استمر الحصار وخسرنا الجار

إراهيم الأيوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 07:16
المحور: القضية الفلسطينية
    

ماذا بعد أن أعلنوا إنهاء الحصار بالقوة وهدموا الجدار وتوعدوا المصريين بالويلات ومع ذلك استمر الحصار وخسروا الجار .
جمهورية مصر العربية هي القلب النابض للأمة العربية والمدافع التاريخي عن الأمة الإسلامية , فهي من هزم التتار بعد سقوط بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية , وجيشها بقيادة صلاح الدين حرر الأقصى , لقد كانت مصر الدولة التي خاضت الحروب مع الكيان الصهيوني منذ بداية تكوينه , وأعطى شعبها الألوف من الشهداء والجرحى من أجل القدس وفلسطين .
منذ الحصار المشئوم على قطاع غزة الذي عمل على تدمير البنية التحتية والاقتصادية والاجتماعية , والذي توج بوقف إمدادات الوقود وقطع التيار الكهربائي مما جعل الرأي العام العالمي والعربي خاص بالخروج بمظاهرات واحتجاجات وكان هناك غضب جماهيري لما يحدث في غزة مما أصبح يهدد الأمن لكثير من الأنظمة , مما دعا إلى انعقاد مجلس الأمن , ووجهت الدعوة من الملك عبد لله بن عبد العزيز لعقد قمة عربية في شهر فبراير لتدارك الأوضاع الكارثية في غزة , وكان ذلك كله يشكل ضغطا كبيرا على الكيان الصهيوني وأحرج الحكومة المصرية لأن بدأت تظهر أصابع اتهام لها بالعمل على إغلاق الحدود , مع العلم أن المعابر تخضع لاتفاقيات رباعية وهناك شروط لتشغيل هذه المعابر.
لو استمر الوضع على ما كان عليه مع حالة الغليان الشعبي في الشارع العربي , ومظاهر التعاطف والغضب في عواصم الغرب , لأجبر الكيان الصهيوني على فتح المعابر ودولت قضية المعابر .
لكن التسرع بهدم الجدار جعل الضغوط ترتفع عن الكيان الصهيوني وأجهض اجتماع مجلس الأمن من فحواه , وطبعا انطفأ غليان الشارع العربي , وشكل عبء على مصر وأصبحنا مذهولين نرى الشعب المحاصر الجائع يذهب كالجراد إلى الأراضي المصرية ويأتي محمل بالسجائر والمعسل والموتوسيكلات والأجهزة الكهربائية , وللأسف لم نجد من كان يحمل كيس طحين أو سكر أو ربطة خبز .
وكتبنا أن ما يحدث خطأ شنيعا , وأن هدم الجدار لن يساعد على رفع الحصار وأن ما يحدث يخدم توصيات مؤتمر هرتسيليا بتحويل الضغط الديموغرافي ناحية صحراء سيناء والعمل بنظرية تبادل الأراضي مع مصر.
لكن كان هناك إصرار على الخطأ , والرهان على أن الوضع لن يعود إلى ما كانت عليه قبل هدم الجدار, وتوعدوا المصريين بالويلات وسقط العشرات من أفراد الأمن المركزي المصري جرحى جراء الاعتداء عليهم وإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع , مما سبب في توتر العلاقة مع جمهورية مصر وقامت بإغلاق الحدود وبدأت بعمل سياج الحدودي وعادت الأوضاع إلى أسوأ ما كانت عليه ومنع قادة حماس من الدخول لمصر وأصبحوا أشخاص غير مرغوب بهم , ومع ذلك استمر الحصار وخسروا الجار .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل