أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أرجدال - الافتخار في الشعر الأمازيغي المقاوم بالجنوب المغربي















المزيد.....

الافتخار في الشعر الأمازيغي المقاوم بالجنوب المغربي


محمد أرجدال

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 09:17
المحور: الادب والفن
    


اشتهر الأمازيغ سكان شمال إفريقيا بمقاومتهم لكل الشعوب الغازية لوطنهم "تامازغا"والطامعة في احتلالها مستعملين في ذلك وسائل مختلفة وأشكال نضالية متنوعة، مما ساعد في الحفاظ على هويتهم الثقافية والحضارية بكل خصوصياتها ومقوماتها.

وقد كان للشعر الأمازيغي حضور بارز في هذه المقاومة، ووظف الشعراء والشاعرات الأمازيغ أغراضا شعرية متنوعة من مدح للمقاومين ورثاء للشهداء وهجاء للغزاة مستعملين صيغا بلاغية رائعة قصدها الاعتزاز والافتخار بالمقاومين وبطولاتهم في التصدي للغزاة.

والباحث في تاريخ المقاومة بالجنوب المغربي للاستعمارين الفرنسي والاسباني، سيكتشف أبطالا استشهدوا في سبيل عزة هدا الوطن وقدموا أرواحهم من أجل أن يعيش الإنسان المغربي حرا كريما رغم إن "المؤرخين المغاربة المعاصرين لم يهتموا اهتماما يذكر بالحرب الاستعمارية الطويلة التي ظلت فيها جيوش الاحتلال وجها لوجه مع سكان الأطالس لمدة لا تقل عن نصف مدة الحماية كلها" (محمد شفيق،الشعر الأمازيغي والمقاومة في الأطلس المتوسط ...1900/1934مجلة الأكاديمية عدد 2 سنة 1986 ص:70). وسنحاول أن نستحضر جوانب من تاريخ هذه المقاومة وما واكبها من أشعار حماسية تحث على قتال المستعمرين الدخلاء ببسالة وتدعو المقاومين إلى الاعتزاز بوطنهم وإلى رفض جميع أنواع الخضوع. "فحين يشن محمد بن عبد الكريم الخطابي، وأبطال الريف، حربا كاسحة على الاستعمار الاسباني... تهتز المشاعر بهده الحرب التحريرية، وينفجر الشعراء بالدعوة لمؤازرة البطل الريفي، منقذ الأمة من الاحتلال... لكن الشعر الذي واكب هذه الحرب شعر ضاع أكثره فلا نعرف منه غير مقطوعات قليلة، وأناشيد وقصائد يشار إلى بيت فيها أو بيتين ثم لا نجد للباقي أثرا" (إبراهيم السولامي،الشعر الوطني المغربي في عهد الحماية، دار الثقافة 1974) مع علمنا بأن "جيل المغاربة الأطلسيين الذين أبلوا البلاء الحسن في تلك المواجهة أو عاصروها على الأقل،قد انقرض أو كاد، ويخشى أن يكون الأوان قد فات على من يريد أن يستشهد بما علق بأذهانهم من روايات للأحداث في تسلسلها وتفاعل بعضها مع البعض، ومن حسن الحظ أن بعض أصداء هذه المواجهات والمعارك ظلت حية متجاوبة في الشعر الأمازيغي أو على الأقل في ما يزال يروى منه وما قدر له أن يكتب مع أن الشعر الأمازيغي لم يكتب منه ولم يحفظ إلا الشيء القليل" (مرجع سابق ص:73).

وقد تزعم حركة المقاومة بالجنوب المغربي زعامات محلية من أبرزها القائدان المدني والناجم الاخصاصيان مما دفع بشاعرة من قبيلة لخصاص تشيد بشجاعة هذين القائدين واللذين وقفا سدا منيعا أمام زحف القوات الفرنسية وعملائها إلى الجنوب المغربي فقالت:

Igulla Utiyut alahkamns asar aghd lkmn

Igullu Lqayd Lmadani d Lqayd Najm amqqar duryagr

Amqar tadgalin gh Iffus alahkam n Utiyut uraghd lkkmn

ووصفت شاعرة أخرى شجاعة وقوة القائد الناجم، هذا الأخير الذي تولى مناصب هامة في الجيش ألمخزني في أواخر القرن التاسع عشر وبداية العشرين حيث حارب الثائر الجيلاني الزر هوني المشهور ببوحمارة ثم شارك في المقاومة بالريف ضد الأسبان إلى جانب أحمد الريسوني لينضم في الأخير إلى صفوف مقاومي الجنوب المغربي بعد انهزام أحمد الهيبة ومن معه بسيدي بوعثمان، فقالت مشبهة إياه بأحد قادة جيش البخاري الاسماعيلي في قوته وخبرته بالأسلحة إضافة إلى سمرة بشرته:

Ghiklli itubdir sudan slfàal ula cuf

Aitubdir lqayd Najm s lbarud

واستمرت الشاعرات الأمازيغيات في تشجيع المقاومين وحثهم على القتال والاستماتة في التصدي للغزاة عند كل هجوم أو إغارة عليهم فقالت إحداهن:

Addat i znad tasm dagh tasa a ifrpan

Iggi uwrumi a dagh fllawn àaqln

كما وصفت شاعرة أخرى بسالة أمغار مبارك اشاعود أخصاصي الذي استشهد في إحدى المعارك بدير مرغت حين أبلى البلاء الحسن وقهر جيوش عملاء الفرنسيين فقالت:

Ayan izran cajià walli muttinin

A bara umuhmad atn arbbi trhamt

Issuda isan igud isan immigh ukan

Mn dir nd buhmmad ar talat ntidaf

وفي هذه الحملة للجيوش العميلة للفرنسيين على تخوم الأطلس الصغير بقرب ميرغت طلبت إحدى شاعرات العدو من نساء لخصاص أن يخرجن الهدايا والذبائح استعدادا للاستسلام لكن الشاعرة الأخصاصية ردت عليها بأبيات هجائية لاذعة معتزة بالمقاومين الذين لا يرضون الذل والخضوع فقالت:

Agid ahlays i babam an tawit ilumas

Amma tumzin d uudi ullap ur tntin ittawi mam

واستمرت الشاعرة في هجائها للعملاء ووصفتهم بالجبن والخوف لأنهم قدمو أرضهم للمستعمر دون مقاومة وصاروا أداة في يده ضد إخوانهم فقالت:

Ihugga ayudayn atimalliwin

Adukan sllin ibuk utn s uàlluc

ووصفت الشاعرة إحدى المعارك التي قاتل فيها المقاومون ببسالة وكادوا يهزمون فقالت:

Ammas ntmi nthandawst ar mu akfaf

Agha ttarn ipmazn d txusa d iskmas

بينما أبانت عن شجاعة المقاومين سكان لخصاص الذين لن يقبلوا بتقديم أرضهم للمعمر، على طبق من ذهب، إلا بعد استشهادهم في سبيلها، فقالت:

Axsasi ar iharg lahrum ur llin

Ar katn ar syigisn aylligh rmin

وتابعت مدحها للمقاومين أثناء مرور سرية من جيوش المقاومين بأرض إحدى القبائل العميلة والحليفة للفرنسين بازغار نتزنيت فقالت:

Rbbi d irgazn d tizza nranin asmmid

As nkka lmakanad ur tnkki slhurum

وأظهرت فرحتها بعد تجاوز المقاومين لخلافاتهم الداخلية وتوحدهم ضد الفرنسيين فقالت :

Ur yid urrin idamn aylli gh nan

Pan lqyud iga wawal nsn yan

وتحدثت عن تماسك حلف المقاومين المعروفين ب"ءيكيزولن" فأنشدت:

Irrut unrar igizuln ayusin alim

Ula tumzin rbbi adasn issufan awal

ومدحت أخرى المقاومين وقادتهم وطلبت من النساء الاطمئنان وعدم الخوف لأنهن في حمى قائد بطل مقاوم يدافع عنهن والاهتمام بزينتهن ولباسهن فقالت:

Inna yawnt lqayd atixsasyin

Slyamt lhana d lhrir pati slagh

Imic ihma tamazirt urtin ik lxuf

ومدحت أخرى هذا المقاوم على حسن قيادته للمقاومين وحنكته ودهائه فقالت:

