، المقاومة شعارات اطلاقها الوطني والماركسى والاسلامى ، والنتيجة لا وطن ولا مواطن ولا قدس ولا كرامة ، إن جميع مراحل تطورنا التاريخي العربى والاسلامى وصراعنا مع االعدو على مدار التاريخ العربى الجديد ، قادته وساقته شعارات هافتة لا معنى لها ، فجميع حروبنا ،وانتصاراتنا الوهمية ،كانت عبارة عن شعارات في شعارات، فألهمنا الوجدان العربي بالشعارات،ولما جاءت الهزيمة،عتمنا عليها كذلك بالشعارات. وسمينا الهزيمة نكسة وضياع الوطن نكبة . وانسحاب غزة نصر واوسلو وخارطة الطريق رجوع الوطن .

ولا يخفى على المتابع أن الشعارات تروج وتزدهر عندما تفقد الأمة قدرتها على صنع الأحداث والانخراط في المنظومة العالمية التي تموج بالحراك الثقافي والصناعي والاقتصادي، عندما تستكين الأمة إلى ماضيها الذي لن يعود، وتنكفىء على نفسها تبكي حظها العاثر وترمي بكل أسباب عجزها وتخلفها على الآخر الذي يتآمر عليها ويبقيها دوما في خانة المفعول لا الفاعل. عندها تزدهر صناعة الشعارات وتنمو سوق مروجيها الذين دأبوا على تخدير مشاعر الأمة وتزييف وعيها بأكاذيب وأباطيل. فكم من شعار راح ضحيته كثير من الانجازات، وأجهض كثيرا من المكاسب وتحول عامل هدم وتفتيت وإحباط كعدم قبول تقسيم فلسطين إلى دولتين أوإعادة الحدود إلى ما قبل 67 بسبب الإصرار على شعارات مثل (رمي إسرائيل في البحر أو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر). كما فشل المشروع القومي العربي بسبب اتكائه على جملة من الشعارات القومية من نحو (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، ومن المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، وبلاد العرب أوطاني ووحدة ما يغلبها غلاب) وغيرها من الشعارات الجوفاء التي ظلت تعاند حركة الأحداث ولم تحسن التعامل مع المستجدات واستمرت تناطح الصخر حتى خسرت الأمة كثيرا من قضاياها المصيرية

، لقد كانت الثورة الزعيم الناصري جمال عبد الناصر عبارة عن شعارات وهمية أججت حماس الجماهير، لانجاز القفزة النوعية ،في بناء القاعدة الاقتصادية الصلبة ،لتقليص الفجوة مع العدو الذي استعمرنا واحتل أرضنا وأهاننا في عقر دارنا وضرب كرامتنا. والثورة السورية التصحيحية كانت عقاب لمن قال لالالا جرف الالاف بالجرافات لتصحيح الحركة السورية ونهايتها ضياع الجولان والسكوت منذ 40سنة بدون مقاومة بحجة الالتزام والاخلاق والرد في الوقت المناسب .

ولقد كانت النتيجة في سجون أبي زعبل وسجون التعذيب في سوريا وجميع انظم الحكم العربية الحقيرة الذي اعدم فيه الشيوعيون والماركسيون اللينينيون والإخوان المسلمون ولا ننسى اعدام الشيخ الفقيه سيد قطب ، ، ،وجاءت هزيمة 1967هزيمة الأيام الستة ،غفرت الجماهير للحاكم أخطائه ، وبسرعة البرق نسيت التنكيل ، ولما أراد الحاكم الاستقالة لفراغ الشعارات، ثارت الجماهير وأعادته إلى سدة الحكم باسم الشعارات الوهمية الكاذبة ، ولما مات الزعيم أو موتوه ،سارت الحشود في جنازته وهي كالمعتاد ترفع الشعارات ،التي اختزلها اللاحقون ، في الضفة والقطاع ضمن خارطة طريق ومشروع التهدئة والهدنة طويلة الامد رسمت معالمها من طرف يهود البيت الأبيض .

ومرة أخرى يثور جزء من الجماهير ،ضد الخيانة الموؤدة ،ببيع فلسطين والعراق،فيرفع فريق شعارات : من السيلية الى مصر صهاينة بالأصل ، ويرفع فريق : خيبر خيبري ايهود جيش محمد سيعود.

في وقت قريب القرن الماضي ، ونحن صغار ،كنا نذهب للفرجة والتسلية في الحلقة القصص والحكايات ، نسمع قصة ،عنتر وعبلة وسيدنا علي كرم الله وجهه وغزواته ، وحروبه مع آل صهيون من يهود وكفار ،وكم كنا فرحين مبسوطين جدا بهذا التاريخ القديم الحافل بالانتصارات .

لقد كان جيش محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الإبان من العصور الخوالي، بضع عشرات. أما اليوم فان جيش محمد المليار ونصف مليار نسمة. والى الآن لا نزال ننتظر، قدوم جيش محمد الذي سوف لن يأتي ،لأننا امة الشعارات نخوض الحروب بالشعارات ، ونحول الهزائم إلى نصر بالشعارات.

الم يكن المشروع الماركسي اللينيني لليسار الجديد فى السبعينيات عبارة عن شعارات رددتها جماهير الطلبة والتلاميذ والمثقفون الثوريون ، لمواجهة عدو وهمي جسدته في أنظمة الحكم المحلية ، المرتبطة مع الدوائر الغربية.؟ من منا سينسى شعارات الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،اللذان تحولا إلى حملين وديعين، ينصحان بالتروي واستعمال العقل،في مواجهة عدو جرف وينهك ويدوس يسفك ويقتل ويغتال بمباركة وتشجيع من العم سام، وبتغطية من أصحاب القرار في كبريات العواصم الأوروبية؟. من ينسى شعارات فتح برمي إسرائيل في البحر، وبان التحرير سيكون من البحر إلى النهر؟. الم تتبني حماس والجهاد أمجادهما على الشعارات المتصادمة، وعندما تلذذت بمزايا السلطة، تنازلت عن فلسطين، لتختزلها في الضفة والقطاع ومعبر رفح وإدخال المعونات ، رغم أن الضفة كانت أردنية ،والقطاع مصرية. فأين هي فلسطين؟ وأين التحرير من البحر إلى النهر؟ أسف لقد آن موعد الهدنة مع العدو لأن الانتصارات متوالية علينا واخرها لم توجد لقمة عيش في غزة والرد الصبر ونطلب واستقرار وتهدئة.ونسينا ألاف الشهداء والجرحى والمعتقلين وزينها بالشعارات .

ولنطرح السؤال بعد كل هذه الهزائم المتوالية علينا . ماذا بقي من الشعارات؟ لقد أفرغت شعارات اليسار الماركسي اللينيني السبعيني، لتنصهر وبدون مقدمات في المشروع الرسمي للأخر، الذي نظروا بالشعارات لقلبه، فتم التخلي عن دولة العمال والفلاحين الكادحين ، باسم شعار : . وأفرغت شعارات حماس من مطالب الخلافة الراشدة ، لتعوض بالمرحلية والهدنة الطويلة، والرشد ، وتحضير العقل ،بعد أن استلذت بامتيازات المناصب الحكومية وسيارات المرسيدس والمرفقين ، لتقبر ومنذ سنتين العمليات الاستشهادية، والانخراط في ما يسمى بالعمليات السلمية. كما قال الشيخ أسامة بن لادن . واليوم نحن نعرف ظروف بلدنا اكثر منك يا ابن لادن قالها الاخوان في غزة .

أما الشعارات القومجية من ناصرية وبعثية،فقد أزالت من قاموسها مقولة الصراع العربي الإسرائيلي، لتختزله جبنا في إستراتيجية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الم يهزم القذافي الغرب بالشعارات؟. هكذا حررنا الاوطان بالشعارات، فالف تحية الى اصحاب الشعارت .

أدهم عدنان طبيل

فلسطين المحتلة /غزة المنكوبة/جباليا

16/2/2008



#أدهم_عدنان_طبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة فى زمن انكسار
- -باب الحارة تعزيز للتخلف أم رافعة للتقدم- ؟
- خريف 2007 الى اين


المزيد.....




- موسكو تؤكد استعدادها مع بكين للمساعدة في تحقيق الوحدة الفلسط ...
- هنية يهاتف وزير المخابرات المصرية بشأن مفاوضات وقف إطلاق الن ...
- مجموعة ملثمة مؤيدة لإسرائيل تهاجم مؤيدين للفلسطينيين في جامع ...
- شاهد: انهيار طريق سريع جنوبي الصين يودي بحياة 48 شخصاً
- واشنطن تعتبر تصريحات قيادة جورجيا حول تهديدات الغرب تقويضا ل ...
- عالم أحياء يكشف الخصائص المفيدة لزهور الزيزفون
- الشمس تومض باللون الأخضر لبضع ثوان في ظاهرة نادرة للغاية
- تحذيرات من علامات في كتبك القديمة قد تعني أنها -سامة عند الل ...
- الإعلام العبري يكشف عن انتشار غير عادي للجيش المصري على حدود ...
- دراسة تونسية تجد طريقة بسيطة لتعزيز فقدان الوزن


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أدهم عدنان طبيل - امة الشعارات مهزومة اسدل الستار