Iqqim ulmuggar iql srk

Lmadani ayas tamrt ayifud

كما مدحن زوجة المقاوم المدني أخت المقاوم مبارك ابنيران من قبيلة ايمجاض لكون كلمتها مسموعة ولمساعدة زوجها في المشورة كلما اقتضت الضرورة فقالت الشاعرة:

Lqayd atamjjudt ar isnfisil

Imma tiqbilin rdantak awal nm

وحين ذاع خبر وفاة هدا المقاوم الباسل يوم13 يناير 1934 سارعت الشاعرات إلى رثائه فقالت إحداهن:

Alghbint atagudi n ghaslli gh nan

Lmadani uhmad asiyatin alàmum

Ghassan anfrk iwadif ghixsan ar ittar

وطلبت شاعرة من سكان لخصاص الحداد على زعيمهم المقاوم لمدة طويلة فقالت:

Ilazmkn a LXSAS abdda tllam

Ligh itri liganin tifawt idrd

وبعد وفاة زعيم المقاومين هذا حشد الجنرال الفرنسي "هوري" قوات ضخمة" تعدادها 25 الف جندي نظامي و1700 كومي و16 الف من برطيزة مسلحة بعتاد هائل من مدفعية ودبابات وطيران تحت قيادة ميدانية للجنرالين "كاترو" و"جيرو"، إذ هاجمت قوات "كاترو" جبهة بويزكارن شمالا حيث قاوم ايت باعمران ولخصاص، وقوات "جيرو" على الجبهة الجنوبية، فاحتلت قصري ايشت وفم الحصن في25فبراير1934" (huré,G.A,la pacification du Maroc, paris,1952,p:181 ) . واستسلم المقاومون بعد قنبلة بويزكارن بالطائرات وقسمت فرنسا وYسبانيا الأطلس الصغير فاحتلت اسبانيا ايت باعمران بينما احتلت فرنسا لخصاص وجميع القبائل شرقها وجنوبها إلى وادي درعة وعيت بها ضباطا قساة حكاما لمكاتب الشؤون الأهلية أمثال "اوجين ميكل" حاكم مكتب بويزكارن الذي إذاق الساكنة مرارة الاستعمار بتشغيلهم في أعمال السخرة لشق الطرقات واستصلاح الأراضي. وقد عملت الشاعرات على نقد سياسة الاستعمار وتوعية السكان ودعوتهم إلى التمرد حيث رفضت مجاراة الفرنسيين المعمرين وترك الجنة إذا دخلها المعمر فقالت:

Igh illa urumi gh ljant rasta k nffagh

Igh illa gh tmzgida n nkrak tazallit

ووصفت أخرى معاناة الشباب من كثرة الأعمال الشاقة فقالت:

Axuti lstiàmar igayagh taqqayt

Nsi izikr ar njbud àlayn mutgh

Pa canti tuckad dagh ayàyaln

Walayni tghrad urawn lint

Kucmnt kullu tdudin iyàyaln

S lbbinsa d uglzzim iyrumin

وهجت الشاعرة العملاء والخونة والذين عينهم مساعدين له في تسيير شؤون الأهالي فقالت:

Axabx aylli jjun tiwit atalat

Yurrid ghila ig itxasit tighmrin

Yurrid ghilad ig amghar ar isawal

وتأسفت إحداهن على مجاراة المستعمر وعلى عدم قدرتها على تناول الطعام من مرارة الاحتلال فقالت:

Manik nctta aggurn manik nssa aman

Ligh irumin iggi laxsas agh lan

ودافعت شاعرة عن أرضها بلسانها حين حاول أحد أعوان المستعمر انتزاعه منها فقالت:

Inkrd urumi ghassad irin ayyi nakrn

Ullap ard nigh ghzzigh inigh urigh

Ult lasl adgigh awad iran ayyi nakrn

وعندما نشطت خلايا الحركة الوطنية وجيش التحرير وقضت مضجع المعمرين قالت الشاعرة الأمازيغية:

Ah ayrumin nssa yawn tagrtilt n fuqs

Ihrmawn rbbi tagana ula rraht

واستمرت الشاعرة الأمازيغية بالجنوب تقاوم بلسانها حتى خروج المستعمرين الفرنسي والاسباني من الوطن معتزة ومفتخرة بالأبطال الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل عزة الوطن.



#محمد_أرجدال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أرجدال - الافتخار في الشعر الأمازيغي المقاوم بالجنوب المغربي